حذر الإسلام من الحكم على المسلمين بالكفر، حيث لم تترك الشريعة الإسلامية أمر التكفير لأحد أفراد الأمة الإسلامية، ولكن أفردته كشأن من شئون أولى الأمر أو من ينوب عنهم "القضاة أو المفتيين ـ فى العصر الحالى"، ويوم أن اجترأ أفراد من الأمة على التكفير منذ عام 36 هـ ، حيث َّ كفر "الخوارج" سيدنا على بن أبى طالب رضى ﷲ عنه وكرم اﷲ وجهه، وهو صهر رسول ﷲ ﷺ وابن عمه، لأنه قبل التحكيم، ولم يفرقوا بين التحكيم والحكم، وقعوا فيما وقعوا فيه، وتبعتهم طائفة فى هذا الضلال، تموت وتحيا فى كل زمن، فتكون حياتها شرا مستطيرا على الإسلام والمسلمين، ولا حول ولاقوة إلا بالله العظيم، وتعددت أسباب التكفير وهى:"الجهل وقلة العلم، واتباع الهوى، والتأويل الخاطئ للنصوص الشرعية، وذلك أنهم عمدوا إلى آيات أنزلت فى الكافرين فجعلوها فى المؤمنين"، كما حذر النبى ﷺ من التكفير، حيث وردت أحاديث فى التحذير من التكفير، لخطر ذلك، منها قول النبى ﷺ : "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما"، كما حذر العلماء من التكفير، موضحًا مثالا لقول العلامة ابن حجر الهيتمي: "الذى صرح به أئمتنا أن من تكلم بمحتملٍ للكفر لا يحكم عليه حتى يُستفسر"، وتكمن خطورة التكفير، حيث أكد أنه يمزق المجتمع المسلم، ويُغذى الفُرقة والشحناء بين المسلمين، بل ربما أدى إلى إهدار المسلمين دماءَ بعضِهم بعضا، وكل ذلك مخالف لأوامر ﷲ تعالى وأوامر نبينا محمد ﷺ، ولذلك ينبغى على كل مسلم أن يحذر من الوقوع فى هذه الجريمة النكراء، لأن ﷲ تعالى يغار على عباده أن يتهمهم أحد بما ليس فيهم.
|