منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> انفجار يضرب مركز الحكم الجبري..والشعوب تتبنّى العملية..
ام عاصم
المشاركة Oct 10 2011, 07:02 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



بسم الله الرحمن الرحيم

إنفجار يضرب مركز الحكم الجبري..والشعوب تتبنّى العملية..

إن مبدئيّة الإعلام نتيجة طبيعية لمبدئيّة السياسة التي ترعاه وتتبناه..فالسياسة المبدئية الراشدة والحكيمة تنبض بالحياة وخيرها يعمّ على الكل...

أما الهشاشة والضبابية فهي نتائج طبيعية لإخفاق سياسة الإعلام وسياسة الدولة التي تبني مصالحها وفقه..

ولمّا كانت الأنظمة في البلاد الإسلامية لم ينشئها فكر عقائدي مبدئي يصنع إرادتها السياسية المستقلة ويكسبها شخصية قوية ويصبغ أجهزتها بهذه الصبغة،

ويجعلها فاعلة بغيرها لا منفعلة به..وإنما أنشأتها دبابات الاستعمار تكريسا للتبعية الفكرية والسياسية ، كان الإعلام في البلاد الإسلامية ترجمة لهذه الهشاشة الفكرية والعمالة السياسية وضعف الشخصية ودوام التبعية.....


ولمّا كان إعلامنا اليوم ، إعلام مبتور عن عقيدته الإسلامية، كان استقراؤه للأحداث التي تمرّ بها الأمة اليوم، استقراءا مبتورا عن هذه العقيدة غريبا عنها لا ينجذب إليها.. .
و لم يكتف بذلك بل جعل الغرب بعقيدته ( فصل الدين عن الحياة) المصدر الأصلي لما يقدّمه لهذه الأمة..
و كان هذا المصدر و المنهج الوحيد الذي اتكأ عليه لمعالجة قضايانا دون أن يعي أن ربط قضايانا بغير أصلها هو انتحار سياسي..
لذلك صارت الثقافة الغربية هي موضع الاتجاه و قبلة أنظار الإعلاميين و محترفي السياسة لأخذ المعلومة و استقرائها على ضوء الانفصال والاستقلال عن عقيدتنا وثقافتنا ..
بذلك صار شعور الإعلامي منفصل عن عقيدته و صار طبيعيا أن ينفصل عن أمته وعن شعورها ومطالبها.. وصار طبيعيا أن يؤدي هذا الانفصال إلى سوء استقراء هبّات الشعوب، إيذانا منها بتخلخل " الحكم الجبري" والاستعداد للمرحلة الانتقالية الكبرى..

إن الإعلام اليوم، تراه يسلب للأمة إرادتها، وحقها في اختيار ما يناسبها.. فيحرفها عن غايتها ليرميها في أحضان الغرب وردهاته المظلمة.. وجعل حضارته و مفاهيمه و مكوناته هي محور العمل الآني والحاضن لثورتنا وكأن لا بديل عن الديكتاتورية' الحكم الجبري' إلا بالتطبيع الديمقراطي فهو عنوان المرحلة للسياسة القادمة .. لذلك لا يمكن لهذا الإعلام أن يتصور الثورة القائمة في بلدنا إلا تقليدا لثورات الغرب..

ولمّا كانت العقيدة الإسلامية، عقيدة سياسية، جاء بها الوحي..
فهي بذلك تكون قبلتنا التي نستشرق منها جوهر الحقيقة و قاعدتنا التي نبني عليها أراءنا و نقرأ على ضوئها أحداثنا ووقائعنا..

قال رسول الله صلى الله عليه ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته).
ذكره حذيفة مرفوعاً ورواه الحافظ العراقي من طريق أحمد وقال هذا حسن صحيح.

هذا الحديث فيه خمس مراحل من الحكم للمسلمين:

الأولى : مرحلة النبوة وهي مرحلة انتهت بوفاة الرسول صلي الله عليه وسلم.

الثانية : مرحلة الخلافة الراشدة وهي مرحلة انتهت مع نهاية عصر الخلفاء الراشدين الأربعة.

الثالثة : مرحلة الملك العاض هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وظلم وقد بدأت هذه المرحله مع بداية تولي معاويه بن أبي سفيان الخلافة حتى سقوط الدولة العثمانية في مطلع القرن العشرين.

