الثورة التونسية {بصمات ثورة}

الثورة التونسية {بصمات ثورة}

اتت شرارة الثورة المباركة من تونس والتقطتها سريعا الامة في مصر ومن ثمة امتدت الى باقي المنطقة ولاتزال نار الثورة مشتعلة حتى ان وهج حرارتها بدأ يديب الجليد في الغرب .انطلقت الثورة في تونس في لحظة عفوية تجاوزت الرؤى والاستقراءات في اعتى الاجهزة الغربية لكن سرعان مالملم الغرب
شتاته واستجمع قواه ليعيد ربط المشهد السياسي باجندته عبر ادواته ولاسيما في الجهاز الاعلامي محليا وخارجيا ، والدي كان له دور كبير في محاولة حرف الثورة عن اهدافها وطبيعتها .
كان الاعلام في بداية انطلاق الثورة متواطئا مع النظام الحاكم مشوها المعارضة وناعتا المتظاهرين بابشع النعوت كالتخريب والفوضى الى حدود وصف شباب الثورة بالخيانة وبالعصابات المجرمة وعمل الاعلام على تلميع صورة المخلوع محاولا خلق فرصة للهروب نحو المصالحة بان سارع بالتضليل وحجب عمليات القتل واعداد الجرحى مخفيا حجم التظاهرات والعصيان هده في بداية الثورة اما بعد هروب الطاغية فقد صار الاعلام{ ثورجيا }وتغيرت لغة الشتم الى مديح
للثورة لكن بمقاييس جديدة كما تتوافق مع الاجندات والاملاءات . عمل الاعلام على تلميع صورة بعض الساسة المحسوبين على النظام السابق وفسح لهم المجال في الاعلام المرئي والمكتوب للتعبير عن ارائهم وتبرئة دممهم كما عمل الاعلام على التركيز على الجانب الامني والمعيشي للناس حيث اشتغلت الالة على ترويج اخبار العنف والمداهمات ووقع تهويل بعض الاعتصامات والاضطرابات جاعلا منها القضية الام على غرار مطالب عادية كالتشغيل ونقص بعض المواد التموينية
هدا ولا ينكر ضلوع بعض الاطراف من النظام السابق في خلق وضعيات عنف حقيقية في بعض الجهات وعمل الاعلام جاهدا على تضخيمها دون البحث عن الفاعل الحقيقي وهنا يحضرني الدور الدي لعبته الجزيرة في تصوير الوزير الاول السبسي كرجل المرحلة .اما فيما يخص الجانب الاقتصادي فقد ابرز الاعلام ان البلاد في حالة افلاس تزامنا مع زيارات مسؤولي البنك الدولي وصندوق النقد السيئي الدكر رابطا بين الاعتصامات والثورة ونقص الاستثمارات وهروب راس المال الاجنبي وتضرر القطاع السياحي في ظل هدا المناخ وبالتالي خلق راي عام يرضى بالاستدانة والمديونية يقول السبسي {الامن والاستقرار ركائز اساسية لمواصلة المجهود الاقتصادي} وكانه يعني: الزموا الهدوء أو نروعكم ...ونورد بعض العناوين التي يسوقها الاعلام لحد الساعة :ملتحون يقتحمون قاعة محاضرات /احتجاج اعوان ../قطع طريق /اضطرالب في السوق/انتاج الفسفاط معطل وخسائر بالمليارات {الفسفاط يدهب ريعه لبريطانيا}ازمة في المواد الاستهلاكية ب...الخ ....

