إقتباس(محمد عماد الدين @ Nov 3 2020, 06:22 PM)
إن ما عُرِف عن الاحتلال الفرنسي أنه كان دمويًّا استئصاليًّا يعمل على (فَرْنَسَة) الشعوب المحتلَّة بالقوَّة، وذلك من خلال (فرض تعليم اللغة الفرنسية والعادات والتقاليد الفرنسية، إلغاء التعليم الديني، الحد من تعليم اللغة الأم للدول المحتلة... الخ)، كل ذلك لمحو هوية الشعوب المحتلة وصبغها صبغة فرنسية خالصة.
1- دور فرنسا في الحملات الصَّليبيَّة على العالم الإسلامي
لقد كانت فرنسا هي الراعي الأكبر للحملات الصليبيَّة على الدول العربية والإسلامية.
- يكفينا أن نعرف أن إشارة بدء الحملات الصليبيَّة كانت من البابا الفرنسيِّ الأصل أوربان الثاني عام 1095م، وكانت هذه الإشارة أمام ثلاثمائة من الأساقفة.
- وأن نعرف كذلك أن الحملة الصَّليبيَّة الثانية قد انطلقت بعد مجمع كنسيٍّ في مدينة (فيزولاي) الفرنسيَّة.
- وقد كانت فرنسا ثالث ثلاثة من مثلث الحقد الصليبي الذي قام بالحملة الصليبيَّة الثالثة.
- وقد انطلقت الحملةُ الصليبيَّةُ الثالثةُ من كنيسة "نوتردام" الفرنسية.
- وكانت الحَمْلة الصَّلِيْبِيَّة السَّابعة بقيادة لويس التاسعُ مَلِك فرنسا فَرَنْسِيَّة خالصة، وقد كان لويس التاسعُ كاثوليكيًّا مُتَعَصِّبًا.
ولإدراك مدى بشاعة الحملات الصليبية على بلاد المسلمين يكفينا أن نعرف أن ضحايا هذه الحملات قد يصل إلى حوالي 3 مليون شخص.
لقد كان هدف الحروب الصليبية في الأصل هو الاستيلاء على القدس والأراضي المقدسة التي كانت تحت سيطرة المسلمين، وكانت تلك الحملات استجابة لدعوة من الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية لوقف توسع الإمبراطورية الإسلامية.
2- الحملة الفرنسية على مصر
بالرغم من أن الحملة الفرنسية على مصر لم تستمر سوى 3 سنوات (1798-1801م)، إلا أنها كانت دمويَّةً إلى أبعد الحدود.
إنه ما من محافظة من محافظات مصر إلا وعانت الويلات من الاحتلال الفرنسي، بالإضافة لما حدث للمصريين بعد ثورتَي القاهرة الأولى والثانية، فقد استشهد عشرات الآلاف من المصريين نتيجة لما قاموا به من مقاومة للمحتل.
ومن صور الإجرام الفرنسي ضد المصريين أنهم كانوا يقومون بذبح السجناء ويلقوا بجثثهم في النيل ليلاً.
ولم تتوقف وحشية الفرنسيين عند هذا الحد بل تعمدوا إهانة المشاعر الدينيَّة للمصريين، فاتَّخذوا من صحن الجامع الأزهر إصطَبْلًا لخُيُولِهم، وداسوا المصاحف بأقدامهم.
إن تعمد إهانة وتدنيس المقدسات الإسلامية كانت من أهم أهداف الاحتلال الفرنسي ، فعندما استولى الصليبيون بقيادة زعيمهم الفرنسي "جان دى برين" على مدينة دمياط عام 1219م تم تحويل جامع دمياط إلى كنيسةً، ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م تم إعادته إلى مسجد كسابق عهده.
وأثناء حملة لويس التاسع على دمياط عام 1249م، قام بتحويل الجامع إلى كاتدرائية، وبعد هزيمة لويس التاسع وخروج الصليبيين من دمياط عاد المسجد إلى سابق عهده مرة أخرى.
3- احتلال فرنسا للجزائر
إن احتلال فرنسا للجزائر هو أطول احتلالٍ غربي لبلدٍ عربي، حيث استمر أكثر من 130 سنة وذلك من عام 1830م وحتى عام 1962م.
عندما احتلت فرنسا الجزائر قام الجنرال "الدوق دو روفيغو" بتحويل جامع "كيتشاوة" إلى إسطبل، وأخرج المصاحف وأحرقها، وتم تحويل الجامع إلى كاتدرائية عام 1832م، كما قام بقتل آلاف المصلين الذين اعتصموا في المسجد احتجاجاً على تحويل المسجد إلى كنيسة.
ويكفينا أن نعلم أن الجزائر ما زالت تُعرف إلى يومنا هذا ببلد المليون شهيد جراء ما فعلته فرنسا في الجزائر، والحقائق تقول أن عدد الشهداء أضعاف ذلك بكثير.