الرابعة: مرحلة الملك الجبري وهو ملك ظالم يتميز بتعطيل أحكام الشريعة الإسلامية، بجانب الظلم والإستبداد، وانتزاع سلطان الأمة، و سلب حقها في اختيار من يمارس عليها السلطة..

الخامسة :هي مرحلة الخلافة علي منهاج النبوة،


إنّ أشدّ ما ابتليت به أمتنا اليوم، هو غياب مبدأ الإسلام العظيم الذي يضمن لها سلطانها ، وإرادتها في اختيار الحاكم الذي تريده حتّى يطبّق عليها شرع الله وأحكامه..

وهذا المبدأ العظيم هو الذي يكفل للأمة الإسلامية، حقها في اختيار من يمارس عليها الحكم..
فلا يصبح أحدا " حاكما" إلّا إذا ولاه المسلمون ..استجابة لقوله تعالى"
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }[38:42].
وإمتثالا لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع» مسلم

وإجماع الصحابة منعقد على أنه لا يتولى أحد الخلافة إلا إذا ولاه المسلمون ذلك. وقد وصل كل من الخلفاء الراشدين الأربعة إلى الخلافة بالبيعة. واستخلاف أبي بكر لعمر كان بتفويض من الصحابة لأبي بكر رضوان الله عليهم، ثم بايعه المسلمون..
وقال الإمام علي كرم الله وجهه: (ولعمر لئن كانت الإمام لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل، ولكن أهلها يحكمون على من غاب عنها، ثم ليس للشاهد أن يرجع ولا للغائب أن يختار) نهج البلاغة: ج2/ص86.

وقال سلام الله عليه: ( إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى) نهج البلاغة ج3/ص7.
وجاء في كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة) ج5/ص417: (واتفق الأئمة على أن الإمام تنعقد ببيعة أهل الحل والعقد من العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يتيسر اجتماعهم من غير شرط عدد محدد، ويشترط في المبايعين للإمام صفة الشهود من عدالة وغيرها. وكذلك تنعقد الإمامة باستخلاف الإمام شخصاً عينه في حياته ليكون خليفة على المسلمين بعده).
[ملاحظة: الاستخلاف من أبي بكر لعمر كان بناء على تفويض من الصحابة الذين هم أهل الحل والعقد. واستخلاف عمر للستة كان أيضاً بناء على تفويض من الصحابة. وبذلك ينحصر الأمر ببيعة أهل الحل والعقد].
فالأمة الإسلامية هي من تملك " حق تقرير مصيرها فيمن يطبّق عليها الإسلام" ولها حق خلعه إذا جار أو ظلم..والإسلام قد ضمن حسن تطبيق شرع الله على الناس..وكانت ضماناته متمثلة في وجوب " محاسبة الحاكم" إذا أساء في تطبيق القانون..
وإن لم تمارس هذه الجهات المعنية بمحاسبة الحاكم ـ سواء كانت أفرادا أم جماعات ـ إن لم تمارس دورها، تكون آثمة ومحاسبة أمام الله تعالى على تقصيرها و تقاعسها عن مراقبة هذا " الحاكم..

:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[104:03].
وقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }[71:09].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم].
وقال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم» [أحمد والترمذي].
وقال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» [أحمد وابن ماجه].
وقال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» [رواه الحاكم].
هذا الأمر والنهي للحكام هو محاسبة لهم. وهو فرض من فروض الكفاية. وهو بالقلب وباللسان وباليد، شرط أن لا تشتمل المحاسبة باليد على استعمال سلاح.

وقد حاسب سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ونزل عند رأيهما. وحاسبه الحباب بن المنذر يوم بدر ونزل عند رأيه. وحاسبه عمر بن الخطاب وجمع من الصحابة يوم الحديبية ولم ينزل عند رأيهم [سيرة ابن هشام]. وحاسبت امرأة عمر بن الخطاب في مسألة المهور فقال: (أصابت امرأة وأخطأ عمر) [أنظر تفسير الآية 20 من سورة النساء في القرطبي وابن كثير]. وقال الإمام علي : (فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك مني) نهج البلاغة ج2/ص201.
وقال عمر : (لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها) يعني كلمة الحق في المحاسبة.
هؤلاء هم خير الناس وسادتهم وكان المسلمون يحاسبونهم، فكيف بغيرهم؟.

أمّا حينما تكون الدار، دار إسلام، وأبدى الحاكم كفرا بواحا، وأراد تحويلها لدار كفر، لا تحتكم بشرع الله، فوجب على المسلمين أن يثوروا عليه بالسلاح لمنعه من ذلك بالقوة، ولكن هذه الثورة بحاجة إلى تنظيم وأمير يطلب النصرة ويعد القوة من أجل إنجاح هذه الثورة وليس من أجل الثورة فقط. وهذه الثورة هي لخلع الحاكم أو إرجاعه إلى الشرع وأطره على الحق أطراً.

قال صلى الله عليه وسلم: «كلا والله ولتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو تقصرنه على الحق قصراً» [أبو داود والترمذي وابن ماجه]. فعندما ألغى أتاتورك الخلافة، وأدخل العلمنة كان يجب على المسلمين منعه بالسلاح.
أما حين تكون الدار دار كفر أصلية، أو عادت إلى الكفر واستقرت عليه، فهذه تحتاج إلى جهد كبير من العمل الفكري والدعوة بالحجة لتهيأتها للتحول إلى دار إسلام؛ فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بدأ دعوته في مكة وكان يرى الكفر البواح ولم ينابذهم بالسيف. وقد أقر صلى الله عليه وسلم المسلمين على العيش في دار الكفر (في مكة والحبشة) مع وجود دار الإسلام. وكان المسلمون يرون الكفر البواح في دار الكفر ولم يثوروا بالسلاح على حاكمها. إذ الأمر في مثل هذه الحال يحتاج إلى الإعداد الفكري ثم طلب النصرة لأخذ السلطة.

وبهذا نقف على معنى الإسلام العظيم، تكون السيادة للشرع والسلطان للأمة

السيادة في الإسلام للشرع، والسيادة معناها ممارسة الإرادة وتسييرها، فإن كان الفرد يمارس إرادته ويسيرها بنفسه كانت سيادته له، وإن كانت الأمة تمارس إرادتها وتسيرها بنفسها كانت سيدة نفسها.
أما حكم هذه السيادة في الإسلام فهي للشرع، وليست للأمة، فالذي يسير إرادة الفرد شرعاً ليس الفرد نفسه كما يشاء، بل إرادة الفرد مسيرة بأوامر الله ونواهيه، وكذلك الأمة ليست مسيرة بإرادتها تفعل ما تريد، بل هي مسيرة بأوامر الله ونواهيه. : ]إن الحكم إلا لله[ وقال: ]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم[ وقال: ]يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر[ ، ومعنى رده إلى الله والرسول هو رده إلى حكم الشرع. فالذي يتحكم في الأمة والفرد، ويسير إرادة الأمة والفرد إنما هو الحكم الشرعي. ومن هنا كانت السيادة للشرع.

أما السلطان في الإسلام فهو للأمة، وقد أُخذ ذلك من جعل الشرع نصب الخليفة من قبل الأمة، ومن كون الخليفة يأخذ السلطان بهذه البيعة قال صلى الله عليه وسلم : «. . . ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه ما يريد وفى له، وإلا لم يف له . . .» وعن عبادة في حديث البيعة قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره » فتنصيب الخليفة يكون من المسلمين ببيعتهم له. وهذا ما حصل مع الخلفاء الراشدين، فإنهم أخذوا البيعة من المسلمين، وما صاروا خلفاء إلا بواسطة بيعة المسلمين لهم.

وأما كون الخليفة يأخذ السلطان ببيعة المسلمين له فواضح من أحاديث الطاعة. قال صلى الله عليه وسلم : «. . .ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع. . » وقال: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له.

