الإعلامُ سُمٌ خفيٌ فاحذروه!!
إن المحطات الإعلامية اليوم تمارس دورا خبيثا قلما ينتبه إليه البعض، إلا المتابعين للسياسة اليومية والعارفين بها، أما عامة الناس فتنطلي عليهم ألاعيب الإعلام بشكل كامل، ولولا أنّ في الأمة الإسلامية من هم منتبهون إلى هذا الدور الخطر، لوصلت الأمة الإسلامية إلى الهاوية القاتلة، ولكن الله أبى إلا أن يظهر دينه ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون ولو سخروا كل إمكانياتهم المادية لحرب الإسلام وعقيدته، قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}
الإعلام الموجود كله بدون استثناء يخدم سياسة معينة، وهي الجهة التي تدعمه وتموله، لذلك لا يوجد اسم لـ"الإعلام الحر" أو "الرأي والرأي الآخر" أو "حرية الرأي" فكله كذب كذب، وإنما الموجود حقيقة "بوق النظام" أو "صوت النظام" أو "المروجين لما يريده النظام".
وهذا حقيقة، إذ أن المحطات الإعلامية تُمول ومن شروط التمويل خدمة المموِلين، وإلا فلا يوجد تمويل، وشعار الحرية يتعارض بشكل كامل مع الحرية في طرح الرأي الحر أو المحايد كما يدعون.
وهدف الإعلام هو صناعة الرأي العام وتوجيه الشعوب إلى الأفكار التي يريدونها، وقوة الإعلام كبيرة في هذا المجال نظرا لكثرة متابعيها، ولذلك يعتمد الكفار على هذه المحطات بشكل كبير جدا في التأثير على عقول الناس بطريقة خفية خبيثة، وكثرة كذبهم تجعل الناس يصدقون الكذب مع الوقت.
ولنعرض لبعض الشواهد التي تبين خبث الإعلام: 1- الإعلام كله بدون استثناء لا يخدم قضية إرجاع الإسلام إلى الحكم، بل كله ضدها وضد من يعمل لها، فمثلا قضية إرجاع الخلافة لا يتناولها الإعلام كقضية يجب إرجاعها، بل يتناولها بالقليل ومن غير ناحية العمل الواجب لإعادتها، بل تستخدم لإنتاج المسلسلات التي تسلي الناس، وفي نفس الوقت تشوه صورة الخلافة عن طريق بعض المسيئين للإسلام والذين يعملون لصالح الغرب. 2- الحزب العامل للخلافة في قارات العالم وهو حزب التحرير يعمل الإعلام على التعتيم الإعلامي المبرمج عليه بشكل مقصود، فمسيرة فيها بعض الناشطين الديمقراطيين تُعرض على الإعلام، بينما مسيرات ومؤتمرات للحزب بالآلاف لا تعرض وكأنها غير موجودة، حتى إن الإعلام متفق على عدم ذكر الحزب بالخير والشر حتى ينسى الناس ذكره، وان اضطروا إلى ذكره شوهوا صورته. 3- وان تم عرض بعض الأمور الدينية فهي لا تتعدى الناحية الفردية ولا تمس الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي، ولا تمس خيانتها وإجرامها وعدم حكمها بالإسلام بل تدور حول الكثير من الأمور التي لا تمس النظام من جذوره بالفعل، بل تتعرض لأمور عامة مثل فساد وزير معين، ويتناسوا أن سبب البلاء هو الرئيس أو الملك. 4- فمثلا يعرض أمور الزواج والطلاق والصيام والحج والزكاة واللباس، ولكنه لا يتعرض لأحكام الخلافة والخليفة والجهاد ونشر الدعوة والجزية وفتح بلاد الكفر. 5- الترويج ليهود وإجرامهم واحترام رأيهم، وذلك باستضافتهم على الفضائيات، وأول من وضع كلمة "إسرائيل" على خارطة فلسطين هي قناة الجزيرة والله تعالى اعلم، وذلك ليصبح هذا الأمر مع الزمن أمرا واقعا. 6- عدم التعرض للزعيم المفدى في الدولة التي تنطلق منها الفضائيات بينما تتعرض لبقية الزعماء إلا أن يكون هناك اتفاقيات بين تلك الدول فلا تتعرض لها، فمثلا قناة الجزيرة على سبيل المثال لا تتعرض لخيانة النظام القطري الذي يستضيف اكبر القواعد العسكرية الأمريكية ومن أوائل المطبعين مع يهود، ولم تتعرض للثورة في البحرين لان مجلس التعاون الخليجي يرفض ذلك، ولا تتعرض للقضايا التي تمس مجلس التعاون الخليجي. 7- التعتيم الإعلامي الممنهج على المخلصين الذين يسعون إلى مصالح الأمة، فمثلا حزب التحرير لا يعرضه الإعلام إلا بالتشويه والتضليل والكذب والافتراء، أما البقية فتوفر لهم الفضائيات. 8- فمثلا حزب التحرير يتعرض لحرب التعتيم الإعلامي، ولكن لحضور الحزب القوي يلجؤون إلى أساليب التشويه والتضليل والافتراء والكذب، فمرة عندما عرضوا ندوة للحزب في اليمن كتبوا على الشريط الإخباري لقناة الجزيرة "حرب التحرير" فاتصل بهم الحزب لتصحيح الخطأ إلى "حزب التحرير" أي وضع النقطة لأن المعنيان مختلفان ولكنهم رفضوا ذلك رغم الاتصال. 9- تدعي كثير من المحطات أن الحزب لا يتصل بها ولكنه يتصل بها وهي ترفض الذهاب. 