أوزبيكستان وإجرام كريموف قضية من القضايا المهمة التي يُغيبها الإعلام
صرخة أنديجان المسلمة، من يوصلها؟!أوزبيكستان هي إحدى بلاد آسيا الوسطى بلاد هادئة على الخارطة فقط وفي الإعلام لا تذكر إلا على استحياء
وفي كثير من الأوقات تكون نسيا منسيا، لكنها في الواقع تغلي بأهلها من كثرة ما يلاقونه من ويلات حكم ديكتاتوري بغيض، وحتى نقطع صمت الإعلام عن
أوزبيكستان وما يلاقيه أهلها، لا بد من التعريف بها وبحاكمها.
أوزبيكستان التي يشكل المسلمون فيها التسعون بالمائة، هي مهد الأئمة الكبار
أمثال البخاري والترمذي والخوارزمي والسمرقندي، وصلت إليها الدعوة الإسلامية أيام الخليفة عثمان بن عفان واستقرت الفتوحات فيها أيام الخلافة الأموية على يد القائد المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، وبرغم ما لاقاه أهلها من حرمان ومنع من أداء شعائرهم الإسلامية أثناء خضوعهم لحكم السوفييت إلا أنهم حافظوا على عقيدتهم الإسلامية، فما أن انهار الاتحاد السوفييتي وانفصلت
أوزبيكستان عنه حتى ظهرت حقيقة تمسكهم بالإسلام ففي وقت قصير بلغ عدد المساجد أكثر من خمسة آلاف مسجد، إلا أن أكثر من ثلاثة آلاف منها أغلقت خلال سنتين أو ثلاث وحولت كثيراً منها إلى مستودعات و"كازينو" واستراحات ومصانع تابعة للحكومة على يد حاكمها الشيوعي
اليهودي المسمى إسلام كريموف - والإسلام والكرم منه بريئان:
ما لا يعرفه الكثيرون ومغيب إعلاميًا عن المسلمين
هو جذور كريموف اليهودية ورضاعته للحقد من صغره، فقد وُلد "إسلام عبد الغني وفيتش كريموف" أو (إسحاق ميرزاكاندوف) في يناير 1938 بمدينة سمرقند سفاحا من زواج غير شرعي – كما هو حال بعض
الحكام في عالمنا الإسلامي الذين ولدوا ولم يعرف
آباؤهم ثم بعدها وإذا بنا نراهم على سدة الحكم وعلى رأس هؤلاء
مصطفى كمال القرن الماضي – وتبنته دار أيتام حكومية في مدينة سمرقند. ويقال أن أصله يعود إلى رجل يهودي. يقول عثمان حق نظروف، أحد الكتاب الأوزبكيين: ولد إسلام كريموف عندما كان عبد الغني يمضي عامه الثالث في السجن. وأضاف أن كل سكان ضاحية سمرقند اليهود كانوا يعرفون أن آخر طفل في عائلة كريموف كان ابن يتسحاق ميرزوكاندوف، وهو من أكبر المفكرين اليهود في سمرقند في تلك الفترة، وأن اسمه الحقيقي (غير الرسمي) كان إسحاق وليس إسلام. ولا تقف علاقته بيهود عند جذوره فقط بل إن زوجته الثانية " تاتيانا أكباروفنا كاريموفا " التي تزوجها سنة 1966 م كان والدها طاجيكي وأمها من يهود طاجيكستان، وقد ساعدته عبر أقربائها اليهود في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي من الوصول سنة 1989م إلى أن يعين أمينا عاما للحزب الشيوعي بجمهورية أوزبكستان، التي كانت تابعة
للاتحاد السوفيتي وقتها . وفي الأعوام الأولى من حكمه
لأوزبيكسـتـان انتقى كوادره المحيطين به من اليهود.
من يزلزل عروش الطغاة بكلمة حق باقية انتخب رئيسا للجمهورية
الأوزوبكية السوفيتية الاشتراكية في مارس من عام 1990. وبعدما أعلنت البلاد استقلالها في 31 أغسطس عام 1991 انتخب كرئيس لأول مرة في جمهورية
أوزبيكستان في نهاية هذا العام. وعلى الرغم من أن الدستور الأوزبكي ينص على أن مدة الحكم هي 5 سنوات، إلا أن البرلمان الذي يأتمر بأوامر الرئيس كريموف، أقر تعديلاً على الدستور، بمنح الرئيس 7 سنوات من الحكم بدل السنوات الخمس.