أي الأمة الإسلامية هي التي تقرر وهي التي تختار من يكون الخليفة بموجب البيعة على أن يحكمها الإمام بالشرع وعلى أن له السمع والطاعة من المسلمين؛ فسلطان الأمة اليوم هو حق أعطاه الله تعالى للأمة ولكن قد سلبه الحكام الطغاة الذين لا يحكمون المسلمين بالشرع ولم تبايعهم الأمة على السمع والطاعة بل هي اليوم كارهة لهم بسبب تفريط هؤلاء في رعاية شؤون حياتهم بالحكم بالإسلام وإقامة الدولة الإسلامية الواحدة التي تحكم العالم بقوانين رب العالمين ليسود العدل والخير والأمن والأمان كل العالم.
أما هذا المفهوم فهو مغيب تماما في وسائل الإعلام التي تعتم على هذه المعلومات الفقهية الهامة والمصيرية لنظام الحكم في الإسلام..
.
ونحن اليوم، على مفارقة واضحة وجليّة، بين حياة الناس بالدين، وحياتهم بدونه..
على إثر سقوط آخر دولة إسلامية، الدولة العثمانية، في الثالث من آذار سنة 1924 م، تمّ فصل الإسلام عن الدولة..
وتمّ إنكار حق الله في التشريع، وحق الأمة في اختيار من يطبّق عليها الشرع.. بل ويرسخ هذه المفاهيم الفاسدة إعلام فاسد ونظام تعليمي قاصر، يتلاعب بعقول المسلمين ويعمل على تعويدهم على الواقع الفاسد ، فصارت هذه الأفكار المنقوصة رأيا عاما في المجتمع ، وطبيعيا كان "الحكم الجبري" نتيجة لعقيدة العلمانية ، والتي تقوم على تنصيب فئة من الناس للتشريع، والتقنين..

وكانت هذه الفئة هي من تحكم الناس، لصالح الفئة الأقوى في المجتمع..
ومتى كان التشريع من حق البشر، كانت " الفئوية" نتيجة طبيعية لهذه الفكرة.. التي تقبلها الناس على مضض بمرور الوقت بحكم أن الإنسان قد تعود عليها بسبب السياسات القمعية الظالمة وإعلام الأنظمة الخبيث.
فكان " الحكم الجبري" إفرازا حتميا لهذا المعنى..
وهذا مشهود به عبر التاريخ..
فرجال الدين في الكنيسة حكموا لصالح الملوك في أوروبا..
والشيوعيون حكموا لصالح الفئة العاملة ..
والرأسماليون حكموا لصالح فئة رؤوس الأموال
وحكام الجبر حكموا لصالح أهوائهم ومصالحهم..
فحكام الجبر الذين يحكمون الناس اليوم، قد وصلوا للسلطة بدون عقد بيعة..أو باختيار من شعوبهم..
ويجبرون الناس على طاعتهم و يفرضون عليهم تطبيق الدساتير العلمانية والاستعمارية المستوردة من الغرب الكافر ، هؤلاء لم يختارهم المسلمون ولم يبايعوهم على السمع والطاعة بل هم جاثمون ، جبرا عن الناس ، على صدورهم . فلقد انقلبت الموازين في زمن الحكم الجبري فتم إقصاء الحكم بالإسلام وعقد البيعة لخليفة يحبه الله ورسوله والمؤمنون
وارتكز الحكم الجبري على قاعدة أساسيّة، زعم فيها، أن القانون فوق الجميع، ليواري بها سوأته..
فكل عاقل اليوم، يرى أن حكام الجبر هم فوق الجميع..إضافة إلى ما يعطى إليهم من "حصانة جائرة" للتشريع فوق إرادة الشعب..وسوء رعايته وظلمه والجور عليه
واللعب بمصائر الناس، والمقامرة بمصالحهم، وجعلهم كفئران للتجارب، يجرّبون عليهم تشريعاتهم ، حتى إذا تبيّنوا قصور قوانينهم أو تعارضها مع مصالح الفئة الأقوى أو تناقضها مع قوانين أخرى، استدركوها بالتنقيحات والتعديلات المتوالية.. فتتالت القيود على أبناء الأمة الإسلامية وكثُرت حتى ضاقت بهم الأرض وانهزمت الأمة هزيمة فكرية وسلوكية حتى انفجرت في ثورات كسرت جدار الصمت والخوف.
هذه الثورات العنيفة ضد الحكم الجبري تعني نهايته الأكيدة فلكل ظالم نهاية؛ولكن من الحكمة أن نفطن لأن هناك من يريد حرف هذه الثورات الطاهرة عن مسارها الحقيقي. فالأنظمة البائدة ليست رجل واحد متمثلة في رأس النظام بل هي أفكار علمانية مبدئية مترسخة في أذهان أبناء الأمة جبرا عنهم وخداعا.

والأنظمة البائدة تصبغ أجهزتها بصبغتها، فيأتي الإعلام مسخّرا طاقاته وموظّفا قدراته إمعانا في سلب إرادة الأمة، وسرقة ثورتها ، وتحويل وجهتها ومسارها..

