منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> مع الحديث الشريف :- الإمارة – الجزء الأول
أم المعتصم
المشاركة Oct 3 2020, 07:04 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238







نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ أَنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ يَقُولُ لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عُصَيْبَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْت الْأَبْيَض بَيْت كِسْرَى) ‏

‏هَذَا مِنْ الْمُعْجِزَات الظَّاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَقَدْ فَتَحُوهُ - بِحَمْدِ اللَّه - فِي زَمَن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ, وَالْعُصَيْبَة تَصْغِير عُصْبَة, وَهِيَ الْجَمَاعَة, وَكِسْرَى بِكَسْرِ الْكَاف وَفَتْحهَا. ‏

‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَعْطَى اللَّه أَحَدكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ) ‏

‏هُوَ مِثْل حَدِيث: "اِبْدَأْ بِنَفْسِك ثُمَّ بِمَنْ تَعُول". ‏

‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَا الْفَرَط عَلَى الْحَوْض) ‏

‏(الْفَرَط) بِفَتْحِ الرَّاء, وَمَعْنَاهُ: السَّابِق إِلَيْهِ وَالْمُنْتَظِر لِسَقْيِكُمْ مِنْهُ. وَالْفَرَط وَالْفَارِط, هُوَ: الَّذِي يَتَقَدَّم الْقَوْم إِلَى الْمَاء لِيُهَيِّئ لَهُمْ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ. ‏

أما قوله:- الدين قائما ... أو يكون عليكم

قال بعض أهل العلم:-

قائما "يعني الدوام والاستمرار, يقال أقام الشيء أي أدامه, ومنه قوله تعالى: "ويقيمون الصلاة" وقوله تعالى: "إلا ما دمت عليه قائما", فيكون التقدير: لا يزال الدين باقيا مستمرا على الدوام حتى قيام الساعة

وقوله: أو يكون عليكم ...., أو هنا للعطف وهي بمعنى الواو, فيكون التقدير "ويكون عليكم اثنا عشر - - خصهم بالذكر لتحقق العزة والظهور وعدم حصول الضرر في زمنهم ...

للعلماء في تفسير وتوجيه هذا الحديث مسالك عدة

قالوا: المراد العادلين من الخلفاء، وقد مضى بعضهم في الأمة، وسيكتمل عددهم إلى قيام الساعة.

يقول النووي رحمه الله ناقلا عن القاضي عياض:

ويحتمل أن يكون المراد مستحقي الخلافة العادلين، وقد مضى منهم من عُلم، ولا بد مِن تمام هذا العدد قبل قيام الساعة

ويقول النووي رحمه الله – ناقلا عن القاضي عياض:

ويحتمل أن المراد مَن يعز الإسلام في زمنه، ويجتمع المسلمون عليه، كما جاء في سنن أبي داود: (كلهم تجتمع عليه الأمة)

ونقل السيوطي: أن المراد: وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى القيامة يعملون بالحق وإن لم يتوالوا

وفي فتح الباري: وقد مضى منهم الخلفاء الأربعة ولا بد من تمام العدة قبل قيام الساعة

قال ابن كثير:

ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم، ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم، بل قد وجد أربعة على نسق واحد وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ومنهم عمر بن عبد العزيز، بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره.

يا أمة الخير – يا أبناء الخلافة:-

كما نلاحظ أن الحديث ورد بلفظ (خليفة) ويدل على من يتولى الحكم والولاية العامة كما وقد بين الحديث بأن الدين قائما دلالة على التمكين والسيادة والنفوذ والغلبة على من ناوأه أو خالفه فلا يضره كيد الكائدين ولا طعن الطاعنين ..الإسلام دين ومنهج ومرجعية للدولة القائمة حكاما ومحكومين.

والحديث لا يجعل لأولئك الخلفاء مزية أو فضلا لمجرد أن الإسلام كان عزيزا في زمنهم.

إذ المقصود هو الفترة الزمنية بغض النظر عن شخوص الحكام وأعيانهم، إنما هو نبوءة أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم

وأن الدين يبقى قائما في تلك الفترة الزمنية ظاهرا غالبا على من قاومه, بهدف القضاء عليه كدين وحضارة ودولة، أو الحيلولة بين الناس والدخول فيه أو محاولة إخراجهم منه أو تشكيكهم في أحكامه وتعاليمه والطعن فيها.