تولى
المجرم كريموف رئاسة الدولة بعدما أعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991 واستمر يفوز بالرئاسة في تمثيلية هزلية معروفة آخرها انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 29 مارس/آذار2015 وحصل على أكثر من 90% من أصوات الناخبين على حد زعم النظام.
ومنذ بداية حكمه
لأوزبيكستان وحتى يحتفظ بالسلطة المطلقة تخلص المجرم من كل خصومه السياسيين وضيق الخناق على أهلها. فلا وسيلة مستقلة للإعلام، والمئات من مواقع الإنترنت محجوبة بالكامل، وعشرات الصحفيين اضطروا إلى مغادرة البلاد، ومن تجرأ على فتح فمه، كان مصيره إما
السجن أو في المصحات العقلية.
وطوال السنوات الخمس والعشرون من حكمه الإجرامي لم ينقب أحد خلفه، ولم ينبش في تاريخه الأسود الملطخ بالدماء ليسلط الضوء على المجازر التي ارتكبها بدعم من روسيا والولايات المتحدة على حد سواء، وقطعًا لم يطارد من المحكمة الجنائية الدولية، أو يضعه الإنتربول الدولي على قوائمه، حتى المنظمات الدولية الحقوقية
فمعظمها لا يعنيها أمره، ولا أمر شعبه المسلم.
سنوات عجاف عاناها مسلمو
أوزبيكستان اتسمت بالاستبداد والظلم والقتل والتعذيب،
سيق المئات منهم إلى الإعدام، وزج الآلاف في السجون، وسط التعذيب والتنكيل، لم يسلم من تهمة "التطرف" لا حملة الدعوة ولا من يرتادون المساجد، أو يطلقون اللحى، فالسجون فيها أكثر عدداً من المساجد، والمروعون بسجن أهلهم أو ملاحقتهم أكثر من الآمنين، والعاملون في أجهزة الأمن أكثر من الموظفين الحكوميين. فحين تذهب الشرطة لاعتقال شخص يدسون أثناء تفتيش بيته وسيارته وجيوبه، مخدرات أو قنابل أو مسدسات ثم يستدعون الجيران ليتخذوا منهم شهوداً، وإذا ذهبوا لاعتقال شخص ولم يجدوه يعتقلون بعضا من أقاربه كرهائن حتى يأتي المطلوب ويسلّم نفسه.
وكل من يثبت عليه أنه من حزب التحرير يُطرد أقاربه من وظائفهم أو من مواقع مسؤوليتهم من أجل أن يضغطوا على أقاربهم كي يبتعدوا عن الحزب.
لم يقتصر بطش نظام كريموف الذي تجاوز حقده على الإسلام كل حد على الرجال فقط، بل طال النساء أيضاً، وقد كذب حين قال: «نحن لا نعتقل النساء» فقد اعتُقلت بعض النساء في زنزانة مملوءة بالماء البارد إلى حد الركبة. وبقين 14 ساعة كذلك، ثم تم نقلهن من الماء. وهم يشتمون النساء ويحقرون بأبشع ألفاظ التحقير.
فما يلاقيه إخواننا وأخواتنا هناك شيء يفوق وصف فظائعه الخيال ولا يصدقه عقل وتعافه الفطرة الإنسانية .... فقد تفنن عقله الشيطاني ونفسه المريضة في ابتكار أنواع التعذيب، فمن الضرب والتجويع وقلع الأظافر والصعق بالكهرباء وإلباسهم أقنعة الغاز وخنقهم بها إلى الحقن بفيروسات الأمراض الخطيرة كالسل والإيدز وأمثالها إلى الحقن بالمواد المهلوسة للعقل ..... بل وصلت فظاعة الإجرام واللاإنسانية إلى سلق أحدهم حياً في الماء المغلي حتى الموت حسب ما ذكر السفير البريطاني السابق في
أوزبيكستان "كريغ موراي" في مذكراته التي عنونها ب"جريمة قتل في سمرقند "... إنه النظام الذي لا يخرج منه السجين إلا إلى القبر .... فكلما انتهت مدة الحكم يتم تجديدها دون محاكمة، وما الحملات الإعلامية التي تروّج لإطلاق سراح المعتقلين من قبل الحكومة، إلا خداع ومراوغة، إذ إن من يفرج عنهم هم الأموات، أو من لا يرجى شفاؤهم من الأمراض.