كل ذلك الهوان الذي لحق بالأمة في ظل ظلمات الحكم الجبري ولّد طاقة متفجرة في وجوه الظلمة فكانت موجا في بحار الذل هادرا عاليا مرتفعا مذكرا أنها أمة وإن أصابها الوهن في فترات لكنها أمة لا تموت ولن تكون نهايتها راكعة للظلم؛ شعورعميق وقوي حركهم وأخرجهم وتمخض عنه يقين بحتمية تغيير الواقع "فلم نعد بالواقع راضين"

وإن هذا التمرد على الواقع أول خطوة في الاتجاه الصحيح للإطاحة بالحكم الجبري ، وانطلقت الثورات وتسارع نسقها وما لقيت في بدايتها غير اللامبالاة في محاولة لإجهاضها بأسلوب التجاهل من قبل الذي واجبه إيصال صوت الأمة والضغط للتأثير لتبني مطالبها وهذا هو البديهي لكل من ينتمي لأمة الإسلام؛فكان لزاما أن يعمل لما يخدمها لكن العكس ما حدث ؛فكان الإعلام حائط الصد لهذه الهبَّة،ترتطم به الثورة ولا يراه أصحابها، يصدها ويمنعها من قلع الحكام ، حائط سحري تعامل بمكر شديد مع مختلف مراحل الثورة ، فكانت كلما تعدت حاجزا وتقدمت خطوة وضع لها حاجزا من التشكيك في أسباب قيامها ، بتشويهها وتسميتها بغير حقيقتها؛ فادعى أنها ثورة جياع ومتشردين حتى يقدم علاجا على لهذه الوصفة الكاذبة؛ فبعض الإصلاحات كفيلة بحل المشكلة.
هذا الجهد المبذول من الإعلام في تشويه الثورة بداية لم يكن لعدم إيمان منه بمشروعيتها؛فالعمالة تفرض عليه أن يبذل أكثر من ذلك لتمديد فترة الحكم الجبري ؛ فالحكم الجبري لم يظهره الإعلام على حقيقته أن الشعب لم يختر من يحكمه ..

ولم ينجح أسلوب التجاهل فقد فرضت الثورة نفسها وتعدت الحاجز واشتد عودها وطالب الشعب بإسقاط النظام ،شعار حقيقي كبير وقوي لو عُلم معناه من قبل من طالب به ..
وكان الإعلام عالما بمعناه مستفيدا من جهل أصحابه وقلة وعييهم وعاملهم كالقصّر وتعامل مع شعارهم بعلمهم لا بعلمه وجاراهم فيه لأن الإعلام يحمي نظاما ولم يدركوا أنهم يطالبون بإسقاط نظام !!!
فهذه الفترة من الحكم الجبري لم تكن فقط تربع حكام ظلمة فجرة لعقود على كراسي عفنة بل سلسلة مترابطة من عقيدة وقوانين وأدوات تطبيق _اتجهت الثورة لإزالة الأدوات وخذلها الإعلام في تقديم الحقيقة لها وساعدهم على النظر إلى زاوية واحدة هي الحكام الملاعين -أضاءها لهم وعتّم على الباقي ..
يصور لهم أنه وبعد سقوط الحاكم قد تم التغيير وحصلوا على الحرية التي ستكتمل بالبديل الذي يقدمه لهم على أنه الحلم الذي طال انتظاره وتحرقوا شوقا له، والحقيقة أن كل الذي فعله هو تزيين زنزانة الديمقراطية عامدا بذلك إلى إقصاء الإسلام الذي به فقط يتم التغيير الجذري والحقيقي.
فإذا تعدى الشعب كل هذه الحواجز وكان واعيا ونقيا من الأفكار الدخيلة يعمد الإعلام إلى بديل آخر دون التخلي عن بديل الديمقراطية فيقدمه سواء بسواء مع الاستنصار بالأمم المتحدة وتزيين التدخل العسكري أنه يصب في مصلحة ذلك المحكوم جبرا وهو يمعن في تمكين فترة الحكم الجبري من إحكام السيطرة علينا فلا نتطلع إلى حقيقة الحل ولا نسير فيه ..

إن الإعلام يركّز على أفكار خطيرة كثيرة .. وأهمّها "فكرة ثنائية تقديم الخيارات لإقصاء الإسلام، كخيار مطروح للأمة.."
فحتى لا يتّهم الإعلام بالوقوف أمام الثورة، وأمام إرادة الأمة في التغيير..اعتمد على سياسة الإقصاء لركوب موجة الثورة وتحويل وجهتها وغايتها.

