الحديث حسب المناسبات نهج قراني
خير ما يستدل به على صحة النهج هو القرآن الكريم، القران في البداية تحدث عن اثبات وجود الله والجنة والنار، ثم بعد اشتداد الأذى من كفار قريش تحدث عن الصبر للفئة المؤمنة وهاجم قادة قريش، ثم بعد إقامة الدولة الإسلامية وفي أطول سورة في القران تحدث عن الفئات الموجودة في العهد الجديد المؤمنين والكافرين وأفرد للمنافقين بابا أوسع كونهم فئة جديدة ظهرت، وتحدث أيضا عن تنظيم العلاقات، وفي غزوة بدر تحدث عنها في سورة الانفال وتحدث في غزوة أحد في سورة آل عمران وتحدث عن كل عمل في وقته، حتى كان اخر القران موضوع غزوة تبوك والبراءة من المشركين وتحدث عنها في سورة براءة.
وهكذا يعلمنا القران التحدث عن الاحداث الساخنة والتقليل من الحديث عن الاحداث غير الساخنة، انظر اول سورة البقرة في اول عهد المسلمين بإقامة الدولة، الآيات عن المؤمنين قليلة وعن الكافرين قليلة اما عن المنافقين فمطولة في اول السورة، وليس هذا لان الكافرين غير خطرين بل لان الإكثار من الحديث عنهم وهو معروفون لا يفيد، اما المنافقين فوصفهم في اول السورة بوصف طويل يبين حالهم الخبيثة والمستجدة على المسلمين، وهذا تعليم لنا في تناول القضايا.
والان أكبر مشكلة يعاني منها المسلمون هي غايب دولة الخلافة وغياب الحكم بما انزل الله وتسلك حكام خونة علينا، فهذا يجب ان يكون محور جميع القضايا التي تطرح، وهذا هو الذي يوافق النهج القرآني.
اما من يتحدث عن الصلاة وفضلها والأخلاق واهميتها وكل قضية لا تمس القضية الجوهرية هذه الأيام وهي غياب الخلافة وتسلط هؤلاء الحكام الخونة علينا فيعتبر هذا مخالفة صريحة لنهج لقران، بل يعتبر أحيانا نوعا من الخيانة بحسن نية أو بسوء نية كونه يلهي الناس عن القضايا الأساسية لقضايا فرعية ليست هي المشكلة الرئيسية هذه الأيام.
وهذا لا يعني اهمال تلك القضايا الغير رئيسية، بل كما فعل القران شيء قليل عن القضايا الغير الرئيسية مع التركيز على القضية الرئيسية هذه الأيام وهي غياب الخلافة وأثره ووجود الحكام الخونة الحاليين وبيان خطرهم.
أيضا عندما تحدث القران عن بعض المنافقين فذلك لبيان خطرهم وكشف تضليلهم على المسلمين، مع انه يوجد من هم شر منهم في العالم من الكفار واليهود، فلا يقال ان القران اهتم بنسف بعض المنافقين لعداوات معينة بين محمد صلى الله عليه وسلم وترك مجرمين كبارا من الكفار واليهود، والسبب أن الكفار واليهود مكشوفون وبعض المنافقين غير مكشوفين ويخدعون المسلمين، ولذلك نقول مثلا ان التركيز على شخصية مضللة كاردوغان لكشفه والتقليل من الحديث عن مجرمين كبار مثل السيسي لا يعني هذا وقوفا مع السيسي أو أن أردوغان شر من السيسي، بل يعني ان السيسي مكشوف وأردوغان ما زال مخادعا، وهذا نهج قراني وهذا هو الأصل في عمل المسلم في كشف المجرمين.
هذا مرور بسيط مع نهج القران في الدعوة كي نقتدي به ونحن نسير في حمل الدعوة.
https://www.facebook.com/225500671139291/ph...e=3&theater