هدا ويركز الاعلام على تصوير شباب الثورة كشباب همه الشغل ورغيف الخبز والزيادة في المرتب وهي عودة خبيثة من الاعلام كما كان اول مرة يشوه الثورة قبل هروب الطاغية


اما على المستوى السياسي فقام الاعلام بتلميع الوجه القبيح لبعض الاحزاب السياسية العلمانية وبعض الحقوفيين واظهرهم في موقع الابطال ونفس الشيء بالنسبة لبعض الزعماء والاسلاميين المعتدلين اما على مستوى نظام الحكم فركز الاعلام على شعارات فضفاضة من مثل اليات الانتقال الديمقراطي/تحقيق الاصلاح السياسي /القطع مع الماضي /العدل والمساواة وحقوق الانسان /الحداثة والمدنية /السلوك الديمقراطي /البناء الديمقراطي الخ... من دجل سياسي وكأن الشباب ثار من اجلها؟؟ هكدا يراد تسويقها للتغشية على نظام الحكم الحقيقي الدي يجدر بنا تطبيقه كمسلمين .
ويجدر بنا القول ان للاعلام الافتراضي على النات كالفايسبوك وتويتر كان له دورا كبيرا في ايصال المعلومة الصحيحة وحتى في تحريك الشارع على غرار الدعوة الى مقاطعة التدخل الاجنبي {القصبة 3} والتي دعا اليها الشباب المسلم الواعي والتي تم قمعها والاعتداء على حرمات المسجد وضرب المصلين وسكت الاعلام الرسمي عن كشف ملابساتها .
ان الاعلام في تونس يرتبط اساسا بعدة دوائر غربية فالاعلام الرسمي {تلفزةوطنية وغيرها من الاجهزة }يعمل تحت امرة اليسار الفرنسي ناهيك عن ارتباطات كثير من الاعلاميين بدوائر صهيونية على غرار قناة نسمة او بعض الصحف التي تعمل على تزييف الحقائق وتهويل بعض الحوادث ثم نسبتها الى اسلاميين على غرار حادثة النقاب في كلية منوبة او عرض شريط مسيء للدات الالهية {تمويل وزارة الثقافة} ولعلنا نجد عدرا لاختيار الناس للاقرب للاسلام في الانتخابات الاخيرة ، على حسب فتاوى بعض علماء السلطان .
كما أن بعض وسائل الإعلام الخاصة المملوكة لمقربين من بن علي مثل إذاعة «موزاييك إف إم» التي أسسها بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي بن علي، و«شمس إف إم» المملوكة لسيرين بن علي (ابنة الرئيس بن علي) وصحيفة «الصباح» العريقة التي أصبحت منذ سنوات قليلة تخضع لسيطرة صخر الماطري صهر بن علي (زوج ابنته)، كلها قد تحررت ورجعت ملكيتها إلى الدولة هكدا قيل بيد ان ثقافتها غربية لا تخدم الامة على العكس صارت تدق طبول العلماتية والانخلال يعد ان كانت تطبل للطغمة الحاكمة.
وغيرت معظم وسائل الإعلام المملوكة للدولة، خاصة المرئية، أسماءها؛ فقناة «تونس 7» أصبحت «الوطنية الأولى» وقناة «21» أصبحت «الوطنية الثانية» أو قناة «الجهات»، كما تمت تسميتها مؤخرا.


هده بعض سيئات الثورة حيث بقيت شبكة النظام السابق باجندتها القديمة وعلى راسها البوق الاعلامي وهده المرة يطرح الاعلام ملفات لم يكن ليتجراعلى طرحها سابقا ... ودلك باسم الحرية والثورة والابداع . هكدا تعامل الاعلام مع الثورة حسب اجندته وارتباطاته وعلاقاته وعلى الرغم من دلك فان الغرب وعملاءه لم ولن يستطيعوا خطف الشعور الثوري الكامن لدى الناس.. كدلك زال حاجز الخوف والرهبة من القلوب وباتت المنطقة تربة خصبة لانبات الرجال والدعوة لتطبيق النظام الحق والبديل الحقيقي في الحكم والدولة والمجتمع والاعلام الراشد وهي الاهداف المصيرية لنجاح ثورتنا كمسلمين .
مجموعة الناقد الإعلامي
إعداد : الدعوة الحق .