فماذا يتوقع من رئيس أعلن أمام الملأ أنه يجب إطلاق رصاصة على رأس كل شخص مسلم؟!وإذا عدنا عشر سنوات للوراء أي إلى عام 2005 لتذكرنا مذبحة فظيعة تغاضى عنها الإعلام ولم يجرؤ على ذكرها، إنها مجزرة أنديجان، التي ارتكبت بحق متظاهرين خرجوا للمطالبة بتحسين عيشهم والحصول على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وغاز، وكذلك للمطالبة بإخراج أبنائهم من السجون، فتصدى لها هذا السفاح بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وتوجهت مجموعة مسلحة جلّها من أتباع كريموف، إلى سجن أنديجان، وأخرجوا أعداداً من السجناء، فقتلوا معظمهم، ولَم ينج منهم إلا عدد قليل جداً، وقيل أن ضحاياها تجاوزوا السبعة آلاف مسلم منهم الشيوخ والأطفال والنساء، ووفق شهادة أحد السجناء الذين نجوا فإن شباب حزب التحرير كانوا أول من اقتادتهم تلك المجموعة المسلحة للقتل ولَم يُروا بعد ذلك.
وقد قامت الدولة بتجميع وإخفاء كل 400-500 من القتلى في مكان، واستمر هذا التجميع والإخفاء نحو أربعة أيام والبلد مغلق إعلامياً وحركياً على الداخل والخارج في ستار حديدي كما كان يحدث في الاتحاد السوفيتي سابقاً. بعد ذلك سمح الطاغية لعدد من وسائل الإعلام بالدخول من خلال طرق رسمها لهم ومنعهم من الكلام مع الناس، ثم خرجوا كما دخلوا وفق ما رسم لهم من طرق.
يا وسائل الإعلام أعملوا مع أمتكم الإسلامية ولا تكونوا أعداء لهاوقد
وثقت تقارير دور كل من أمريكا وروسيا
وكيان يهود الحاقدين على الإسلام في التدبير للمجزرة وتنفيذها، وهذا ليس غريبا فالدول الغربية المتصارعة على المصالح تتوحد حين يكون هدفها الإسلام والمسلمون، ف"كريموف" الذي وصفه وزير الدفاع
الأمريكي رامسفيلد برجل أمريكا المخلص في المنطقة، والذي أكد دعم أمريكا له بقوله: " واعلموا أن ورائي أمريكا وبوش، فهم الذين يطالبون بهذه المذابح! ولا تلتفتوا إلى انتقادات ذلك الفرنسي النتن وأنني حينما كنت في رحلتي إلى أمريكا قدّم لي الأميركيون اليهود جائزة وهذه الجائزة إنما أعطوني إياها من أجل تصفيتي وسحقي لأصحاب اللحى!"
ومن القول المضحك المبكي الذي قاله المجرم كريموف حين وقف في البرلمان وضرب على صدره وقال: «نحن نحارب الكلمة بالكلمة والفكر بالفكر» وقال أيضاً: «نحن لا نعاقب المرأة ولا الطفل».
يقوم بكل هذه الأعمال الوحشية بلا رقيب ولا حسيب، يقوم بجرائمه في صمت وتحت جنح التعتيم والتضليل .... فلا إعلام يستطيع الوصول ولا الناس هناك بقادرة على البوح بما يدور
فيا أصحاب المنابر الإعلامية إن تعتيمكم على الجرائم وصمتكم عنها يجعلكم شركاء في الجريمةف"كريموف" لا يرقب في مسلم إلا ولا ذمة، يقتل أبناءكم وإخوانكم ويستبيح
أعراض أخواتكم وأنتم صامتون صمت القبور، فهل انسلختم عن أمتكم فلم تعد أوضاعها تهمكم؟ ولا القتل المستعر في أبنائها ولا الدماء التي تسيل تلفت أنظاركم!! بالله عليكم، هل السبعة آلاف شهيد
لا يجذبون اهتمامكم؟ مع أنكم أحيانا تسمون قتل خمسة اشخاص مذبحة! وتلصقون التطرف والإرهاب بالإسلام والمسلمين كما يريد الحكام العملاء المتجبرون.