ومن مظاهر تلك الغلبة وذلك الظهور وتلك العزة، أن الضرر لا يلحق بالإسلام كدين مهما كثرت معاول الهدم فلا يستطيع المخالفون له وهم الأعداء من خارج أتباعه سواء كانوا مشركين من أهل الكتاب، أو حاقدين أو من قبل نظم الكفر مثل أمريكا الكافرة أو بريطانيا الحاقدة وأمثالهم، أن يضروه بأي شكل من الأشكال مصداقا لقوله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال الآية 36 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ). كما لا يستطيع المفارقون له والمنحرفون عنه كليا أو جزئيا، ممن كانوا يدينون به حقيقة أو نفاقا، أن يلحقوا به ضررا...

فقد ظلت دولة الإسلام قوية في زمن المنصور بعد القضاء على أبي مسلم الخراساني، وكانت قوية في عهد الرشيد في حين عز بعض المناوئين وبدؤوا الانتقاض في البلاد المفتوحة, وتغلغلوا في أجهزة الدولة الإسلامية حتى أوشكوا على السيطرة التامة، كما فعل البرامكة أيام الرشيد قبل أن يتم القضاء على حركتهم على يد الرشيد نفسه ...

وبذلك نرى أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد تحقق في فترة الاثني عشر خليفة, فالإسلام حينها كان هو العزيز وكل ما عداه هو الذليل، إن الدين سيظل قائما إلى قيام الساعة وحالة العزة والظهور المطلق التي تصحب ذلك القيام محصورة في تلك الفترة الزمنية التي يتولى فيها أولئك الاثني عشر خليفة

أحبتي في الله:-

لا بد من ملاحظة أنه لا عبرة بالعدد، وللتوضيح - الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث عمار رضي الله عنه (فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) – والسؤال الذي يرد – هل المنافقون في هذه الأمة اثنا عشر فقط أم أنهم أكثر؟ - والجواب على ذلك - فيقال إن عدد المنافقين أكثر ويقال أيضا: الخلفاء أكثر من 12 ولكن لظهور العزة والرفعة في عهدهم خصهم بذكر عددهم، وإلا فبإمكاننا أن نسمي أكثر من 12 خليفة كان الإسلام عزيزا وظاهرا في عهدهم، وفي خلفاء بني عثمان الذين فتحوا أوروبا كفاية فضلا عمن سبقهم من خلفاء المسلمين، رحمهم الله تعالى.

يا أبناء الفاتحين:-

لقد كان المسلمون والحكام والعلماء جميعا في خندق واحد، يدافعون عن عقيدة الإسلام، أمراؤهم صالحون، يطبقون الإسلام، ويحملونه إلى العالم بالدعوة والجهاد. وعلماء المسلمين، وفقهاؤهم يعلمون الناس الإسلام، ويتحاورون فيما بينهم، وينصحون الحكام ويحاسبونهم، ولا يخشون في الله لومة لائم. والمسلمون ينعمون بحكم الإسلام وكانت أمة الإسلام أمة وسطاً، صاحبة الصدارة بين الأمم، وشاهدة على العالم، كما وصفها وجعلها الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} البقرة 143

وإن على أبناء المسلمين ومنهم علماؤهم. عليهم أن يدركوا أن دعوتهم الفردية لا تكفي، وأن عليهم أن يعملوا في جماعة، تقود العمل للتغيير الشامل من أجل إنهاض الأمة الإسلامية، بإعادة الاحتكام إلى دينها، في دولتها كما كانت في دولة الخلافة الجامعة، من أجل إعزاز الدين. حتى يأذن الله بنصره، ويعود المسلمون سيرتهم الأولى، خير أمة أخرجت للناس يعز الإسلام في زمنهم بإذن الله. قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف 108

مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Oct 3 2020, 07:04 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238






نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورد عند مسلم في صحيحه رحمه الله

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلَامِي نَافِعٍ أَنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِيُّ يَقُولُ لَا يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عُصَيْبَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الْأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُصَيْبَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْت الْأَبْيَض بَيْت كِسْرَى ) ‏

هَذَا مِنْ الْمُعْجِزَات الظَّاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ فَتَحُوهُ - بِحَمْدِ اللَّه - فِي زَمَن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَالْعُصَيْبَة تَصْغِير عُصْبَة , وَهِيَ الْجَمَاعَة , وَكِسْرَى بِكَسْرِ الْكَاف وَفَتْحهَا . ‏

عباد الله

إنها البشرى بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته أن المستقبل للإسلام وأهله وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بفتح الأنصار (بلاد الكفر) وبشرهم بكنوز كسرى وقيصر، هذا كلام الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وقد امتنَ الله تعالى على المؤمنين بنصرهم وتمكينهم في الأرض.

