صلح الحديبية
(نصيحة لثوار سوريا)
صلح الحديبية أصبح اليوم ذريعة عند البعض لتبرير أي اتفاق خياني يبيعون في دينهم مقابل عرض من الدنيا زائل، لم يدرسوا الاتفاق أو أنهم درسوه وحاولوا جاهدين تبرير أعمالهم لدى أتباعهم بشيء من الإسلام علهم ينالون التأييد والموافقة على أعمالهم التي ظاهرها خير وباطنها كراسي ومصالح وتنفيذ لخطط غربية بأيدي إسلامية.
صلح الحديبية الصلح الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم حاكم المسلمين آنذاك وكان بعده ما بعده من فتوحات للإسلام تمثلت في: • إعطاء مناخ آمن لنشر الدعوة الإسلامية وبيان عظمة الإسلام، وتفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم للقضاء على بعض الجيوب المناوئة للمسلمين في جزيرة العرب. • تمكنت الدولة الإسلامية من فتح خيبر بعد عقد الصلح وتحييد قريش عنها، حيث كانت القوتان الكبريان في ذلك الوقت في جزيرة العرب المهددتان للمسلمين (يهود خيبر شمالا وقريش جنوبا) وبعد فتح خيبر تم فتح مكة بعد نقض الصلح. • تطوير قوة الدولة الإسلامية. هذا الصلح باختصار شديد.
هذا الصلح أصبح الكثير من طلاب الكراسي يتكئون عليه لتبرير خياناتهم وسعيهم في مصالحهم الذاتية، فمن بعض الفصائل الفلسطينية التي سعت لكراسي تحت نير الاحتلال إلى بعض الفصائل المقاتلة على الأرض في سوريا التي تعقد هدنا مع النظام السوري مقابل كراسي تأمل في الحصول عليها قبل القضاء على رأس الشر في سوريا (نظام بشار الأسد) إلى غيرهم.
المطلوب أن لا تشبهوا تصرفاتكم البعيدة عن الإسلام وتلصقوها لصقا بالإسلام وتشبهونها بصلح الحديبية الذي كان مقدمة للقضاء على ما يهدد المسلمين في جزيرة العرب.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عقد الصلح هو حاكم للمسلمين يملك أمره، أما انتم فلا تملكون أموركم بعد ولا تملكون صلاحية عقد الهدن، ولكن الدول الغربية وعن طريق بعض الدول في العالم الإسلامي مثل السعودية وتركيا دفعتكم لذلك لكي لا يسقط نظام بشار الأسد بعد أن اقترب أجله، ووعدتكم بوعود شيطانية سال على أثرها لعابكم، ونسيتم القضية التي يقاتل من أجلها جميع ثوار سوريا وهي إسقاط نظام بشار الأسد.
فهلا عدتم إلى الصواب وأدركتم الفخ الذي وقعتم به، وأدركتم أنه بعد تنفيذ الغرب لمخططاته فسيتم التخلص منكم، وما حدث مع الحركة الإسلامية في الجزائر ومع الإخوان في مصر خير دليل على مكر الغرب بمن سار على نهجه وحاول إرضائه.
نقض صلح الحديبية كان يعني دمارا للكفار، ورأينا ماذا حصل بعض نقض الصلح بفتح مكة والقضاء على الكفار، فهل بعد نقض بشار المجرم للاتفاق ستطيحون به مثلا، مع انه نقض الاتفاقيات والهدن أكثر من مرة ولا عهد ولا أمان له لأن دماءه وأنفاسه يهودية صليبية مجوسية مدعومة من العالم الغربي ومن حكام المسلمين الذين يأتمر البعض منكم بهم.
أثناء صلح الحديبية فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وبعض الجيوب المقاومة للدولة الإسلامية، فماذا ستفعلون إن التزم بشار بالهدن مثلا، هل ستتفرغون لقتال الإيرانيين مثلا أم الروس أم ستقاتلون الشياطين الهوائية أثناء عقد الهدن؟؟؟ ماذا ستفعلون؟؟؟
أم أن الصورة ستكون عكسية وهذا الذي سيكون حيث سيتقوى بشار ويعيد تمركز قواته، ويعتقل الكثيرين ويبطش بمواقع أخرى، وتبقى روسيا تبطش بالكثير من المناطق، حيث إنكم أن لم تكونوا تعلمون ستعطونه استراحة في مكان ليتفرغ للبطش بغيركم في مكان آخر ثم يتفرغ بعدها لكم، وفي النهاية بدل أن يكون صلح الحديبية يكون صلح الصليبية واليهودية والمجوسية لتقوية بشار الأسد!!!!!
هل تعلمون أن صلح الحديبية عقده الرسول وهو في موقع قوة وأنتم تعقدون اتفاقا في موقع ضعف؟؟؟
هل تعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم استفاد من صلح الحديبية وأن اتفاقيتكم يستفيد منها بشار فقط؟؟؟
هل تعلمون أن نقد العهود والاتفاقيات من قبل بشار وداعميه دول العالم الغربي من طبيعتهم أن ينقدوا الاتفاقيات بسهولة بالغة لأنهم في موقع قوة، وأنهم إن نقدوا الاتفاقيات فلن تملكوا من أمركم شيئا؟؟؟
هل ترون خيرا في الأنظمة العربية التي تدعم إسرائيل وتحكم بالكفر وتمول الصليبيين في حروبهم وتفتح لهم القواعد لعسكرية وتعلن الحرب على من نادى بتطبيق الشريعة الإسلامية، هل ترونها تدعمكم لإقامة حكم الله في الأرض أم ان هدفكم هو نفسه هدفهم وهو إقامة حكم علماني في سوريا موال للغرب الكافر؟؟؟؟
إنها نصيحة لكم إن كنتم تبحثون عن حل يرضي ربكم ويفيدكم في الدنيا والآخرة، واعلموا أن من ارتمى بأحضان الغرب أو حكام المسلمين فالهلاك الهلاك له في الدنيا والآخرة، والحل واضح وسهل ميسوا أمامكم وهو أن تقطعوا علاقاتكم بالغرب وأذنابه حكام المسلمين وتجتمعوا على إسقاط نظام بشار الأسد وهو سهل ميسور إن توحدتم، فهو في الرمق الأخير للحياة، وتقيموا الخلافة على أنقاض نظامه، وهكذا فقط تنتصر ثورة سوريا وتحققوا بشرى الرسول الكريم عليه السلام بأن تكون الشام أرض الملحمة وأرض إقامة الخلافة وأرض انبثاق نور الحق من أرض الشام، فتفوزوا بالدارين.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
|