وعندم خرج الشعب الجزائري يطالب بالاستقلال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت المدافع الفرنسية بقتل أكثر من 45 ألف جزائري.
ومن أكبر المآسي التي تعرض لها الجزائريين عام 1955م هي تلك المأساة التي عاشها سكان "سكيكدة" حيث قام الفرنسيون بجمع عدد من الرجال يقدر بـ1500 جزائري بملعب مدينة "سكيكدة" ثم تم قتلهم ودفنهم جماعياً في خنادق تم حفرها بواسطة جرافات في الملعب.
وفي قرية "الزفزاف" الواقعة جنوب غرب "سكيكدة" قام الفرنسيون بحملة شرسة ضد الجزائريين في 20 أغسطس 1955م، قتل في هذه الحملة الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وتم إضرام النار في البيوت والأكواخ وحظائر الحيوانات إلى أن تم تخريب القرية عن آخرها.
إن الإجرام الفرنسي في الجزائر قد تخطى كل الحدود عندما قام الفرنسيون بإذابة أجساد رُموز المقاومة الجزائرية وهم أحياء، مثل الشيخ العربيّ التبسيّ الأمين العامّ لجمعية العلماء المسلمين الجزائريِّين الذي أُذِيبَ جسدُهُ الطاهرُ في قِدْرٍ مليءٍ بالأسفلت المغليٍّ وذلك عام 1957م.
ومن أبشع الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر قيامها بالتفجيرات العسكرية والعلمية ومدفن النفايات النووية في الصحراء الجزائرية، حيث قام الاحتلال الفرنسي بإجراء 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية، كان أولها العملية التي عرفت باسم "اليربوع الأزرق" في 13 فبراير 1960 بمنطقة "رقان" ومنطقة "حمودية" بالجزائر، حيث تم استخدام المدنيين والأسرى من مجاهدي جبهة التحرير الوطني لإجراء هذه التجارب لمعرفة أثر التجارب النووية على صحة الإنسان، رغم معارضة كل هذه الإجراءات للمواثيق الدولية حيث تنص اتفاقية جنيف لقانون الأسرى أنه "لا يجب تعريض صحة الأسرى للخطر كما لا يجب استعمالهم لإجراء تجارب طبية وعلمية".
4- ارتكاب فرنسا لمجزرة "كبكب" ضد المئات من علماء المسلمين في تشاد
في 15 نوفمبر عام 1917م قام قادة الاحتلال الفرنسي بدعوة العلماء المسلمين في ربوع تشاد.
كان الإعلان الرسمي يدَّعي أن اللقاء يهدف إلى النقاش المشترك والوصول إلى حل وسط بخصوص إدارة البلاد. وبالفعل اجتمع في مدينة "أَبْشة" بإقليم "واَداي" ما يُقارب 400 عالم من علماء المسلمين، بالإضافةً إلى العديد من الزعماء والنخب المثقفة.
كانت المفاجأة أن القادة الفرنسيين لم يجتمعوا بعلماء تشاد ومثقفيها، ولم يدخل على هؤلاء العلماء إلا جنود بسواطير حادة وقاموا بذبح الجميع واحداً تلو الآخر. ثم جُمعت الرؤوس والأجساد وتم دفنها في حفرة في منطقة "أم كامل"، أحد المناطق في مدينة "أَبشة".
لم تُنكِرْ سلطات الاحتلال الفرنسيِّ المجزرة التي قامت بها في حق العلماء المسلمين في تشاد؛ بل قامت بتبرير تلك المجزرة بمبرِّر أقبحَ مما فعلته، حين أعلنت أنَّ فَعْلتَها جاءت للقضاء على الرجعية المتمثلة في دين الإسلام وعُلمائه، وأنه قد آن للبلاد أن تتحررَ من قيد الدين الإسلاميُّ والأخلاقُ المنبثقة عنه وعن تعاليمه.
يقول المؤرخ والأديب (محمود شاكر) في كتاب (التاريخ الإسلامي): "أراد الفرنسيون من خلال هذه المجزرة، امتلاك المعرفة والسلطة الروحية في المنطقة وترسيخ سلطتهم بشكل أفضل، فالنخبة الفكرية والدينية كانت ستمثل حجر عثرة أمام مساعيهم لإدخال البعثات المسيحية في البلاد وفرض نظام الوصاية على سكان البلاد" اهـ.
5- الإجرام الوحشي لفرنسا أثناء احتلالها لسوريا
بعد انتهاء الحرب العالميَّة الأولى عزمتْ فرنسا على اتباع سياسة أي محتل وهي "فرِّق تسُد" فعمدت إلى تقسيم بلاد الشام إلى خمس دول، وهي (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والكيان الصهيوني)، لذلك فرضت الانتداب الفرنسيِّ على المنطقة بالقوة، وقامت بتسريح الجيش السوريّ، وأصر قائد القوات الفرنسيَّة "هنري جورو" على زيارة قبر صلاح الدين الأيوبي الذي أذاق الفرنسيين والصليبيين الويلات وهزمهم هزيمة منكرة، ووقف أمام قبره بدمشق قائلاً: "ها نحنُ عُدْنَا يا صلاح الدين".
