منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> روسيا... إلى أين؟ (3)
أم المعتصم
المشاركة Nov 3 2015, 10:07 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



بسم الله الرحمن الرحيم

روسيا... إلى أين؟ (3)



انزلاق بوتين روسيا في سوريا:


إن روسيا دولة كبرى لا شك في ذلك، وهي ليست عميلة أو تدور في فلك أمريكا، ولكنها بالتأكيد ليست الاتحاد السوفياتي سابقًا، ولا تستطيع منافسة أمريكا في مناطق نفوذها، سواء على أساس القوة أو الاتفاقات الدولية المبرمة إبان الحرب الباردة، وعليه فإن دخولها المعركة في سوريا يعتبر انزلاقًا خطيرًا ودخولاً لمستنقع ذاقت ويلاته هي وجيشها، وذلك في جهاد وتضحيات المسلمين سابقًا في أفغانستان والشيشان، وعليه فإن خدمة الدولة الأولى عالميًا مقامرة وغباء سياسي، ومنزلق فيه مخاطرة كبيرة، وقد فعلت روسيا ذلك ظنًا منها أنه قد يغير من وضعها الصعب في أوكرانيا، ولكن هذا أمر وذاك أمر، وكانت روسيا قد وعدت بشار أن تنهي الأمر في وقت قصير، وحددت لذلك أربعة أسابيع، وللعلم لقد انتهت المدة، ولم تفلح بإنجاز ما كانت قد وعدت به، وتكبدت هي وبشار وإيران وحزبها في لبنان خلال تلك المدة خسائر مادية فادحة، وواجهت قتلاً كثيرًا.


روسيا وأمريكا في سوريا:


لقد أصبح من المعلوم لدى أكثر المتابعين والمحللين السياسيين أن ما تفعله روسيا في سوريا هو خدمة لأمريكا ابتداء، التي سمحت لها بأن تلعب دورًا محدودًا ومرسومًا بما يخدم مصالح أمريكا أولاً، ثم بما يحقق مصالحها الذاتية من مثل قاعدتها العسكرية في سوريا، أما تدخلها الأخير بهذا الشكل السافر، والذي يوحي للوهلة الأولى بأنه يمثل تحديًا لأمريكا في سوريا كمنطقة نفوذ أمريكية، فهو أمر صعب المنال عليها ولا تقدر عليه، ولن تسمح أمريكا لها بذلك، وعليه كان تدخلها نتيجة لصعوبة الموقف الأمريكي في سوريا، وعدم قدرة أمريكا على إيجاد حل مقبول لدى الثوار والمسلمين من أهل سوريا، فخشيت أن يسقط بشار بشكل مفاجئ مع عدم جاهزية الحل لديها، فتكون قد وقعت في مأزق لا تحمد عقباه، وتكون الخسائر كبيرة، ويشتد ويحتدم الصراع سواء مع الأمة الإسلامية ومشروعها السياسي الخلافة على منهاج النبوة أو مع الأوروبيين ونفوذهم في منطقة بلاد الشام، حيث الصراع يراوح بين شد وجذب بينهما في أكثر من موطن مثل اليمن وليبيا، بل حتى المناطق التي أنهت فيها أمريكا الصراع مثل مصر والعراق لم يستقر الأمر لها تمامًا كما تريد، فعملاؤها اليوم ليسوا كعملائها بالأمس، حيث لا استقرار ولا قرار ولا أمان لهم من انقلاب الشارع عليهم، وعليه سمحت بالتدخل الروسي في سوريا وبطلب رسمي من بشار، وهذا يعني أن الخروج من سوريا أيضا يكون بطلب رسمي رغم ضعف بشار ونظامه، وعليه نرى وبعد عدم القدرة على الإنجاز بدأت قبل أيام قليلة مؤتمرات كالمهرجانات لحلحلة الأزمة السورية، مما يدلل على عدم جدوى التدخل الروسي، فدعت أمريكا إلى مؤتمر فينّا؛ ليكون أساسًا لحل الأزمة السورية، وللعلم لم تدعُ إليه فرنسا مما حدا بها للإعلان عن مؤتمر آخر، فيه عدد من دول المنطقة لمناكفة أمريكا في سوريا، ولا ننسى أن سوريا مستعمرة فرنسا القديمة، ولها فيها مصالح وعملاء وكذلك جارتها لبنان.


تسارع الأحداث في سوريا:


