السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقة العشرين
من برنامج ثم تكون خلافة
وجوب العمل للخلافة
إنه شيء غريب عجيب أننا كلما تحدثنا مع التاسأن الخلافة فرض والعمل لها واجب وهي فريضة في أعناق المسلمين ، كثير من الناس يقولون شيء جميل وهذا ما نتمناه ويا حبذا وياريت ، هذا غير مقبول .
فمثلاً لو تكلمنا في فرضية الصلاة قلنا الصلاة فرض فهل من المقبول أن يكون الرد شيء جميل وهذا ما نتمناه ؟!
هذا فرض وذاك فرض الصلاة فريضة على كل مسلم يجب ان نقوم بهذا الفرض ولا يبقى جالسا يقول هذا شيء جميل.
كذلك الخلافة، الخلافة فرض وواجب على أعناق المسلمين وواجب عليهم أن يتلبسوا بالأعمال التي تقيم الخلافة ، والقعود عن هذا الأمر من أكبر المعاصي يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى عليها وهي إثم عظيم .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" والبيعة لا تكون الا للخليفة ، فمن يسمع هذا الحديث عليه أن يتلبس بالأعمال التي من شأنها أن تقيم الدولة الاسلامية ، ولا يجوز القعود عن هذا العمل قالقعود إثم .
وكان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يتلبسون بالعمل بعد ان يعرفوا أنه فريضة عليهم ولا يؤخروا هذا الأمر مطلقاً
وسنذكر بعض الاحاديث في هذا وقبل ذلك نذكر قول الله سبحانه وتعالى { نّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوَاْ إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *}
وقوله سبحانه وتعالى {
”وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ”
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم " " بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا ، وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا "
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدارون للالتزام بتنفيذ الحكم الشرعي من فورهم ولا يؤجلون .
والحديث الذي رواه انس عند مسلم " وعن أنس رضي الله عنه قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال نعم قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بما معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل"
وفي حديث رواه أنس " غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه، عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة، إني أجد ريحها من دون أحد .
قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه .
قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } إلى آخره .
وهكذا كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يبدارون من فورهم بالاتزام بالحكم الشرعي .
وفي حديث جابر المتفق عليه" قال رجل للنبي يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: في الجنة فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل.
روى بخاري عن أبي صروعة عقبة بن الحارث قال " صليت وراء النبي بالمدينة العصر فسلم، ثم قام مسرعاً، فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم، فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته فقال: ذكرت شيئاً من تبر عندنا، فكرهت أن يحبسني، فأمرت بقسمته. "
وروى البخاري عن البراء قال "لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ الْمَدِينَـةَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْـلَةً تَرْضَاهَا فَوُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ وَصَلَّى مَعَهُ رَجُلٌ الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِـنْ الأَنصـارِ فَقَـالَ هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ قَدْ وُجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَانْحَرَفُوا وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاةِ الْعَصْرِ."
لم ينتظر الصحابة حتى يتموا صلاتهم بل بادروا من فورهم ووجهوا وجههم صوب البيت الحرام .
وأيضاً عندما حرمت الخمر عندما علم الصحابة قاموا من فورهم الى جرارهم التي تحمل الخمر لم ينتظروا فكسروا الجرار حتى امتلئت شوارع المدينة .
وايضا حديث السيدة عائشة رضيى الله عنها التي قالت عندما نزل قول الحق سبحانه وتعالى " وليضربن بخمرهمن على جيوبهن قالت: رحم الله نساء المهاجرات فإن أول ما نزل قول الحق فليضربن بخمرهمن على جيوبهن شققن مروطهن فاختمرن بها " .
أيضاً يمر معنا حنظلة الغسيل ، غسيل الملائكة الذي سمع الهاتف للجهاد فخرج من فوره وهو جنب ولم يغتسل، فلما قتل في المعركة غسلته الملائكة قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن صاحبكم لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه ؟ فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتف فقال النبي صلى الله عليه وسلم " كذلك غسلته الملائكة".
وعدم الحكم بما أنزل الله على وجود الخلافة هو منكر عظيم ، فإذا أزيل هذا المنكر تزال كل المنكرات .
فإلى العمل الى المسارعة الى الالتزام بتنفيذ هذه الفريضة والى تنفيذ حكم الله تعالى ندعوكم أيها الأخوة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .