حزب التحریر الإسلامي: نشأة الحزب وتطوره بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية أنشـئ حــزب التحریـر علــى یـد (تقــى الـدین النبهــاني) القاضـي فــي محكمـة الاســتئناف، بهــدف إنهاض الأمة الإسلامیة من التراجع والانحـدار الشـدید الـذي وصـلت إلیـه، ویسـعى الحـزب أیضـاً لتحریـر هـذه الأمـة مـن أفكـار الكفـر وأنظمتـه ومـن سـیطرة الـدول الكـافرة، وصـولاً لتحقیـق إقامـة
دولـة الخلافـة الإسـلامیة) حتـى یتسـنى الحكـم بمـا أنـزل االله ، وتـم ذلـك فـي مدینـة القـدس عـام ١٩٥٣م ، وقد مر الحزب بأربعة مراحل مختلفة سعى من خلالها تحقیق أهدافه وهي:
* المرحلة الأولى: المرحلة التأسیسیة التي اتسمت بالجهود الفردیة لمؤسسه وممن یقتنعون بأفكاره، واسـتمرت هـذه الفتـرة ثـلاث سـنوات تبنـى الحـزب فیهـا دعـوة النـاس إلـى تبنـي أفكـاره الإسـلامیة ، وكانت دعوته سریة ، و استطاع أن یجذب إلیه عدداً مـن النـاس مكنـه ذلـك مـن بنـاء جسـم الحزب، ومـن ثم العمل بشكل علني.
* المرحلة الثانیة: وهي مرحلة تفاعل الحزب مع الأمة لتحمیلها الإسلام و إ یجاد الوعي العام بأفكار الإسلام وأحكامه حتى تتخذها أفكاراً لها، تعمل على إیجادها في واقع الحیاة، وتسیر مـع الحـزب في العمل لإقامة دولة الخلافة.
* المرحلة الثالثة: وهي مرحلة العمل لتطبیق أفكاره وتحقیق أهدافه من خلال:
١ ) تنمیة جسم الحزب وتثقیف الأفراد من خلال الحلقات.
٢ ) تثقیف الجماهیر بأفكار الإسلام وأحكامه التي تبناها الحزب.
٣ ) الصراع الفكري مع الكفر وأنظمته وأفكاره وعقائده الفاسدة.
٤ ) الكفــاح السیاســي ضــد عقائــد الــدول الكــافرة المســتعمرة، ومقارعــة الحكــام فــي الــبلاد العربیــة والإسلامیة وكشفهم ومحاربتهم.
٥ ) تبني مصالح الأمة ورعایة شؤونها وفق أحكام الشریعة.
* المرحلة الرابعة: محاولة الحصول على تـرخیص لـه، كحـزب سیاسـي إسـلامي، وممارسـة نشـاطه السیاسي، بشكل علني، حیث لم یحصل على تـرخیص رسـمي مـن الحكومـة الأردنیـة، التـي رأت أنه یشكل تهدیداً لشرعیة النظام الأردني، و أنه یعارض الدستور الأردني نصاً وروحاً ، فسعى بعـد ذلك للإعلان عن نفسه كجمعیة عثمانیة ، الأمر الذي مكنه من ممارسة نشاطه.