10- عندما يريدون عرض بعض الأمور عن الحزب لا يستضيفون إلا الحاقدين على الحزب ليعطوا صورة مشوهة عن الحزب، وان استضافوا بعض شباب الحزب كان الأمر مقتضبا أو يوجد عدة أشخاص حاقدين وظيفتهم تشويه الحلقة عن الحزب. 11- المعتقلين من الحزب في مختلف دول العالم كثر ومع ذلك لا يُذكرون على محطات الإعلام، بينما اعتقال ناشط ديمقراطي أو صهيوني أو أمريكي تفتح له المقابلات تلو المقابلات. 12- تم في أوزبكستان قتل أكثر من ستة آلاف من شباب الحزب في يوم واحد بمؤامرة من النظام الأوزبكي وبمشاركة قوات روسية ومع ذلك تغاضى الإعلام عنهم، رغم كبر الجريمة التي اقترفوها وانتشارها على الانترنت. 13- الإعلام يتعمد التشويه في المسميات، فيسمي الساقط أخلاقيا فنان وممثل، وليس إلا ناشر للفساد، وتفتح لهم عشرات المحطات الفضائية، التي ليس فيها إلا كل ما هو مدمر للأخلاق، بينما يرفض رفضا قاطعا إعطاء قناة واحدة لحزب التحرير. 14- بث المسلسلات التي تأتي بالساقطين لنشر قيم الغرب في العري وشرب الخمور مثل المسلسلات التركية، التي لا يبدو على الممثلين فيها أنهم مسلمون بل متحللون من كل قيم الإسلام. 15- المسلسلات التي تعرض لا تتعرض إلى مشاكل المسلمين المصيرية، مثل خيانة الحكام وجرائمهم وماذا يجب على المسلمين العمل تجاه يهود، بل تركيزها على الحب والعلاقات الماجنة ومشاكل الحياة الفردية ليس إلا. 16- لا نسمع الأسماء الحقيقية على الإعلام مثل : الكفار عن الغرب الكافر والقوات الصليبية عن الاحتلال الأمريكي، ومجلس الكفر عن مجلس الأمن، ووصف الحكم بالكفر عن الدولة المدنية الديمقراطية، ويسمون الخيانة والخذلان سياسة وحكمة، والتآمر مع اليهود لبيع فلسطين مفاوضات، وارتداء الحجاب تخلفا، التمسك بالقران والسنة إرهابا وتطرفا وتشددا، وتمييع أحكام الإسلام لترضي الكفار إسلاما معتدلا. 17- قناة العربية السعودية من يسمعها يظن أنه يسمع محطة صهيونية وهي صاحبة الشعار "الإرهاب لا دين له" 18- دائما تعرض المذيعات المتبرجات على كثير من المحطات وتأتي بالإخبار، وهم يقولون أن هذه حرية إلا أنهم لا يوظفون إلا المتبرجات. 19- الإعلام في الثورات العربية كان يركز على أن هدف الثورات هو"الحرية والديمقراطية والدولة المدنية" حتى ظن الناس من كثرة كذب الإعلام أن المطلب فعلا هو الدولة المدنية، مع أن الناس وكما حصل في الانتخابات التي حصلت في كل من تونس ومصر تريد الإسلام لا غير ليحكمها، وكان على رأس هذه الفضائيات الجزيرة. 20- تركيز الإعلام على قضية تحرير المرأة والمقصود منها طبعا تحرر المرأة من اللباس الشرعي، وليس أدل على ذلك المذيعات والمراسلات المتبرجات في معظم الفضائيات. 21- صناعة السياسيين على النمط الغربي، فكثرة استضافة الفضائيات لشخص مجهول، وإبرازه كل يوم يكون ذلك بمثابة صناعة لهذا الشخص على هذه الفضائيات، كما صنعت الجزيرة الكثير من السياسيين الليبيين على شاشاتها. 22- الإعلام حتى لا ينفضح، إذا كان الحدث بسيطا تعمد إخفائه، أما إذا انتشر فيبدأ بالبث، وهذا ديدن جميع المحطات بما فيهم الجزيرة والعربية. 23- التركيز على الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة، ونسيان الكافر الصليبي المحتل في ارض العراق والجزيرة العربية، فمحطات السنة تهاجم الشيعة وتكفرهم وفيها عدد لا بأس به من العلماء الجهلاء والمضِلون للناس، وكذلك الأمر في محطات الشيعة، ويتم تجاهل الحكام الخونة في الجزيرة العربية وإيران، والذين هم اكبر حلفاء لأمريكا عدو المسلمين. 24- محطات الغناء أكثر المحطات ثم محطات المسلسلات ثم محطات الرياضة ثم محطات الأخبار واقلها المحطات الدينية، والتي بدورها تعطي صورة مشوهة عن الإسلام.
هذا شيء يسير من خبث الإعلام والذي لا يتسع المقام لذكر جميع أساليب خبث الإعلام.
وخبث الإعلام يحتاج الكثير من البحث والتعرف على أساليبه التشويهية والتضليلية والكذب وصناعة الرأي العام وإخفاء الحقائق والترويج لأشخاص وتدمير أشخاص آخرين، وتمرير السياسات الخبيثة على الأمة والتي كلها تصب في مصلحة الكفار.
إن الذي سيعيد الأمور إلى نصابها هو دولة الخلافة لا غير، عندما تؤسس إعلاما يلتزم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال عليه الصلاة والسلام:{من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت} حيث لن يبث إلا ما يرضي الله تعالى. نسأله تعالى أن تكون دولة الخلافة قريبة، اللهم آمين.
|