فالله عز وجل بشر عباده المؤمنين بأن المستقبل للأسلام وأهله وامتن عليهم بنصره لهم بل وأمر ربنا عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يبشر أصحابه وأمته بالنصر والتمكين والغلبة وبان يبشرهم بان المستقبل للأسلام وأهله، ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون ولو كره المشركون .

فقال سبحانه :- (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) الصف ، وقال ( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون ) الصافات

يا أبناء الفاتحين :-

ليعرف العالم مآثر سلفنا الصالح وكم تعبوا في إرساء دعائم هذا الدين؟

إليكم خبر من سبقكم من الفاتحين كما أخبر بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (عُصَيْبَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْت الْأَبْيَض بَيْت كِسْرَى )

إنه سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه فاتح المدائن و مطفئ نار المجوسية إلى الأبد ،أحد العشرة المبشرين بالجنة قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله )

هو أول من أراق دما في الإسلام بأبي وأمي كان له سلاحان رمحه ودعاؤه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم استجب له إذا دعاك )

و لما تجهز الفرس لقتال العرب قال عمر رضى الله عنه و الله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب ، وأراد عمر أن يقود الجيش بنفسه و لكن أهل المشورة صرفوه.

فقال عمر : فأشيروا على برجل .. ثم قال عمر : وجدته ! قالوا : من ؟ قال :” الأسد عاديا في براثنه سعد بن مالك “خال المصطفى” .

الأسد في براثنه يفتح المدائن ، وفيها إيوان كسرى المشهور.:-

والغنائم التي عاد بها المسلمون الى المدينة تجعل الإيوان يستحق شهرته، فقد كان بينها تاجه وسواران وبساط هائل مرصع باللؤلؤ والجواهر، وبنات كسرى الثلاث وعليهن من الحلل والجواهر ما يفوق الوصف.

إيوان كسرى الذي أصبح أثرا بعد عين هو الأثر الباقي من أحد قصور كسرى آنوشروان الذي تم بناءه في عهد كسرى الأول، المعروف بأنوشِروان و يعتبر من أعظم الأبنية من نوعه في ذلك العصر

يقع جنوب مدينة بغداد في منطقة المدائن ، وتعرف محليا ولدى العامة بـ ( سلمان باك ) على أسم الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه المدفون هناك .

لقد كان العراق من البلدان التي أحتلت من قبل الفرس في أيام الدولة الساسانية وقبل تحريره على يد الخلفية الراشدي الثاني (عمر بن الخطاب "رضي الله عنه")كانت المدائن من عواصم بلاد فارس وكانت مقر قصر كسرى أنوشيروان الذي يعرف ( بالقصر الأبيض ) لدى الفرس والذي كان يحتوي على نار الفرس العظيمة التي كانوا يعبدونها – والعياذ بالله -

وكما نعلم انه عند ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت من معجزات ولادته انطفاء نار الفرس التي كانت موقدة في الإيوان وانشقاق حائط طاق كسرى على طول القصر ولا يزال الشق موجودا حتى يومنا هذا في الطاق الذي كانت بمثابة مهولة أذهله الفرس في ذلك الوقت دون ان يعرفوا سببها.

ومعركة المدائن وقـعت بـين المـســلمـين والفـرس سنـة 16هـ، وقد اجتمع مع سعد رضى الله عنه ثلاثون ألفا وودعه عمر رضى الله عنه و هو يوصيه بتقوى الله و الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

ورمت الفرس بكل قوة وقد كان القائد الأعلى للجيش الفارسي يقود الحرب بنفسه ومعه خيرة قواد الفرس وكان الجيش مقداره ( 120 ) ألفا و يتبعها مثلها .

