المخفي في قنوات ما بعد الثورة2011.11.16 عبد العالي رزاقي
عندما نتأمل القنوات الفضائية التي بدأت البث التجريبي على الأقمار الصناعية الغربية والعربية، يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي: هل انخفاض سعر الاشتراك هو الدافع وراء التهافت على إنشاء قنوات؟ أم هو كمية الحرية التي حققتها الثورات العربية لشعوبها؟.
ثقافة الأقلية بالرغم من أن البث التجريبي لا يسمح بالتعرف على الخط الافتتاحي للقنوات، إلا أن التمعن في عناوينها يكشف أن الاهتمام بالفكر والعلم والثقافة يأتي في آخر انشغالات أصحاب القنوات، وإذا استثنينا عناوين مثل: (المعارف- الكتاب- الحضارة- الجامعية للطلبة) فإننا نجد اهتماما آخر لا يتجاوز ما سبق ذكره، وهو عناوين القنوات الموجهة للأطفال مثل: (الهدهد- سمسم - طه - طيور الجنة 1+2 - سنا - سكار - جموار وغيرها) وهي تسير على منوال قنوات الجزيرة للأطفال غير أنها تلجأ الى أسماء غريبة مكتوبة بالحروف اللاتينية.
ويأتي الاهتمام بالقيم الوطنية والروحية ضمن اهتمامات أصحاب هذه القنوات بحيث أن عناوين مثل: (الوطنية- الوحدة- الأحرار- الحلم العربي- القدس- هنا القدس- العودة- الشروق- الفتح- الكرامة- آيات- الإيمان- القرآن الكريم- وغيرها)، ليعزز المضامين المطروحة في الثورات العربية، وكان يفترض أن تأخذ مثل هذه القنوات أسماء وتواريخ الثورات.
المفارقة هي أن أسماء القنوات كشفت عن واقع مؤلم، وهو عدم احترام اللغة العربية في رموز (لوغو) القنوات بحيث طغت العناوين بالحروف اللاتينية والعناوين المكتوبة بالحروف العربية واللاتينية إلى جانب القنوات المكتوب شعارها باللغة العربية فقط.
وهناك اهتمام ملفت للنظر بالطبيعة ومكوناتها مثل
كنوز الطبيعة- الفراشة وغيرهما) وكذلك بالموسيقى ( القيثارة)، إلى جانب وجود مفردات جاهلية مثل
السيوف - الفرسان) وأخرى معاصرة (سيارات).
وما أثار انتباهي أن هناك توجها نحو إنشاء قنوات ما بعد منتصف الليل -التي كان عددها قبل الثورات العربية يتجاوز 450 قناة- بحيث أن التواصل الاجتماعي ألحميمي أصبح يشكل تجارة مربحة واحتلت عناوين مثل
همسات ? نادي الأصدقاء - تعارف - كلام - أنت عمري - حياتي - أنت وأنا وبس- أنا في انتظارك) مكانة مرموقة للتجارة بالجنس، فهل هو نتيجة طبيعية للتغيرات في المجتمع العربي أم مجرد رد فعل عن القنوات الدينية التي تستخدم بعض مفردات التواصل الاجتماعي مثل قناة (فضفضة)؟.
حروب معلنة وأخرى خفيةاختارت بعض القنوات خطها السياسي في العنوان مثل: (قناة اليسارية)، والبعض الآخر اختار عناوين مثل: (الاتجاه- آفاق- الحوار) في حين أن هناك من توجه إلى تشكيل تكتل مثل: (الاتحاد) لنايف كريم و(الميادين) لغسان بن جدو، بينما انتعشت قنوات الأقليات المسيحية مثل: (أغابي) القبطية، والقنوات التبشيرية مثل: (الملكوت - معجزة وغيرهما) إلى جانب قنوات الأقلية العرقية مثل الأكراد، وشكلت القنوات الإيرانية الدينية قفزة كبيرة في الأقمار الصناعية العربية إلى جانب قنواتها الرسمية، كما اتجهت بعض الدول العربية إلى إنشاء قنوات دينية مثل: (أزهري)، والمتتبع للقنوات الدينية السنية والشيعية يشعر وكأن هناك حربا بين الطوائف الدينية تقف وراءها أحزاب سياسية دون التفكير حتى في توحيد الآذان بين الشيعة والسنة لمواجهة المد المسيحي الصهيوني الإنجيلي في الوطن العربي والإسلامي.
الجديد في القنوات القديمة هو إنشاؤها قنوات ملحقة بها متعلقة بالبث المباشر أو الدراما أو السينما أو المسلسلات أو الأغاني، والجديد في القنوات غير العربية هو الحضور الروسي والأوروبي والأمريكي والتركي والإيراني، وكأن الحرب غير المعلنة للهيمنة على الوطن العربي انتقلت إلى السماء بعد أن فشلت في تحقيق مردود لها في الشارع العربي.
لكن أهم ما يمكن التوقف عنده هو انتقال المعارضة والسلطة إلى حرب فضائية بحيث أن سوريا واليمن والأردن وغيرها أنشأت قنوات للدفاع عن النظام في مقابل ظهور قنوات للمعارضة كقناة الدكتور الفقيه المعارض للمملكة السعودية، مثل: (منبر الأحرار- العصر)، للمعارضة الجزائرية في الخارج، وهناك قنوات وجدت في الأنظمة التي سقطت أو التي ما تزال تقاوم مادة للتجارة مثل قناة: (الرأي).
إن أكثر اهتمامات أصحاب الفضائيات والتجارة شكلت الأغلبية تحت عناوين مختلفة مثل: (الدوائية- الطبية- لمسة جمال- جواهر الكمال- الصحة والجمال- زينة)، ويرى خبراء الإعلام أن فترة البث التجريبي كافية لجلب تكاليف القناة خاصة إذا أدركنا الاشتراك في الساتل أقل تكلفة من سحب يومي للشروق أو الخبر، فهل سيتحول بعض ممولي الصحف الجزائرية إلى ممولين للقنوات الفضائية؟
http://www.echoroukonline.com/ara/aklam/ak...zaki/87337.html===================
قنوات عديدة تتعب وانت ممسك بالريمونت كنترول تقلب من قناة الى اخرى،فهل إنشاء قناة فضائية رخيص من ناحية التكلفة المادية الى هذا الحد ؟!
لا تنشأ قناة الا ولها اهداف وافكار معينة تريد أن توصلها للمتلقي وكما هو معلوم أن توجه القناة يكون حسب البلد الذي تبث منه فتتبع اللوائح والقوانين
كل هذه القنوات لا تضع في أولوياتها أو من اهدافها توعية المتلقي وتوجيهه لما يدور حولة بموضوعية وحيادية فلا حيادية في الاعلام فكله تابع لجهة معينة
ما تهدف له هذه القنوات إذا كانت تحمل فكرا معينا تريد أن تشد وتجذب اليها المتلقي ليقتنع بفكرها ويتبعها خاصة الان في ظل هذه الثورات الحاصلة في العالم العربي ، فقد زادت الاحزاب والجماعات وكل جهة تريد أن تكسب ثقة الناس وتجذب اليها مؤيدين ومناصرين فتسعى لأن تملك قناة خاصة بها تروج لفكرها واهدافها .
وأما إذا كانت قنوات للتسلية وللترفيه وما أكثرها فهدفها ان تعمل على تمييع المتلقي وإلهائه بتوافه الامور والاتجاه به الى الانحراف والضياع .