6- قيام فرنسا بدعم مجازر الإبادة الجماعية في رواندا
حدثت مجازر الإبادة الجماعية في رواندا في الفترة من 7 إبريل 1994م واستمرت حتى منتصف يوليو من نفس العام.
كانت الشرارة الأولى لهذه المجازر هي سقوط طائرة الرئيس الرواندي آنذاك "جوفينال هابياريمانا" والذي ينتمي لجماعة "الهوتو" في 6 أبريل 1994، وبعد نحو ساعة من سقوط الطائرة بدأت عمليات الإبادة بحق جماعة "التوتسي".
قامت فرنسا بتقديم سُبل الدعم العسكري والسياسي التي تكفل استمرار المجازر في رواندا، كما شمل الدعم إرسال المرتزقة والأسلحة بغطاء دبلوماسي وإعلامي.
وحسب الإحصائيات فإن عدد القتلى وصل إلى 800 ألف رواندي أغلبهم من "التوتسيين" حيث عمدت المجازر إلى القضاء على جميع "التوتسيين" الذين يعيشون في رواندا، كل ذلك بدعم من فرنسا.
إن كل ما سبق ما هو إلا غيض من فيض من التاريخ الأسود لفرنسا...
- ففرنسا هي التي قامت بمجزرة الدار البيضاء عام 1907م حيث فتحت نيران مدافعها على المغاربة مما أسفر عن مقتل أكثر من 5 آلاف مغربي بواسطة قنابل "الملينيت" التي أطلقتها المدافع والبوارج الفرنسية.
- وفرنسا هي التي قامت بمساعدة الصرب في حرب البوسنة وساعدت الصرب على ارتكاب أبشع جرائم الإبادة ضد المسلمين، وما صاحب ذلك من اغتصاب وتهجير.
- وفرنسا هي التي قامت بمساندة ودعم الميليشيات المسيحية في إفريقيا الوسطى ضد المسلمين، كما حدث مع الميليشيات المسيحية "انتي بالاكا" ضد جماعة "سيليكا" التي معظم مقاتليها من المسلمين. كما قامت فرنسا بالتواطؤ من أفراد القوات الفرنسية التي مهمتها في الأصل حفظ الأمن ومنع الاقتتال في دول إفريقيا الوسطى.
- وفرنسا هي التي أنشأت "متحف الإنسان" في العاصمة باريس عام 1937م، والذي يعد وصمة عار في تاريخ الإنسانية حيث يحتفظ المتحف بآلاف الجماجم البشرية التي تصل إلى نحو 18 ألف جمجمة، ومن المثير للدهشة أن هذه الجماجم محفوظة في علب كرتونية تشبه علب محلات الأحذية.
ومن بين هذه الآلاف من الجماجم تم التعرف على أصحاب 500 جمجمة فقط، وبين الجماجم التي تم التعرف على أصحابها 36 قائداً من قادة المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي حيث تم قتل هؤلاء القادة على يد قوات الاحتلال الفرنسي في الجزائر وقامت قوات الاحتلال الفرنسي بقطع رؤوسهم ليرهبوا بها المدنيين، ولإرسال هذه الجماجم إلى فرنسا كغنائم عسكرية، ولتكون دليلاً على انتصار القوات الفرنسية.
ومن بين الجماجم التي يحتفظ بها المتحف جمجمة "سليمان الحلبي"، الطالب الأزهري السوري الذى قتل جنرالهم "كليبر" قائد الحملة الفرنسية على مصر، ومكتوب تحت الجمجمة كلمة (مجرم) بالفرنسية.
- وفرنسا هي التي نهبت خيرات البلاد التي قامت باحتلالها وقامت بتجريف مستقبل أجيالها ويكفينا أن نعلم أن أطنان الحديد التي صُنع منها "برج إيفل" قد قامت فرنسا بسرقتها من الجزائر أثناء فترة الاحتلال!
وأخيراً أقول
هل يُعقل بعد كل هذا أن تحاضرنا دولة قامت حضارتها على السرقة والقتل والتخريب والدمار، تحاضرنا عن حقوق الإنسان، وتدعي أن ديننا الإسلامي يمر بأزمة !!
إن استعراض هذا القدر اليسير من تاريخ فرنسا
اتصور أن الإرهاب الحقيقى و خطاب الكراهية هو من هذه الدولة
قد بدت البغضاء فى اقوالهم و ماتخفى صدورهم أكبر
للحمد لله على نعمة الإسلام وكفى به نعمه
و الإسلام برئ من كل اعتداء على أبرياء