منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> وقفات مع آية مضيئة لطريق حملة الدعوة
أم المعتصم
المشاركة Aug 25 2021, 07:25 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات مع آية مضيئة لطريق حملة الدعوة
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾


إن المسافر إن طال عليه السفر، أخذه الملل، لكن تظل الغاية هي المسلية، والمخففة له من وعثاء سفره وتعبه، فيظل يشعر بالاطمئنان ويكون قويا ونشطا رغم الصعوبات التي تواجهه في الطريق. فما أعظم غاية حملة الدعوة!

نعم ما أحوج حامل الدعوة أن يرى المجهود العظيم الذي يبذله أن يرى النور، ويزيح منه كابوس النظام الرأسمالي الذي لف طوقه في العالم أجمع ويكاد يتلمس النظام الرأسمالي أنفاس الناس ليقضي عليهم.

وما أحوج حامل الدعوة، والمسلمين أن يتدبروا آيات الله، لتطمئن القلوب الصادقة لوعد الله تعالى، وصدق نبوة سيدنا محمد ﷺ، وأن يزداد يقينا بقدوم النصر لا محالة، فما عليه إلا أن يسرع الخطا، لينال الأجر العظيم، فإلى رحاب آية مضيئة مفرحة، ترينا كيف يهيئ الله الأسباب، والظروف السياسية، والأجواء لتتحول الحياة، وتولد من جديد، ليتغير وجه التاريخ القاتم، إلى مستقبل قائم على نور الله تعالى، وذلك بقدوم دولة الخلافة، ووحدة الأمة الإسلامية تحت خليفة راشد، يسوس خير أمة أخرجت للناس بالإسلام العظيم، لتحطم المبدأ الرأسمالي الذي جثم على العالم، وتربع على عرش الدنيا، بدون وجه حق، ليذهب إلى مزبلة التاريخ، وتزدهر الدنيا بمبدأ الإسلام.

فإلى رحاب الآية 21 من سورة يوسف. قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

قال الطبري في تفسير هذه الآية: "عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال اشتراه الملك، وقوله ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً﴾: ذكر أن مشتري يوسف قال هذا القول لامرأته، حين دفعه إليها، لأنه لم يكن له ولد، ولم يأت النساء، فقال لها: أكرميه عسَى أن يكفينا بعض ما نعاني من أمورنا إذا فهم الأمور التي يُكلَّفها وعرفها".

ويقول الطبري في الآية ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ﴾: "يقول عز وجل: وكما أنقذنا يوسف من أيدي إخوته وقد هموا بقتله، وأخرجناه من الجبّ بعدَ أن ألقي فيه، فصيرناه إلى الكرامة والمنزلة الرفيعة عند عزيز مصر، كذلك مكنّا له في الأرض، فجعلناه على خزائنها".

فالله تعالى رغم الأنوف، محقق ما يريد ولكن معظم الناس لا يعلمون بذلك.

إن المؤمن ينبغي له أن يدرك إدراكا يقينيا، مطابقا للواقع عن دليل، أن الغلبة والعزة لله تعالى وحده، فالله وحده الذي يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون، ولكن الظالمين يظنون أنهم بالقوة التي أعطاهم إياها الله سبحانه، يستطيعون أن يظلموا، ولا يردهم أحد عن ظلمهم! وهذا حمق ما بعد حمق! وقد شهد الناس نهايات للظالمين تشيب من هولها الولدان.

إن قضية يوسف دليل دامغ لمواقف خطرة يقوم بها أعداء الله تعالى، ليصدوا عن سبيله. وما موقف إخوة يوسف إلا دليل عملي لتخلو الساحة الأسرية لهم فاتخذوا خطوات جادة، لكنهم لا يعلمون أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وذلك بانتصار الحق، ليروا آيات الله، ومكر الله تعالى أكبر من مكرهم.

فوصل يوسف لما أراده الله له بسعي بشري، مصحوب بعناية الله تعالى، لم يدركها هو في صغره، لكنه عرفها في كبره، وشكر الله تعالى على ذلك. قال تعالى سورة يوسف الآية 101 ﴿رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾.

