رسول العلى والفضل والخير والهدى
وليد الأعظمي
رسول العلى والفضل والخير والهدى = لكل سطور المجد اسمك مبتدا
ولي في معانيك الحسان تأمل = سمعت به قلبي يقول محمدا
ويهتز للذكرى حنينا وحرقة = فيهتاجه الشوق الذي جاوز المدى
ويعمره فيض من الوجد سابغ = يضوع به قلبي أريجا موردا
ويوم به نادت قريش بجمعها = وأبدت من الحق الصراح تمردا
وسارت بنار الكفر تغلي وحقدها = يغور اعتداء صارخا وتعندا
لتقضي على الدين الذي شع نوره = سلاما وإيمانا وعدلا موطدا
أتطفىء نور الله نفخة كافر = تعالى الذي بالكبرياء تفردا
إذا جلجلت الله أكبر في الوغى = تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
هناك التقى الجمعان جمع يقوده = غرور أبي جهل كهر تأسدا
وجمع عليه من هداه مهابة = وحادية بالآيات في الصبر قد حدا
وشمر خير الخلق عن ساعد الفدا = وهز على رأس الطغاة المهندا
وجبريل في الأفق القريب مكبرا = ليلقي الونا والرعب في أنفس العدى
وسرعان ما فرت قريش بجمعها = وعافت أبا جهل هناك ممددا
منكسة الرايات مفلولة العرى = جريحة كبر قد طغى فتبددا
ينوء بها ثقل الهوان وهمة = وتفضحها أسرى تريد لها الفدا
وأنف أبي جهل تمرغ في الثرى = وداسته أقدام الحفاة بما اعتدى
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده = وضاعت مساعيه وأتعابه سدى
وكيف يقوم الظلم في وجه شرعة =تسامت على كل الشرائع مقصدا
سماوية الأغراض ساوت بنهجها = جميع بني الدنيا مسودا وسيدا
وألغت فروق العرق واللون في الورى = فلا أبيضا حابت لتبخس أسودا
ولا فضلت قوما لتحقر غيرهم= ولا جحدت حقا ولا أنكرت يدا
تريد الهدى للناس دأبهم = يعادون من يدعو إلى الخير والهدى
وليس جديدا ما نرى من تصارع = هو البغي لكن بالأسامي تجددا
وأصبح أحزابا تناحر بينها = وتبدو بوجه الدين صفا موحدا
رسول الهدى مسراك بات مهددا = وأوشك بيت القدس أن يتهودا
وقومي لا يستنفرون لحقهم = جيوشا تصون الحق أن يتبددا
أبن أيها التاريخ وجه محمد= ليبصره العامون عنه تعمدا
إذا قامت الدنيا تعد مفاخرا = فتاريخنا الوضاح من بدر ابتدا
ويبقى صدى بدر يرن بأفقنا = هتافا على سمع الزمان مرددا
بلاد أعزتها سيوف محمد = فما عذرها أن لا تعز محمدا
رسول العلى لي في مديحك وقفة = أرجي بها خيرا لدى موقفي غدا
لساني لم ينطق حراما ولا هوى = وشعري لم يضمم كلاما مفندا
ولم أتلون كالذين تلونوا = وزاغوا وراغوا خسة وتصيدا
وحسبي من الشعر الحلال قصائد = نطقت بها تبقى إذا لفني الردى
ومن يكن همه في العيش مأكله = فالموت أولى له من عيشه الكدر
لا ينظرون إلى ما كان أولهم = في ظل حكم رسول الله أو عمر
أيام كانوا وكان الله غايتهم = أيام كانوا لهذا الكون كالقمر
أيام كانوا ونجم السعد مؤتلق = ما بين مجتمع منه ومنتشر
الله أكبر إن الناس قد خلعوا = ثوب الحياء وصاروا اليوم كالحمر
فعهدنا اليوم مع عهد الرسول غدا = الفرق بينهما كالفحم والدرر
أين الصلاة التي جاء الرسول بها = فرضا على الناس في حل وفي سفر
منقول:
[/b]