منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> كيف يسهم تطبيق الأحكام الشرعية في ظلم المرأة وتشويه الإسلام!, ؟؟
ام عاصم
المشاركة Aug 28 2017, 07:20 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



كيف يسهم تطبيق الأحكام الشرعية في ظلم المرأة وتشويه الإسلام!
د. خالد سليمان
Aug 25, 2017
القدس العربي

بعد أن نجحت الدول الغربية الاستعمارية، بالتعاون مع بعض الكيانات والشخصيات العميلة، في إسقاط الخلافة الإسلامية، وتعطيل الحكم بالشريعة في المجتمعات التي يدين أكثر سكانها بالإسلام، لم يكن ذلك كافيا للإجهاز الكلي والنهائي على الشريعة بالضربة القاضية، وبخاصة في ظل وعي تلك الدول بأن الحرمان الكلي الصارم والسريع للمسلمين من شريعتهم التي حكمت حياتهم لقرون طوال، قد يجعلهم يُستفزون ويستأسدون للدفاع عنها وتفعيلها من جديد، وهو ما قد ينعكس على شكل انتفاضات وثورات ويقظات دينية مفاجئة، ربما تشكل خطرا جديا على المصالح والتوجهات الغربية، وربما تفضي إلى عودة تحكيم الدين الإسلامي في إدارة شؤون المسلمين.
إضافة إلى أنه لم يكن للدول الغربية التي مزقت الخلافة الإسلامية أن تغامر، بالرغم من كل وقاحتها وإجرامها، بمنع المسلمين بصورة كلية من التمتع بممارسة أحكام دينهم، وبخاصة وهي تدعي احترامها للقيم العلمانية، التي وإن كانت تفصل الدين عن الدولة، إلا أنها تترك للناس هامشا واسعا من الحرية لتطبيق ما يشاؤون من شعائر وأحكام في أوساطهم الخاصة، إن لم يتضارب ذلك مع القوانـين الرسـمية المعـتمدة في الـدولة.
في ظل تلك المخاوف والاعتبارات، تفتق وعي الدوائر الاستعمارية المحترفة في التآمر ضد الإسلام والمسلمين عن الخروج بحيلة في منتهى الخبث والمكر، تضمن صيد أكثر من عصفور بحجر واحد، مفادها الإبقاء على أجزاء بسيطة ومفتتة من الأحكام الشرعية، والسماح بتطبيقها على نحو آلي فاقد للروح، لا يعبأ كثيرا بالملابسات والظروف. وقد كان من شأن تلك الحيلة أن تعمل على خداع المسلمين وإسكاتهم وإقناعهم بأن شريعتهم ما تزال حاضرة تطبق، وأن تمنح قدرا من الشرعية الدينية الضرورية للأنظمة العميلة الناشئة التي زرعوها، وأن تقدم لها المبرر للزعم بانها تحترم الاسلام وتحرص على تطبيقه، مع أن الإسلام منها براء.
ولأن الأغلبية الساحقة من المسلمين كانوا وما انفكوا على درجة مروعة من الجهل الصارخ بحقيقة دينهم، انطلت عليهم اللعبة وشربوا المقلب هنيئا مريئا، وهم يشعرون بكثير من الفرح والزهو، لظنهم بأنهم انتصروا لشريعتهم، ما داموا يرون أن أجزاء منها ستظل على قيد الحياة! مع أن الإسلام هو كالمعادلة المتوازنة المتكاملة العناصر، فإذا ما نزعت منها بعض العناصر اختلت وتقوضت وتحولت إلى تركيبة مشوهة.

والمؤسف أن تلك الخدعة قد مرت أيضا على أغلب المشايخ والعلماء والفقهاء، هذا إن أحسنا الظن ولم نفترض أنهم أسهموا في تمريرها!. وذلك لأن الكثيرين منهم ليسوا في حقيقة الأمر أكثر وعيا من عوام الناس بحقيقة دينهم، فالدين الذي يعرفه أكثرهم هو دين تلقوا أحكامه ومبادئه وعقائده بصورة تلقينية ببغائية بعيدة عن الفهم السليم والعميق.
الأمر الذي يفصح عن نفسه في كثير من الفتاوى المريخية المخجلة التي تصدر عنهم بين الحين والآخر، التي تعبر عن مخرجات طبيعية لأمثال أولئك المشايخ، في ضوء تكلس العقل الإسلامي منذ قرون وانغلاق باب الاجتهاد وعدم قدرة المتطفلين على الشريعة عن الإحاطة بما يجري من تطورات في حياة الناس، وعجزهم عن إدراك كيف يسهم فهمهم العليل وتطبيقهم المتعسف لأحكام الشريعة، في ظل غياب الشروط والظروف التي تضمن التطبيق السليم لها، في إفراز ما لا حصر له من حـالات الظلم والقهر، المؤدية في نهاية المطاف إلى تشويه الشـريعة والتشـكيك في عدالتـها، وربـما الكـفر بها!
إضافة إلى أن الكثيرين من أولئك المشايخ، الذين كانوا وما يزالون يدورون عموما في فلك الأنظمة العلمانية الرافضة لتحكيم شريعة الله، كانوا معنيين في المقام الأول فيما يبدو بأن يبقى من أطلال الشريعة ما يكفي لاشتغالهم عليه وتعيّشهم منه، ولا داعي لأن يصدعوا رؤوسهم بالنضال من أجل وضع الشريعة كلها موضع التطبيق، رافعين الشعار الشهير: ما لا يدرك كله، لا يترك جله، مع أن النزر اليسير الذي ظل مطبقاً من الشريعة في معظم الأقطار الإسلامية لا يكاد يذكر، ولا علاقة له من حيث الكم بمفهوم الجُلّ ولا الخَل!

وقد استقر قرار الأوساط الاستعمارية الخبيثة على أن تكون الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية، من زواج وطلاق ووصاية وحضانة وإرث…الخ، هي الأحكام التي لن يتم إعدامها، وستبقى مفعلة، إلى قدر ما، في حياة المسلمين. وأظن أن ذلك الاختيار لم يأت من باب الصدفة البريئة، وإنما جاء عن عزم لئيم مسبق على تدمير الأسرة المسلمة، عن طريق الإضرار بحقوق النساء المسلمات على وجه الخصوص، وذلك عبر التطبيق المشوه والمجتزأ وغير العادل لتلك الأحكام، بما يفضي إلى زعزعة إيمان النساء وتشكيكهن بعدالة دينهن، حتى وإن كان ذلك بصورة غير واعية. وذلك لإدراك تلك الأوساط الاستعمارية المجرمة التي درست المجتمعات الإسلامية جيداً عن كثب، بأنها إذا ما نجحت في تقويض إيمان المرأة المسلمة، التي تمثل العنصر الأهم في صيانة أخلاق الأسـرة وتـربية أطفـالها وتشـكيل وعيهم وشخصياتهم، فإنـها سـتضمن تقويض إيمـان الأمـة كلـها.
وكان من الأهداف الأخرى الخبيثة للإبقاء على العمل بالأحكام الشرعية المتصلة بالأحوال الشخصية فحسب، دون رديفاتها في بقية مجالات الحياة، إيهام المسلمين بإمكانية انفصال شؤون حياتهم الخاصة والشخصية عن مجالات حياتهم العامة الأخرى: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. علما بأن من المحال عمليا إحداث مثل تلك القطيعة على أرض الواقع. فحياة الإنسان هي كل متكامل، وأجزاء متداخلة على نحو وثيق، يتأثر بعضها ببعض بالضرورة، وهذا هو الفهم الإسلامي لحياة الإنسان على ظهر هذه الأرض.
فاختيارالمرء لإنسانة معينة للارتباط بها على سبيل المثال، وهو شأن يبدو مفرط الشخصية والخصوصية، لا يمكن أن ينفصل في حقيقة الأمر عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية وربما السـياسـية التي يعيـش في وسـطها.

والآن، وبما أن كل ما تقدم من كلام كان أقرب إلى التمهيد النظري العام المجرد، فإن من الضروري إيراد مثل شائع مستمد من صلب الواقع الذي نعيش، لإثبات أن تطبيق الأحكام الشرعية اليوم، بالطريقة التي نراها، يعود بالضرر الشديد على الكثيرين، وبخاصة على النساء، وهو ما يصب في المحصلة النهائية في هز الثقة بعدالة الإسلام وصلاحيته، كما سنرى في المثـال التـالي:
لقد أباح الإسلام للرجل المسلم تعدد الزوجات، وهذا التشريع هو مما لا شك فيه ولا مجال للاعتراض عليه، ولكن عندما أعطى الإسلام للرجل ذلك الحق الثمين، فإنه قد افترض ضمنيا أن يكون الرجل مسلما عدلا راشدا تقيا ملتزما باتباع أحكام وأخلاق دينه على نحو جدي، كما هو الوضع الطبيعي المفترض في كل مسلم. كما افترض، بل جزم كأمر بدهي أو مسلم به، أن ذلك الحق الشرعي يطبق تحت مظلة نظام حكم إسلامي حقيقي صحيح وجاد وعادل، يراقب ويتابع ويضمن تماما ألا يتعسف الرجل في استخدام ذلك الحق، وألا يستغله على نحو سيئ على حساب بنات الناس، لمجرد إشباع شهواته وإرضاء نزواته والعيش على هواه.
ولكن انظروا ماذا يحدث اليوم على أرض الواقع في مجتمعاتنا التي تنسب نفسها زورا وبهتانا إلى الإسلام وتدعي تطبيق الشريعة. إننا نجد ملايين الرجال، الذين لا علاقة لهم من حيث الجوهر بالإسلام إلا من ناحية الاسم أو خانة الديانة في الوثائق الرسمية، يتفننون في ارتكاب المعاصي والكبائر والموبقات، دون أدنى وازع أو رادع أو ضمير. والواقع إنه قد يكون من الصعب لوم أولئك المنحرفين على فعل ذلك في عالمنا الوقح الذي تجرد من الأخلاق والحياء، فلماذا لا يقدمون على اقتراف كل تلك الأفعال المنكرة دون أن يطرف لهم جفن، ما دام الشرع المطبق في المحاكم الشرعية البائسة المتواطئة معهم يعطيهم الحق في فعل ذلك، وما داموا لا يجدون حكومات إسلامية تشكمهم وتوقف مسلسل عبثهم المشين بأحكام الدين!؟

فكروا مليا في ذلك المثال الذائع الشيوع بربكم، فمن منا ليست له ابنة أو أخت أو أم أو قريبة ينطبق المثال عليها بصورة أو بأخرى، واسألوا أنفسكم عن العدد الفلكي من النساء اللائي تعرضن هن وأطفالهن للقهر والظلم والإذلال والإضرار والاستغلال، وحكّموا ضمائركم وعقولكم فيما إذا كان من الممكن أن يكون الإسلام، الذي جعل من تحريم الظلم والتظالم في صلب دعوته، قد جاء لتسهيل تنفيذ تلك الجرائم والسكوت عليها!؟
إذا كنتم تصرون على ارتكاب تلك الجرائم أو تمريرها أو التغاضي عنها وتجاهلها، وأنتم تظنون أنكم تدافعون عن الشريعة وتخدمونها، فأنتم واهمون. فأنتم في واقع الأمر لا تخدمون إلا الشيطان والأنظمة المعادية للإسلام التابعة له، التي تآمرت وما تزال من أجل إقصاء الإسلام وتشويهه. وإذا كنتم تحرصون حقا على تطبيق الشريعة، فتحرروا من الجبن والتناقض والنفاق، والتفكير والتصرف كما لو أنكم لا تدركون أن أكثر التشريعات المعمول بها في بلدانكم تتناقض جذريا مع أحكام الشريعة وتزري بها، مثل تلك التشريعات التي تحلل الخمر والقمار والربا والدعارة.
وأخيراً، أرجو ألا يساء فهم هذا المقال من بعض الذين لا يقرأون جيدا وتسبق أصابعهم عقولهم إلى التعليق، فهذا المقال ليس دعوة إلى إلغاء الأحكام الشرعية بكل تأكيد، بل إلى النضال والاستبسال من أجل تطبيقها، جامعة مانعة غير مبتورة أو مشوهة، كما تركها لنا من أنزلت عليه، عليه الصلاة والسلام. وإلا فإن علينا التوقف عن الإصرار على تشويهها، ثم المزاودة والتظاهر بالاستهجان والتباكي عليها عندما يطعن المتضررون من تطبيقها المختل في عدالتها!


أكاديمي عربي مقيم في كندا
============================
التعليق
عنوان المقال لافت تظن للوهلة الأولى أنه يهاجم الاسلام والاحكام الشرعية ، هذا إذا أكتفى المتلقي بقراءة العنوان دون قراءة المقال .
الكاتب تتطرق الى قضية هامة جداً وهي أن ما يعانيه المسلمون بعامة المرأة المسلمة بخاصة هو سببه غياب تحكيم الشرع بشكل كامل وفي جميع مناحي الحياة.
الكاتب يدعو الى تطبيق أحكام الاسلام كاملة وجملة واحدة ، ويعلم ان ذلك لا يكون إلا بوجود دولة الخلافة على منهاج النبوة ، وإن لم يذكر ذلك صراحة !
وهنا يكون دور المتلقي الواعي ويقرأ بين السطور ليصل الى أنه لا خلاص إلا بعودة الاسلام الصحيح الذي طبقه صل الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الذين طبقوا نظام الاسلام ولقرون طويلة ، إلى أن جاء الكافر المستعمر وهدمها .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Aug 28 2017, 03:36 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع المهم.

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 11th July 2024 - 10:37 PM