كيف استدرج الله تعالى كفار قريش، في كثير من المواقف، التي لم تخطر على بالهم وهم أكثر مكرا وبطشا. فكيف مكن الله تعالى لنبيه سيدنا محمد ﷺ من رسالته، وإقامة دولته في ظل ظروف صعبة، إذا تخيلناها؛ من مكر الفرس كدولة عظمى، وروما، ومشركي مكة، أشبه بواقعنا اليوم، من دول عظمى، أمريكا ومن لف حولها، من دول أوروبا وروسيا وحكام رويبضات ووسط سياسي مطبوع بثقافة الغرب الكافر، وإعلام مأجور لا يعرف لعقيدة الأمة سبيلا... وغيرها من الأدوات. فالله يهلك الكفار بفئة مؤمنة سلما كان أو حربا؛ سلما كصراع الأفكار الفاسدة وكشف مخططات الكفار ضد الأمة كواقعنا اليوم، ويقود أمر هذا الصراع الكبير، حزب التحرير. أما حربا فغزوة بدر الكبرى ليست منا ببعيدة. ويا لها من قصة طيبة الذكر بدأت بقافلة أبو سفيان، يدنو إلى الحجاز، من الشام ويقول رسول الله ﷺ: «هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللَّهَ يُنَفِّلُكُمُوهَا».

وفي مكة "رأت عاتكة بنت عبد المطلب، قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال، رؤيا أفزعتها‏‏.‏‏ فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب فقالت له‏‏:‏‏ يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، فاكتم عني ما أحدثك به؛ فقال لها‏:‏‏ وما رأيت‏‏؟‏‏ قالت:‏‏ رأيت راكبا أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته‏‏:‏‏ ألا انفروا يا لَغُدُر لمصارعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مَثَل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم صرخ بمثلها :‏‏ ألا انفروا يا لغدر لمصارعكم في ثلاث:‏‏ ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس، فصرخ بمثلها‏‏.‏‏ ثم أخذ صخرة فأرسلها.‏‏ فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت، فما بقي بيت من بيوت مكة، ولا دار إلا دخلتها منها فلقة". السيرة النبوية ابن هشام، غزوة بدر الكبرى، ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب.

فبدأت رحلة غزوة بدر التي انتهت بهلاك قريش وما تخللها من تدخل رب العالمين لانتصار نبيه، وتمكين دولته، فكانت الآيات توضح ذلك. قال تعالى في سورة الأنفال الآية 12 ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾.

وما قاله سيدنا محمد ﷺ، من قلة جيشه، مقابل جيش المشركين إلا أن الله حسم الأمر، وكان السعي، والعمل الجاد من قبل سيدنا محمد ﷺ من تجهيز جيشه، وترتيب صفوفه، ثم استكمل الأمر بالدعاء وهو موقن بالإجابة. قال سبحانه في سورة الأنفال الآية 10: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.

فالذي يريد أن ينصره الله تعالى في إقامة الخلافة اليوم في ظل واقع مليء بالمضبوعين بثقافة الغرب الكافر، وجبروته، وتمكنه من العالم أن يدرك بأن الله معه، وهو المدبر للأمور، وهو الذي يستدرج المنافقين وأعداءه، من حيث لا يدرون. فالله وحده ينصر العاملين لإعادة دولة الخلافة، وهم يقومون بالواجب الشرعي مشمرين عن سواعدهم، دون أن ينظروا في النتائج، وهم في سيرهم تبرز عندهم إعانة الله تعالى، وهي مؤشرات تظهر بين الحين والآخر ليفوزوا بالفرح الأكبر؛ نيل رضوان الله تعالى وإقامة سلطان الأمة؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة. قال تعالى في سورة النور الآية 55: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

نعم إن التأمل في سورة يوسف، وما جاءت به من آيات تعمل لتثبيت فؤاد العاملين لصرح الأمة دولة الخلافة تاج الفروض؛ ليقف المؤمن مطمئناً لقدوم فجر الخلافة لاستئناف الحياة الإسلامية؛ دولة الخلافة، التي تنحل بها العقد العظام؛ من حكام عملاء، ووسط سياسي مأزوم، على مستوى الأمة الإسلامية، ومن يدعون بالمفكرين المضبوعين بالثقافة الغربية يتآمرون على الأمة الإسلامية ليل نهار. وإن حملة الدعوة يدركون أن الله معهم، وهم يديرون العملية السياسية بأرفع المفاهيم وأنبلها، وسط الأمة لتتخذ موقفا عظيما مع حملة الدعوة. وهذا الأمر ليس ببعيد، مع تهيئة الأجواء التي بدأت تلوح في الأفق، للناس أجمعين، وأن العالم لا صلاح له إلا بالرجوع إلى دولة مبدئية بعقيدة صحيحة، دولة الخلافة التي تطبق الإسلام العظيم. وأن كل الحلول المطروحة لمعالجة المشاكل باءت بالفشل، وكلها تدور حول المبدأ الرأسمالي الفاسد. فإن تجربة المجرب مرة ومرتين، هو بمثابة تهيئة ربانية لأمر عظيم قادم بإذن الله تعالى؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة. روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: كنا جلوسا في المسجد، فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله ﷺ في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ».

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ محمد السماني – ولاية السودان
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th April 2024 - 09:17 PM