حرب إعلامية تمهد لقرارات سياسية على حساب المسلمين خيارات

[أم سلمة]

تصدر الإعلام المقدمة في إصطماع الحرب الأخيرة بين السعودية وبلاد أخرى عديدة وبين قطر ، وهذا المقال يكشف في طياته تصدر الإعلام الذي يمهد لكشف قرارات سياسية قريبة تصدرها أمريكا لتتفق مع بريطانيا حتى تنتهي هذه الحرب المصطنعة والتي - وهذه ليست مفاجأة - تدور كعادة الإعلام حول محور "الإرهاب"! أي الحرب على الإسلام والمسلمين:


دول خليجية وعربية تقطع علاقاتها مع قطر والأخيرة تأسف وتستغرب

أعلنت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر واليمن فجر اليوم الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين مغادرة أراضيها، وأغلقت المجالات والمنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الدوحة.

السعودية
وأفاد مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السعودية أن المملكة العربية السعودية "اتخذت قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سراً وعلناً طوال السنوات الماضية"، معتبراً أن ذلك يهدف إلى "شق الصف الداخلي السعودي والتحريض للخروج على الدولة والمساس بسيادتها"، مضيفاً بأن قطر تحتضن جماعات إرهابية ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة).

وأضاف المصدر أن المملكة اتخذت القرار "انطلاقاً من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف".

البحرين
من جهتها أعلنت مملكة البحرين عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وسحب البعثة الدبلوماسية البحرينية من الدوحة، وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة أراضيها، مع استكمال تطبيق "الإجراءات اللازمة حفاظا على أمنها الوطني".

وذكر بيان نشر على وكالة الأنباء البحرينية، أن الأجواء أغلقت أمام حركة الطيران وتم إقفال الموانئ وغلق المياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان".

وتابع البيان أن ذلك جاء "استنادا إلى "إصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي، ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة، وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي، دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العلاقات الخليجية، والتنكر لجميع التعهدات السابقة"، على حد زعمها.

مصر
كذلك قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في بيان لوزارة الخارجية، : "قررت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر وفشل المحاولات كافة لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي وإيواء قياداته، الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر".

في غضون ذلك، أعلنت الإمارات قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنع دخول القطريين إليها، وأمهلت المقيمين والزائرين القطريين 14 يوماً لمغادرة البلاد لأسباب أمنية.

قطر تأسف وتستغرب
بالمقابل أعربت وزارة الخارجية في دولة قطر في بيان وردته وكالة الأنباء القطرية الرسمية صباح اليوم الإثنين، عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد لقرار كل من السعودية والإمارات والبحرين إغلاق حدودها ومجالها الجوي وقطع علاقاتها الدبلوماسية.

وقالت الوزارة إن هذه الإجراءات "غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة". وأضافت أن دولة قطر تعرضت لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، "مما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة" بحسب ما أوردت "الجزيرة نت".

وأشار البيان إلى أن دولة قطر "عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه، وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف"ـ كما أكدت وزارة الخارجية القطرية أنه "من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في إقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص، وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل"، كما ذكر البيان أن "اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة".

وأضاف أن "هذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا". وأشار البيان إلى أن الادعاءات التي وردت في بيانات قطع العلاقات التي أصدرتها الدول الثلاث "تمثل سعيا مكشوفا يؤكد التخطيط المسبق للحملات الإعلامية التي تضمنت الكثير من الافتراءات".

وأكدت الخارجية القطرية أن هذه الإجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة، وأن الحكومة القطرية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان ذلك، ولإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما.

وفي ختام البيان أعربت الخارجية القطرية عن أسفها من أن "الدول الثلاث لم تجد في هذه المرحلة الخطيرة تحديا أكثر أهمية ومصيرية لشعوبها من التعرض لدولة قطر ومحاولة إلحاق الأذى بها".