ولم يلق المسلمون في جميع حروبهم مقاومة أعنف مما لقوا من الفرس في هذه المعركة فلقد صبروا صبرا عجيبا، وأظهروا قدرة قتالية فائقة .

فبعد أن حاصر المسلمون القصر، ذهب إليهم سلمان الفارسي رضي الله عنه، ويقول لهم: - اقبلوا واحدة من ثلاث: إما الإسلام وتكونون منا، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإما الجزية ونمنعكم، وإما المنابذة ،وفي اليوم الثالث يخرج هؤلاء الفرس، ويقبلون دفع الجزية للمسلمين.

و اسـتطـاع المسـلمون خـلالهـا السيطرة عـلى المـدائـن الشـرقـيــة التـي يوجد فيهـا إيوان كسرى؛ حيث عـبر سـعد نـهر دجــلة مـن أضـيق مكـان فيه بنصيحـة سـلمـان الفــارســي عــلى خيولهم، فـلمـا رأى الفرس ذلك هربوا ، ودخـل سعد بن أبـى وقـاص إيوان كـسرى وكـان قبـل أيـام قـليـلة يهدد المسـلمين ويتوعدهم من قصره الأبـيض، مـقر مــلك الأكــاسـرة، الذي كــان آيــة مـن آيــات الفخـامـة والبـهــاء ، وفــى ذلك القـصر صــلى سـعد ابـن أبـى وقـاص صـلاة الشــكر لله عـــلى هـذا الفـتح العـظيـم وتـــلا فـــي خـشوع قـول الله تـعــالى:- ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ .الدخـان ،،،

فلك الله أيها الأسد فى براثنه يدير أشرس المعارك ودمامله تتقيح و تنزف وهو يكبر ويصيح - الزموا مواقفكم لا تحركوا شيئا حتى تصلوا الظهر فإنى مكبر ثلاث تكبيرات فإذا كانت الرابعة فاحملوا وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله .

وغنم المـســلمـون غـنــائـم كـثيـرة فــي فتح المدائن، منهـا: كنوز كسرى وتــاجـه وثـيــابه وأسـاوره ومن السبي بنات كسرى ، فقال عمر: كيف الطريق الى العمل معهن؟ قال علي: يُقوّمن (أي يقدر ثمنهن) ومهما بلغ الثمن يَقُوم به من يختارهن. وهن قُوِّمن وأخذهن علي (بسعر حصته من البساط الذي غنمه والذي كان ب- بخمسين ألف دينار )، ودفع واحدة الى عبدالله بن عمر، فجاءت منه بولده سالم، ودفع الثانية لمحمد بن أبي بكر، فجاءت منه بولده القاسم، ودفع الثالثة لولده الحسين، فجاءت منه بولده علي زين العابدين.

يا من بشركم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنصر والتمكين :-

البشرى قائمة الى يوم الدين - فكما بشرنا بفتح البيت الابيض –إيوان كسرى-عقر دار الكفار –وتمت البشرى وأطفئت نار المجوس إلى الأبد وشرعت رايات العقاب على بنيانه – فهو كذلك بشرنا بفتح البيت الابيض ( في واشنطن ) - ثم عقر دار الكفار وباذن الله سوف تطفئ نار الرأسمالية إلى الأبد وتشرع رايات العقاب على بنيانه وسيتم الفتح الثاني بأذن الله لأن الذي بشر به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم

– لقوله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا ) رواه مسلم ، ولقوله (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) رواه أحمد

و هذا الفتح يحتاج من المسلمين إلى عودة إلى دينهم وإلى ربهم وعوده إلى منهاج النبوه إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بذلك .

يا خير أمة أخرجت للناس:-

من زعم أن النصر لا يتحقق إلا بالمعجزات فقد كذب فقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية، فلا بد من العمل والبذل لهذا الدين - والنصر لمن يستحقه -- ، إن أمتنا قد تمرض ولكنها لا تموت ، تخبو شعلتها ولكنها لا تنطفىء ، ولتعلم نظم الكفر أنا أمة لا نعرف لليأس مكانا ولا نفقد فى الله الرجاء. وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك وتفتح روما والبيت الابيض الثاني باذن الله ،

مصداقا لقوله الله سبحانة وتعالى في كتابه :- (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) غافر

مستمعينا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 30th May 2024 - 11:30 PM