السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
اننا كلنا نعي جيدا اهمية الاعلام منذ القدم وكيف انه سلاح يستخدم اما للمدح او القدح ربما هذا اقل ما كان يعرف عن الاعلام قديما عندما كان الاعلام عبارة عن شعر ونثر ينقل بين الناس وفي دروبهم
ومع تطور العلم والاساليب والوسائل تطور الشكل العملي للاعلام الى ان اصبح على اخر شكله الذي هو عليه الان اعلام بلغ ذروته في الوسائل والاساليب حتى بلغ ما بلغه على شكله المسموع والمقروء والمشاهد
واكثر وسائل الاعلام متابعة هي التي تشاهد بالعين المرئية فهي الاقرب الى ربط الناس بالحدث وان تأسر المشاهد ضمن هذا الحدث او هذه الفكرة وهي الوسيلة الاقرب للدماغ سواء كنت قاصدا ام غير قاصد فالاساليب تجذبك الى هذه القناة دون الاخرى وتكون انت في قلب الحدث , وهذا ما فطن اليه من يقف خلف الوسائل الاعلامية ومؤسساتها فأراد ان يبث سمه في هذه الاحداث خاصة عندما يخيل لنا ان هذا الاعلام او ذاك هو اعلام ثوري حريص على الامة ومصالحها
وتغلق له قناة او مكتب او يقتل له صحفي او... وبذلك يكسب الاعلام قلوب وتعاطف وعقول المتلقي وكأنها عملية تنويم مغناضيسي للمشاهد
فالاعلام لم يقم بعمله الحقيقي كما يروج الرأي والرأي الاخر الا اذا كان هذا رأيا يسيء للاسلام كما كانت الجزيرة مع نوال السعداوي لانها مع الراي والرأي الاخر وهكذا ولكن ان كان الامر يتعلق بثقافة الامة ومطالب الامة وعقيدتها
فترى الاعلام يغلق عدساته وعينيه وربما يصبح اصم ابكم نعم يصبح كذلك رغم ان الاحداث التي يضللها عن الناس ولا ينقلها للامة هي امور عظام عظام لكنه لا يعطيها اي اهتمام ولا تعبير ولا حتى ملاحظة
وهنا السم والتضليل لان ما يحدث على الارض وبشريحة كبيرة من الامة يخالف توجهات هذا الاعلام ومن يقف خلفه لذلك يحرص الاعلام على تكبير ما هو صغير من خلال عدساته ومكبراته وياتي بالمأجورين ليروجوا له ما يريد من افكار
فعلى سبيل المثال اول ما قام الثورات في العالم الاسلامي عزاها الاعلام الى الفقر والبطالة وكأن الناس تريد عملا وليس تغير نظام الحياة ولكن على الارض كان تحرك الامة عكس ذلك في تونس واليمن ومصر وليبيا وسوريا الان
فسرعا ما تلون الاعلام كالحرباء بلون اخر هو لون التغير والتعطش للخروج من الدكتاتورية الى الديمقراطية والمدنية (العلمانية) وجاء بلفيف من المأجورين السياسين الذين يدافعون عن هذه الافكار مع انهم هم كانوا نفس اي المأجورين
كانوا هم حملة افكار الماركسية الشيوعية ومن منا يغفل او ينس تاريخ النصراني عزمي بشاره الذي الان يطالب بالقومية والمدنية والديمقراطية !!!! ربما لانها الان تعطيه موردا ماليا اخر في كنف جزيرة قطر
وكذلك تأتي باصحاب عمائم وجدوا ضالتهم للمتاجرة والاسترزاق باسم الدين ليضللوا الامة كالازهر الذي تناسى شرع الله وطالب من خلال وظيفته كمفتي للجزيرة ولاهوائها بان الديمقراطية هي النظام الذي يجب ان يطبق في بلادنا ... !!!!
والغريب ان الاعلام يمارس هذتا التضليل الكبير وعلى الارض يرى ان الامة تتجه بطريق اخر في تونس الملاين خرجوا للمطالبة بتطبيق الشريعة وغاب الاعلام وارجعوا للوراء يوم احداث قناة نسمة وراجعوا صفحتات الفيس بك التونسية وقارنوا وفي تونس قام ابناء الامة المخلصين حزب التحرير بتوزيع 60 ألف نسخة من نظام الدستور وداروا جميع ارجاء تونس وشرائحها وحتى مية الجربي ايدت الخلافة !! ولكن الاعلام كان الحاضر الغائب
وفي مصر وصل الدستور الى المجلس العسكري والى المرشحين للرئاسة وكان من يحملونه حاضرين في ميدان التحرير بقوة ولكن الاعلام تعامى عنهم وعن المطالبة من المسلمين بتطبيق الشريعة !!!!
وكذلك في اليمن وليبيا بطرابلس وفي الشام سوريا وما أدراك ماسوريا وهي جزء من بلاد الشام سوط الله في ارضه على الارض تري واضحا بصفحات الفيس بك واليوتيوب ما يريدونه من ادلب وباب السباع وحمس وباب عمرو والريف الدمشقي والقامشلي ودرعا وترى بعينيك ما لاتراه في الاعلام رايات رسول الله السوداء والبيضاء ترفرف بكثر لكن الاعلام يغيب المشهد تماما عن المشاهد مضللا الامة عمدا عن ثقافتها وامتها ومطالبها
بل ان المسيرات في جمعة الكرامة وجمع رفع راية رسول الله ... كانت تطلب الحماية من الله وتلوم على الامة وجيوشها وانها ترفض تدخل الكافرين بشؤننا وتطالب بشرع الله وليس بالمدنية العلمانية ولا الديمقراطية
فالاعلام يمارس قمعا بوليسيا على الامة بالتضليل والتهميش والتغيب لما تريده الامة وما تعلنه الامة فلا ياتي بمسيراتها واعمالها ولا هو يطرح ما تريده الامة مع المخلصين للنقاش والحوار
واترك لكم مثالا في جمعة الكرامة الاخيرة من قلب الشام السورية لتروا ما يطالب به الناس وما يرفعون وتتساءلون معي اين الاعلام من هذه الاعمال ؟
عبدالرزاق المجدلاوي
شبكة الناقد الاعلامي