هذا و للحـزب توجهاتـه العالمیـة التـي تهـدف إلـى اسـتئناف الحیـاة الإسـلامیة وحمـل الـدعوة الإسلامیة إلى العالم لهدایة البشریة، وبالتالي قیادة الأمة للصراع مع الكفر وأنظمته وأفكاره حتى یعم الإسلام على الأرض ٠
علاقة الحزب مع حركة الإخوان المسلمین:
نظـراً للخلفیـة الدینیـة التـي تبناهـا حـزب التحریـر ونشـاطاته فـي المجتمـع ومقدرتـه علـى تأطیر الناس إلیه، جعله ذلك منافساً لحركة الإخوان، ورغم محاولاتهم التوافق معـه بهـدف ضـمه إلیهـا، إلا أن تلـك المحــاولات بـاءت بالفشــل، رغـم وجـود محاولــة تعـاون واحــدة بیـت الحــركتین، عنـدما دعـم الإخـوان (أحمـد الـداعور) مرشـح حـزب التحریـر فـي الانتخابـات البرلمانیـة الأردنیـة، وتمكن بذلك من الحصول علـى مقعـد فـي البرلمـان الأردنـي عـام ١٩٥٥م اسـتخدمته كمنبـر ضـد النظام الأردني، مما أدي إلى طرده من البرلمان واعتقاله مدة سـنتین ولـم یشـارك الحـزب فـي أي انتخابات برلمانیة بعد ذلك
فكر وأیدیولوجیا حزب التحریر:
١ ) یعتبـر حـزب التحریـر مـن التیـارات والأحـزاب الأصـولیة الإسـلامیة، ویتخـذ مـن القـرآن الكـریم أساساً لفكره السیاسي؛ لمقدرته على تنظیم الحیاة المعاصرة ضمن الإطار الإسلامي البحت، لذا فهـو یـرفض فكـر الدیمقراطیـة والرأسـمالیة والمـذاهب الاقتصـادیة الاشـتراكیة والشـیوعیة ویعتبرهـا أنظـمة كفـر، و یحـرم أخـذها أو تطبیقهـا أو الـدعوة إلیهـا، ویعتبرهـا سـبباً فـي شـقاء النـاس، و یضـع الحزب نظامـاً إقتصـادیاً إسـلامیاً نابعـاً مـن مفاهیمـه للشـریعة الإسـلامیة، و لا تلقـى جمیعهـا القبـول لدى الهیئات الإسلامیة وتثیر جدلاً حولها.
٢ ) یـؤمن الحـزب بنظریـة المـؤامرة فـي العـالم العربـي، و یقـر بوجـود صـراع فـي الخفـاء بـین الـدول العظمـى والعـالمین العربـي والإسـلامي، الـذي یـتهم حكومـاتهم بأنهـا أنظمـة تابعـة وعمیلـة وتنفـذ أجنـدة دول أخـرى، لـذا یسـعى لإقامـة دولـة الخلافـة مـن خـلال إطـاره الفكـري، وأسـلوبه الصـریح والسـافر والمتحـدي، دون اسـتخدام الأعمـال المادیـة ضـد الحكـام أو ضـد مـن یقفـون أمـام دعوتـه لإقامـة دولـة الخلافـة فـي الخـارج لتحریـر فلسـطین، لـذا تعـرض الحـزب لمعـاداة الكثیـر مـن الـدول العربیـة، و منعـه مـن أي نشــاط ، لمــا تضـمنته دعوتـه للقضــاء علیهـا وعلـى أنظمــة الحكم فیها تمهیداً لإقامة دولة الخلافة.
٣ ) یرفض الحزب فكرة الثورات والأعمال المسلحة حتى ضد الاحتلال. و یتهمـه الإسـلامیو ن في الحركات الأخـرى بأنـه حـزب تنظیـري یكتفـي بـالكلام ویریـد أن یغیـر واقـع المسـلمین بـالتنظیر فقـط، لأنـه یعتبـر المجابهـة المسـلحة مـع الأنظمـة لیسـت طریـق رسـول الله؛ لـذا تتهمـه الحركـات الإسلامیة الأخرى بأنه یعطل الجهاد منتظراً قدو م الخلیفة ودولته ٠
.حقــق الحــزب إنتشــاراً فــي كثیــر مــن الــدول الأوروبیــة والإســلامیة رغــم مبادئــه وأســلوبه التنظیـري وفـي قطـاع غـزة والضـفة الغربیـة ینتشـر الآن بشـكل قـوي، ویطـرح نفسـه بشـكل علنـي داعیاً لمبادئه الأساسیة لإقامة دولـة الخلافـة ، وإعـادة المجتمعـات إلـى أصـل الإسـلام، ویسـتقطب الحـزب أعـداداً لا بـأس بهـا، رغـم تعرضـه لـبعض محـاولات الصـد والمنـع مـن التعبیـر عـن نفسـه لأسباب قد تكون قدیمة وامتزجت بأسباب جدیدة.