ماذا قدمتم للمسلمين هناك؟ ألستم أقلام الأمة؟ لِمَ لَمْ نر أي مؤسسة إعلامية أو قناة إخبارية تنشر الخبر وتطرح الحل؟! هل هكذا تكون القنوات
"الإسلامية"؟ حالها كحال القنوات التي تهتم بأخبار وحقوق الشواذ والفنانين!
أيها الإعلاميون، يا عقول وألسنة أبناء أمتكم، إنه وسط تجاهل وجبن الإعلام عن الوقوف في وجه كريموف .... لم يبق إلا نحن وإياكم لنعري هذا المجرم ونفضح أعماله ولنحمل قضية شعب مقهور، ونستصرخ العالم مسلمين وغير مسلمين ونقول لهم: أن قضية مسلمي
أوزبيكستان الملتزمين بأحكام دينهم عامة وشباب حزب التحرير وأنصارهم على وجه الخصوص تعتبر في حق المسلمين مسألة عقدية وقضية عاجلة من القضايا المصيرية، يقول تعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ).... وهي قضية إنسانية عاجلة لا تحتمل التأجيل ولا التسويف ... فكل يوم يزداد عدد المعتقلين والمعذبين والشهداء من شدة التعذيب والتنكيل..... في سجون كريموف اللعين وزبانيته المجرمين.
تعالوا معنا لنوجه صرخاتنا إلى الجيوش الرابضة في ثكناتها أو المشاركة في الحرب على ما يسمى بالإرهاب.... نستصرخ فيهم دينهم... إسلامهم.... عقيدتهم.... إيمانهم..... إنسانيتهم... نستصرخ فيهم خالداً والمقداد وأبا عبيدة وابن القاسم ..... أن أغيثوا إخوانكم وأخواتكم المعذبين في سجون أوزبيكستان... ألم تسمعوا عن محنتهم! ها نحن نسمعكم ونوصل لكم صرخات استغاثاتهم فهل من مجيب؟
تعالوا معنا نستصرخ علماء الأمة أن أنقذوا أحفاد البخاري والترمذي والنسفي والزمخشري، الأئمة الذين نهلتم من علومهم فأين حقهم عليكم؟...هل يستحق منكم هؤلاء العلماء الأجلاء أن تخذلوا أبناءهم، وتتنكروا لفضلهم وبيض أياديهم!
أيها الإعلاميون، يا عيون الأمة المراقبة لأوضاعها، الساهرة على أحوالها، هلموا لوقفة مؤثرة تقلب الرأي العام والوسط الشعبي على هكذا حكام، وقفة لو وقفتموها سترضي عنكم
ساكن السماء وساكن الأرض وخير منها رضوان من رب العالمين
اكسروا هذا الصمت الرهيب المريب ... واحملوا القضية واصدعوا بكلمة الحق بكل وسائلكم الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، كونوا رجال الإعلام الصادقين فالإعلام رسالة وليس تكسب وعمالة ... شاركونا في حملتنا لفضح الحكام النواطير الذين يتجاهلون معاناة إخوتنا هناك ويمالئون المجرم الخبيث، لتكن حملة قوية واسعة تهز عروش الحكام وتقض مضاجع الضباط ليستفيقوا من غفلتهم ويقوموا بدورهم في حماية أمتهم ونجدتها.
وأخيرا صرخة موصولة نطلقها تدوي في الآفاق ليسمعها كل مسلم مخلص فيهب لنصرة إخوتنا في أوزبيكستان فيشارك في هذه الحملة لعلها تؤتي ثمارها فتحرك أهل القوة لإزالة الظلم عن إخواننا الأوزبيك المظلومين.
قال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
|