كثر في الآونة الأخيرة الحديث في الوسائل الإعلامية عن الديمقراطية كبديل للديكتاتورية (الحكم الجبري) التي اكتوت الشعوب بنارها
وإنه وإن كان لا يشك عاقلان في مساوئ الحكم الجبري من حيث حجم الظلم والطغيان والاستبداد الذي مورس على الشعوب وسوء رعاية الناس اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، إلا أن ذلك لا يعني البتة الرضا والتسليم بأي نظام آخر يُطرح في الوسط السياسي كبديل عن سابقه خاصة وإن كان من جنسه، بل الأصل في كل إعلامي جاد أن يعمل على التخليص الحقيقي لهذا الشعب من أزمته الحالية بطرح البدائل والحلول الجذرية التي تقطع نهائيا مع الأنظمة السابقة ومع كل رموزها وأشكالها فتقطع بذلك الأيادي الاستعمارية الممتدة إلى بلادنا عن طريق عملاء الغرب وزبانيتهم...

أما أن يقوم الإعلام بالتشويش على الناس وذبذبة أفكارهم، وجعلهم فئرانا لتجربة أنظمة جور وطغيان جديدة بمجرد سماع أول شعار لنظام يُظنّ أنه ليس من "مشتقات" النظام السابق، فإن ذلك ليس مما قامت من أجله الثورات المباركة وسقط من أجله شهداؤها الكرام. علاوة على أنه يكشف عن غياب بدائل حقيقية عند من يسارع في اقصاء غيره من أصحاب الفكر السياسي.

لذلك كله؛فإن على كل إعلامي جاد في التغيير، أن يعطي لنفسه فرصة التفكير مجددا فيما يجب أن يكون عليه حال هذه الأمة الأبية، باعتبارها أمة عريقة اختار لها ربها أن تكون خير أمة أخرجت للناس، لا باعتبارها ورقة تتقاذفها الرياح ..

هي أشبه بسياسة الماركتينغ..التي نتابعها على شاشات التلفاز في الإشهارات والإعلانات عن أنواع الصابون والشامبو..
فيقدّم المختصون في علم التسويق بعرض نوع من الشامبو الذي يسبّب تقصفا للشعر وجفافا، ولا يصلح لمعالجة المشاكل التي تصيب جلدة الرأس، ومن بعده مباشرة، يقدمون البديل، المتمثل في سلعتهم التي تكون بمثابة " الحل السحري" لكل مشاكل الشعر..

وكان البشرية لم تنتج سوى هذين النوعين، النوع الأول، مضرّ وقاصر عن تقديم الحلول..
والثاني، السلعة التي قدمها خبراء التسويق لعرض منتجاتهم، بوصفها البديل الأنسب والأمثل..

هكذا تعامل الإعلام مع الثورة، وهكذا كانت سياسة ركوب الموجة ، وكانت سياسة الماركتينغ..
بالتسويق لفكرة الديمقراطية..
فتعرض الديكتاتورية بوجهها القبيح، ثم تعرض الديمقراطية كبديل وكحلّ سحري..
وكأن البشرية في كل تاريخها، لم يمرّ بها سوى هذان الصنفان من الأنظمة..
نظام ديكتاتوري..ونظام ديمقراطي..
فيقبل الناس على العرض الثاني هروبا من الديكتاتوريتة التي زعفتها واكتوت بنارها، دون تمحيص أو مجرّد التفكير في مضمون الديمقراطية، فتحمل على الألسن وتبقى غامضة مضبّبة في الأذهان..
وكان تقديم هذه الفكرة، على هذا النحو من الضبابية والغموض، أمرا مقصودا حتى لا تنهض الشعوب وتتحرّر من القيود الإستعمارية والحكم الجبري بكل أشكاله، ولو كانت هذه النهضة على أساس باطل..
ويأتي كل هذا الطرح، مكمّلا للسياسة الإقصائية المتمثلة أساسا في إقصاء الخيار الأمثل والأوحد لهذه الأمة..
إقصاء الإسلام كنظام بديل ..