هذا ویستند الحـزب فـي منهجـه للتغییـر إلـى كثیـر مـن الآیـات القرآنية والأحادیـث النبویـة، كأدلـة یسـوقها و تؤكـد وجـوب الحكـم بالإسـلام، ومنـع الحكـم بأحكـام الكفـر فـي القضـایا المصـیریة للمســلمین، التــي یجــب علــیهم أن یتخــذوا حیالهــا إجــراء الحیــاة أو المــوت، كمــا یســتند علــى اســتطلاعات الــرأي المختلفــة التــي تبــرز مــدى انتشــاره فــي كثیــر مــن الــدول والتأییــد لــه وللتیــار الإسـلامي، ففـي دراسـة قـام بهـا مركــز الدراسـات الإسـتراتیجیة فـي الجامعـة الأردنیـة باســتطلاع للــرأي ثــم نشــره فــي أبریل/نیســان ٢٠٠٧م فــي أربــع دول كبــرى فــي العــالم الإســلامي (مصــر، المغــرب، اندونیســیا، الباكســتان). وُجــد أن نســبة الإجمــاع علــى أفكــاره قــد تجــاوزت ٧٥ % فــي بعـــض القضـــایا، ففـــي المغـــرب كانـــت نســـبة المؤیـــدین ٧٦ ،%وفـــي الباكســـتان ٧٩ ،%و فـــي إندونیسیا ٥٣% ، و رغـم نظـرة التفـاؤل التـي یتمتـع بهـا الحـزب نحـو تحقیـق أهدافـه، إلا أنهـا تبقى في إطار أهداف وأماني یصعب تطبیقها في المنظور القریب أو حتى في المنظور البعیـد، إذا مــا أخــذنا فــي الاعتبــار الظــروف الإقلیمیــة والدولیــة والتــي یتجاهلهــا الحــز ب، الــذي یتحــدث بعاطفة المتمني الذي یرى في بعض نشاطاته ومؤتمراته مختلفـة التوجهـات والعنـاوین، ونجاحاتـه فـي الاسـتقطاب البطـيء لأعـداد مـن النـاس، أنـه علـى وشـك الوصـول إلـى هدفـه الأسـمى، وهـو إقامـة الخلافـة وتحریـر فلسـطین دون عنـف أو جهـاد، فهـذا یتعـارض مـع منطـق الأشـیاء وواقـع الحـال فـي البلـدان العربیـة والإسـلامیة والأجنبیـة التـي لا زالـت منفكـة تحـارب الحـزب وتحـد مـن نشاطه، ومـع ذلـك أخـذ الحـزب ینشـط بشـكل ملحـوظ فـي الضـفة الغربیـة وقطـاع غـزة خاصـة بعـد سیطرة حركة حماس على القطاع ویتمثل هذا النشاط في مقدرته علـى تنظـیم مسـیرات جماهیریـة مؤیدة له ورفع شعاراته بشكل واسع تحمل أفكاره وأهدافه.
موقف الحزب من م.ت.ف:
ینبع موقف الحزب من م.ت.ف، مـن أیدیولوجیتـه المجـردة، و رؤیتـه العامـة للعـالم المقسـم حسـب وجهـة نظـره إلـى منـاطق نفـوذ أمریكیـة، وأخـرى بریطانیـة، و أن م.ت.ف هـي نتـاج تخطـیط الـــدول العربیـــة. و یـــرى أن إنشـــاءهاوبمســـاعدةالجامعـــة العربیـــة جـــاء أیضـــاً بهـــدف تحمیـــل الفلسطینیین عبء النضال كله، وأن المنظمة لا یمكنها الوصول إلى حلول صحیحة لأنهـا غیـر قائمة على عقیدة .
یختلــف فكــر الحــزب مــع فكــر م.ت.ف، ویــرفض تبنیهــا للأفكــار العلمانیــة والتحریریــة ونهجهــا لحــل الصــراع الفلســطیني الإســرائیلي عبــر التســویة الســلیمة، ومواقفهــا مــن قیــام دولــة فلســطینیة علــى أراضــي ١٩٦٧م، وقــد تجســد ذلــك الــرفض مــن عــدم مشــاركته فــي الانتفاضــةالفلسطینیة عام ١٩٨٧م، رغم تأیده لها بتحفظ في بدایتها، وحذر من استغلاها وتجييرها لصـالح المؤتمر الدولي الذي كان جاریاً الحدیث عنه آنذاك .
وفـي إطـار معارضـة الحـزب للمنظمـة وعـدم اعترافـه بهـا، و بأیـة منظمـة أخـرى تشـاركها أهدافها، یرفض باستمرار أن یعترف بالقضیة الفلسطینیة علـى أنهـا قضـیة قومیـة وطنیـة، كمـا لا یعترف بأیة محاولة لا تهدف إلى توحید العالم الإسلامي في دولة واحدة فقط .