نعم إن سياسة الصبر الاستراتيجي التي تنتهجها أمريكا في سوريا هي سياسة قوية، وخسائرها المنظورة قليلة، إلا أن إطالة أمد الثورة، وعدم حلحلة الأمور قد يؤدي في الأمد البعيد إلى ما لا تحمد عقباه، فالمنطقة الإسلامية تتفلت من عقالها، وتغلي على نار جمرها الحجارة أو أشد، فالأمة الإسلامية طالها من الظلم والإذلال الكثير الكثير على يد أمريكا وأوروبا وروسيا، والأمم تصبر، ولكنها لا تنسى ولا تدجن، وخصوصًا الأمة الإسلامية فهي أمة ذات عقيدة حية ومتقدة، وكل دول الكفر درست ذلك في مراكزها الاستراتيجية، وعاشته إبان الحروب الصليبية، وخلال القرن الماضي بأكمله، وافتتحت الأمة الإسلامية هذا القرن بثورات لم يشهد لها العالم مثيلا، ألا وهي ثورات ما سمي بالربيع العربي، ولذا لم تستطع أي جهة سياسية أن تتنبأ بما حدث، ولم تشر له أية دراسة، ولولا تآمر الدول الكبرى وعملائها على ثورات الأمة التي ما زالت لم تهدأ وقدرها تغلي، لكان ما تسعى له الأمة من تحرر من قبضة الاستعمار وعملائه نتيجة حتمية لتحركها وتضحيتها بالغالي والنفيس في ميادين التحرير وخروج أبنائها وبصدور عارية مطالبين برد سلطان الأمة لها، ونبذ الحكام العملاء والمأجورين، وحيث إن عقيدة الأمة هي الدافع والمحرك لها بالتضحية والاستشهاد، فلن يكون المطلب إلا ما تطلبه ثورة الشام المخلصة والتي لم يستطع الغرب توجيهها كما فعل في تونس ومصر، وتعثر الغرب وعملائه في اليمن وليبيا والعراق دليل آخر على صدق الأمة في توجهها نحو العقيدة الإسلامية السياسية وتحكيمها في واقع حياتها، وإن لم تعبر عنه التعبير الواضح والفكري والسياسي المبدئي، فعلى المفكر المخلص أن يقرأ ما بين السطور وتحركات الشعوب كيف ولماذا تكون..؟، وعليه فإن تسارع الأحداث في سوريا يجعل أمريكا تتقلب على نار لإيجاد حل، وقد تخبطت كثيرًا في ذلك، وكان من آخر فلتاتها دعوة إيران للمؤتمر الأخير الذي دعت إليه أكثر من سبع دول لإيجاد رأي عام دولي حول ضرورة الحل في سوريا وبرعاية أمريكية ومشاركة روسية.


ولن يكون هناك حل كما تريده أمريكا ما دام هناك مخلصون في ثورة الشام، ولن تجبرهم بعد كل التضحيات الجسام التي قدمت، والويلات التي أذاقتها أمريكا والغرب للمسلمين من أهل سوريا عقر دار الإسلام، فلقد ذاق أهل الشام المخلصون طعم الشهادة في سبيل الله تعالى، وتعلموا معاني عملية خلال السنوات الخمس الماضية، لم يكونوا ليعلموا منها شيئًا بسبب تجهيل المسلمين من النظام القومي العربي البعثي الممانع والمقاوم، فلقد كاد ينسي المسلمين دينهم لدرجة محاسبتهم على تأدية الصلاة، وملاحقة النساء غير المتبرجات، وتشريد الشباب المسلم الملتزم بدينه، وسجون صدنايا وأمثالها تشهد بذلك، وما إن تحرك أهل الشام كما تحرك غيرهم من المسلمين للتحرر من قبضة الطاغية حتى صب جام غضبه، والبراميل المتفجرة على رؤوس الناس: الثوار والأبرياء لا يفرق بين كبير وصغير، ولا بين امرأة ورجل، ووصل الأمر إلى استعمال السلاح الكيماوي تحت بصر العالم وسمعه وقوانينه الدولية التي لا تطبق إذا كان المسلمون هم الضحية، ولو كانوا بالملايين من القتلى والمهجرين والمشردين، فأدرك كل أهل الشام والمسلمون من حولهم، وكثير من البشر بشاعة وظلم النظام العالمي المتحكم في العالم وبرئاسة أمريكا والغرب الكافر برأسماليتهم الجشعة، والتي لا تعرف سوى مصالحها ومنافعها، ولكن ربك لهم بالمرصاد، فيكيد كيدًا لكشف وإبطال كل زيف، وخصوصًا ألاعيب الحكام وإعلامهم وعملائهم والمنتفعين من خلفهم، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.


روسيا والمأزق في سوريا:


لقد أوردنا أنفًا أن خدمة الدولة الأولى عالميًا مقامرة، وقد تؤدي إلى مقتل وفشل، وهي بحد ذاتها غباءٌ سياسيٌ، فروسيا بعد مأزقها في أوكرانيا حسبت أنها ستكون بخدمتها لأمريكا قد خرجت من مأزقها ومقاطعتها وعزلتها، فكان دخولها لسوريا ضغثًا على إباله، فما استطاعت إنجاز شيء في سوريا، ولم تكسب إلا عداء المسلمين من كل الأجناس والأعراق، ولم يتغير أي شيء على وضعها في أوكرانيا، وكسبت مزيدًا من العداء، فتناست الملايين من المسلمين في داخلها، وحولها خمس من الجمهوريات التي أغلبها مسلمون، ذاقوا ويلات وظلم الاتحاد السوفياتي ولاحقوا تغطرس وتجبر روسيا الحالية، وتناسى الروس طبيعة العقيدة الإسلامية، وأنها تربط بين كل أبنائها في كل أصقاع الأرض، وأن غطرسة بوتين وأمريكا ستوحد المسلمين على عدائهما، وكل الكفر ودوله.


ولذلك ندعو المسلمين إلى الوحدة، وإلى الوقوف ضد كل مشاريع الدول الكافرة التي تحاك ضد الأمة الإسلامية، للحيلولة دون عودتها أمة ذات سيادة وسلطان، يجمعها في دولة واحدة، ويحمي بيضتها وحرمات المسلمين ومقدساتهم ودمائهم وأموالهم، فإلى ما يحييكم أيها المسلمون لبوا داعي الجهاد، والوعي على مشاريع الدول الكافرة التي تحاك ضد الأمة الإسلامية. قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾. [الأنفال: 24]






كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات




18 من محرم 1437
الموافق 2015/10/31م
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 30th May 2024 - 03:21 AM