لم يأت الإعلام على ذكر الإسلام كبديل حضاري لهذه الأمة،
وعرضه ضمن الخيارات المطروحة بوصفه مطلبا لأمة فقدت سلطانها حينما هجرت إسلامها..
وساد فيها الجبابرة، حينما غابت سيادة الشرع..
فنرى الإعلام يعمد إلى تمديد فترة الحكم الجبري، بكل أشكاله، وإخضاع الناس وإجبارهم على القبول بالخيار المطروح ، وسلب إرادتهم في اختيار ما يناسبهم، ومن يناسبهم في تطبيق القانون..

كلّ هذه الثورة المباركة، وكل هذه الهبّة القويّة، والإعلام مازال يمعن في تضليل الأمّة..

بل الطامة الكبرى أنه يستميت على ديمومة هذا الهيكل الجبري في الوقت الذي كان من أشدّ الحماة لهذا الحكم المتهاوي..
ألا يؤكد لكل ذي بصر وبصيرة أن الأمة سائرة نحو الإطاحة بالحكم الجبري وأن ما يعرقل خطواتها المباركة هذا الإعلام الذي تآمر ضد أمته لوأد هذا البديل الحقيقي في محاولة غادرة لاغتيال مطلبها الشرعي والمشروع.. وما هذه المرحلة من حياة الأمة إلّا تنقيتها من كل خبيث فاسد..أفكارا كانت، أم أشخاصا.. فالثورة قد أسقطت وكشفت الكثير من الأقنعة ..أقنعة من يحملون مشاريع الغرب في ثوب إسلامي ، أقنعة الإعلام المتخاذل تارة والغادر طورا ، أقنعة الأفكار من وطنية منعت نصرة المسلم للمسلم ..ومن علمانية جرّدتنا من سلطاننا وعزتنا..

فكانت هذه الثورة كالمطر الشديد الذي ينزل لينقي من العاهات والأمراض..ومثلها " كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا"

لكن نقول لهم إن هبة الشعوب هذه أَزِفَتِ برحيل هذا الحكم الجبري..و أنذرت بأفوله..و استبشرت بقدوم خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة..


الأمة تريد خلافة ‘سلامية..الأمة تريد سلطانها بيدها..الأمة تريد السيادة لشرعها..

إسلامية إسلامية ..مصر مصر إسلامية

إسلامية إسلامية.. ليبيا ليبيا إسلامية

يا ليبيا دينك ديني ، يا ليبيا دمك دمي

يا ليبيا دينك ديني، يا ليبيا لحمك لحمي

يا ليبيا دينك ديني، يا ليبيا جرحك جرحي

إسلاميّة..إسلاميّة..لاشرقية ولاغربية..لا ديمقراطية ولا اشتراكية..هي خلافة إسلامية..


نسأل الله تعالى أن يقرّ أعيننا بالخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوّة التي تعيد لهذه الأمة خيريّتها وعزها وكلمتها وسلطانها..

وبها فقط، تحيا الأمة آمنة مطمئنّة، سيّدة عزيزة، تستظلّ بكتاب ربها وبهدي نبيّها..

" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام بجرانه في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته"

والحمد لله الذي تتمّ بنعمته الصالحات..


إعداد مجموعة الإذاعة والتلفزيون
Go to the top of the page
 
+Quote Post
بشرى الخلافة
المشاركة Oct 10 2011, 08:11 PM
مشاركة #2


ناقد نشط
***

المجموعة: الحملات الاعلامية
المشاركات: 83
التسجيل: 23-September 11
رقم العضوية: 45



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم على هذا التقرير الحقيقي والمؤثر .. والذي يوضح حقيقة الاعلام وماذا يعمل على توجيه عقول الناس وعدم طرح الحل الاسلامي الصحيح وجعله موضع المتهم الذي يحاول ان يدافع عن نفسه ولكنه لا يستطيع ؛ لأن مهمة الاعلام جعله غير قادر على نشر فكره ..

حتى أننا لاحظنا انه عندما يتصل احد المشاهدين ويذكر هذا الحديث: (تكون النبوة.... ) فإنهم يحرفون معناه ويغيرون الموضوع بسرعة البرق حتى لا ينتبه المشاهد الذي يجلس في البيت ..
ان شاء الله ستكون العواقب وخيمة على هذا الاعلام الذي ينكر اسلامه ويظهر ولاؤه للكفار ..
وسنشهد اعلاما قائما على العقيدة الاسلامية ان شاء الله قريبا في اخر مرحلة من المراحل التي تكلم عنها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهي مرحلة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة smile.gif
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 6th July 2025 - 05:24 PM