في إطار موقف الحزب من المنظمة وسیاستها في حل الصراع الفلسطیني- الإسرائیلي، فهو یرفض قیام السلطة الفلسطینیة، والانتخابات التشریعیة أو المشاركة فیها، ویـرى فیهمـا أنهمـا مخطــط الكفــار، لــذا یحــرم المشــاركة فیهمــا ، كمــا یــرى الحــزب فــي المرشــحین للانتخابــات وإن اختلفــت انتمــاءاتهم ومــواقفهم السیاســیة بــأنهم لا ینفــون التفــاوض مــع الیهــود بعبــارة قاطعــة، بــل یتذبذبون بین الموافقة وطرح شروط للقبول بها .
هــذا فقــد خالفــت مواقــف الحــزب جمیــع التنظیمــات الفلســطینیة والمنضــویة تحــت رایــة م.ت.ف والمقاومـة للاحـتلال الإسـرائیلي بعـد عـام ١٩٦٧م، و بقـي بعیـداً عـن مواجهـة الاحـتلال، وفضــل عــدم الصــراع معــه، بحجــة التفــرغ لنشــر الــدعوة الإســلامیة والتشــهیر بالأنظمــة والقــوى العلمانیة (الملحدة) على حد تعبیره، بما فیها م.ت.ف وفصائلها، وقـد كـان لمواقـف الحـزب تلـك، أن انعكست علیه سلبا وغیبته عن الساحة السیاسیة بشكل شبه كامل .
لا ینصب اهتمام الحزب بالقضایا الفلسطینیة الداخلیة و محاربـة الاحـتلال أو العمـل علـى تحریر فلسطین، بل یركز اهتماماته على الإحداث العالمیة، والدولیة فیرصدها ویضمنها بیاناته، متجـاهلاً أحـداثاً هامـة تجـري فـي السـاحة الفلسـطینیة. وقـد یكـون سـبب الاهتمـام العـالمي للحـزب نتیجـة عالمیـة تنظیمـه، ومركزیـة العمـل فیـه، مـع وجـود قیـادة محلیـة لهـا وزن تشـارك فـي صـنع قرارات الحزب المركزیة .
اختلاف الحزب مع الأحزاب الإسلامیة الأخرى:
تختلف وجهة نظر الحزب بشأن تحریر فلسطین عن وجهة نظر الجهاد الإسلامي، الذي یطرح مبدأ الجهاد المسـلح لتحریـر الـوطن، ومـن ثـم العمـل علـى أسـلمة المجتمـع ، ویختلـف أیضـاً مـع حركـة الإخـوان المسـلمین، التـي تـرى ضـرورة أسـلمة المجتمـع وتربیـة النـاس تربیـة إسـلامیة، ومـــن ثـــم الانطـــلاق لتحریـــر فلســـطین. وبـــین هـــذین المـــوقفین المتناقضـــین لهـــاتین الحـــركتین
الإسلامیتین، یرى الحزب أن عملیة التحریر لا یمكن أن یقوم بها أي فصـیل أو دولـة مـن الـدول باستثناء (دولة الخلافة)، لذا یسـعى لإقامتهـا أولاً ، ویـرى أن ذلـك یمكـن لـه أن یتحقـق عـن طریـق عملیـة انقلابیـة، ویـرى بـأن إقامـة هـذه الدولـة الإسـلامیة یجـب أن تكـون فـي خـارج فلسـطین لعـدم مقدرة الفلسطینیین في الداخل إنهاء الاحتلال بأي شكل من الإشـكال ، والحـزب بـذلك یسـتقي هـذا الفكر من السیرة النبویة التي رأت أن المدینة هي التي ستحرر مكة .
هذا و بعـد أن تشـكلت الحركـات السیاسـیة الفلسـطینیة بعـد عـام ١٩٤٨ إلـى مـا بعد عام ١٩٦٧ صار النظـام السیاسـي الفلسطيني (الناشـئ) یسـعى إلـى تطـویر نفسـه عبـر م.ت.ف وكـذلك عبـر الحركـات والأحـزاب السیاسـیة القدیمـة والحدیثـة والتـي كـان لهـا دوراً مـؤثراً فـي ذلـك النظـام والفكــر السیاســي الفلســطیني ســعیاً إلــى إقامــة دولــة فلســطینیة كحلقــة مهمــة فــي تطــور النظــام السیاسي الفلسطیني وإكمال تشكیله
فبعد أن دخلت الحركة السیاسیة الفلسطینیة في جدل كبیر حول آلیات تنفیذ ذلـك الهـدف خرجـت م.ت.ف باتفاقـة السـلام مـع إسـرائیل، (اتفـاق أوسـلو) الـذي أحـدث تغیـراً هامـاً فـي النظـام السیاســي الفلســطیني الــذي لــم یعــد قائمــاً علــى ركیــزة م.ت.ف ومؤسســاتها بــل بــرزت مؤسســات جدیـدة وهــي الســلطة الوطنیــة الفلســطینیة والمجلـس التشــریعي الفلســطیني وكلاهمــا مــن افــرازات أوسلو تدیر شئون الفلسطینیین في الداخل رغم أنها لم تخرج عن إطار م.ت.ف، بل ظلت تحت مسـئولیاتها حیـث أن جـل القضـایا السیاسـیة والتفاوضـیة تتولاهـا المنظمـة التـي غیبـت كثیـراً مـن مؤسساتها لصالح مؤسسات السلطة.
و فـي ظــل هـذا الوضــع عملـت الحركــات السیاســیة جاهـدة علــى تصـویب مســار الســلطة والمجلس؛ حتي لا یخرج عن سكة المنظمة وكان لها دوراً ٌ هـاماً فـي ذلـك رغـم المعیقـات الكثیـرة، إلا أن النظام السیاسي الفلسطیني لم یخرج من طور التشكیل. ومع وجود المتغیرات في النظام السیاسي الفلسطیني وتشكیل السلطة والمجلس التشریعي الــذي نشــط بشــكل فعلــي ّ بعــد الانتخابــات الأولــى عــام ١٩٩٦ ، ورغــم ســیطرة حركــة فــتح علــى الأغلبیـة فـي المجلـس إلا أن نشـاطاً سیاسـیاً كبیـراً ظهـر فـي تلـك الفتـرة سـعت الفصـائل المؤیـدة لاتفاق أوسلو وغیر المؤیدة له إلى أن تلعب دوراً فاعلاً في العملیة والحركة السیاسیة الفلسطینیةوفـي تطـویر النظـام السیاسـي حتـي یكتمـل ، وفـي ظـل هـذا الحـراك السیاسـي بـرزت حركـة حمـاس الرافضة لاتفـاق أوسـلو والتـي تحرمـه وتحـرم دخـول المؤسسـات التـي أفرزهـا بمـا فیهـا الانتخابـات ، إلا أنهـا وبعـد قـراءة متأنیـة للواقـع المحلـي والإقلیمـي والـدولي، خاضـت الانتخابـات التشـریعیة فـي عـام٢٠٠٦وحصـلت علـى الأغلبیـة فـي المجلـس التشـریعي فقادتـه وتولـت رئاسـة الحكومـة، ممـا وضع النظام السیاسي في إشكالیة رفض المجتمـع الـدولي لـه بوجـود حركـة حمـاس ضـمنه، ومـن هنــا ســعت حركــة حمــاس إلــى الخــروج مــن هــذا المــأزق مــن خــلال إظهــار تحــولاً فــي مواقفهــا السیاسیة مع الثبات على موقفها الرافض لشرو ط الرباعیة الدولیة أو الاعتراف بإسرائیل.
ورغم دخول حركة حماس النظام السیاسي الفلسطیني، كحركة إسـلامیة تشـكل ذراعـاً مـن أذرع حركة الإخوان المسلمین إلا أن حركات إسلامیة أخرى ظلـت خـارج إطـار م.ت.ف والنظـام السیاسي الفلسـطیني، و تشـكل عقبـة أمـام إكمـال صـیاغة وتشـكیل م.ت.ف والنظـام السیاسـي، لمـا تتبناه من فكـر لا تتوافـق وظـروف المرحلـة السیاسـیة الراهنـه وظلـت خـارج إطـار م.ت.ف وتحـرم المشاركة في أيّ شكل من أشكالها أو نشاطاتها السیاسی ، وعلى رأس هذه الحركات الجهاد الإسلامى، وحزب التحرير ٠
إنتهي ،،،
د. عز الدين حسين أبو صفية
دنيا الوطن:حزب التحریر الإسلامي: نشأة الحزب وتطوره بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية
Dec 21 2018, 10:07 PM
