كتبه جريدة الراية (حزب التحرير) الأربعاء, 19 أيار 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
كيان يهود المسخ يوزع عدوانه الوحشي على كل جنبات فلسطين، وخاصة مسرى الرسول ﷺ وغزة البطولة، فيحرق الحجر والشجر ويسفك الدماء ويُراكم الجرحى من أهل فلسطين، والحكام في بلاد المسلمين في أمثلهم طريقة يعدّون الشهداء والجرحى! ويدينون ويستنكرون بألفاظ يصنعونها على استحياء حتى لا تخرج عن دائرة الإزعاج غير المحسوب لكيان يهود... وكل هذا والجيوش صامتة طاعة لكبرائها ونسوا أو تناسوا قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ وقوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾.
يا جيوش المسلمين: أليس منكم رجل رشيد؟ ألا تغلي الدماء في عروقكم وأنتم تشاهدون وتسمعون عدوان يهود الوحشي على الأرض المباركة؟ كيف تركنون إلى الطغاة الظلمة من الحكام؟ أفلا تتحركون؟ ألستم تقرأون القرآن الكريم فتدركون أن الركون إلى الظلمة أمر كبير العذاب كبير؟ ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.
يا جيوش المسلمين: أين أنتم من إخوانكم في فلسطين الذين يتعرضون لعدوان يهود صباح مساء؟ أين أنتم؟! لماذا لا تقودون القتال في فلسطين وتشدون على أيدي أهل فلسطين لإزالة الكيان المغتصب لفلسطين أس الداء ومبعث البلاء؟ كيف يستطيع هذا الكيان أن يقف على قدميه أمامكم فهم ليسوا أهل قتال ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾... إن لكم دروساً في ما كان عليه أسلافكم المؤمنون الذين كانوا لا يقيمون وزناً لشراذم يهود إذا اعتدوا على أرض الإسلام وحرماتهم، فهم أهون على الله وعلى عباد الله من أن يستقروا في أولى القبلتين... إنهم أهون على الله وعلى عباد الله من أن تستمر لهم دولة في الأرض المباركة وأنتم تقيمون قواعدكم حول فلسطين ترقبون ولا تتحركون!
يا جيوش المسلمين: أليس منكم رجل رشيد يعلم أن إزالة كيان يهود المغتصب لفلسطين لا يكون إلا بمعركة تكونون فرسانها لا أن تكتفوا من حكامكم بتنديد على استحياء بعدوان يهود وأنتم قعود لا تتحركون طاعة لحكام أحرص على بقاء كيان يهود من اليهود أنفسهم! استمعوا إلى أقوالهم وطائرات يهود وقاذفاته تضرب غزة يمنة ويسرة، وقواته وجنوده يحاصرون بيوت المسلمين في الشيخ جراح، وعصاباته تقتحم الأقصى بحراسة من أولئك الجنود... استمعوا إلى أقوالهم خلال ذلك لتعرفوا من هم وما هم: الرئيس التركي والعاهل الأردني يشددان على أهمية التعاون لإيقاف هجمات (إسرائيل)... الرئيس التركي قام بتحركات دبلوماسية مكثفة من أجل الضغط على (إسرائيل)... السعودية تدين بأشد العبارات العدوان على المسجد الأقصى... ولي عهد أبو ظبي يؤكد إدانته لجميع أشكال العنف والكراهية في القدس... مصر تدين بأشد العبارات اقتحام الأقصى مخالفة القانون الدولي... مصر تتصل بحماس واليهود لوقف إطلاق النار... باكستان تستنكر الاعتداءات (الإسرائيلية)... الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يشيد بصمود المرابطين في الأقصى والقدس... جواد ظريف وزير خارجية إيران يصرح أن الحل الوحيد العادل للقضية الفلسطينية هو إحالتها لإرادة أبناء هذه الأرض والاحتكام إلى استفتاء شعبي... أمير الكويت يعرب عن استنكاره... وزير الخارجية الأردني تواصلنا دولياً بما في ذلك واشنطن لعدم تهجير سكان الشيخ جراح... الأردن ندين إعلان (إسرائيل) عن عملية عسكرية في غزة وننسق مع أشقائنا لبلورة تحرك دولي... اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية... اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي...إلخ
هذه مواقفهم، فهل هناك عاقل لا يدرك أن الرد على جرائم يهود يكون فقط بتحرك الجيوش لإزالة كيان يهود وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام؟ هل هناك ذو بصر وبصيرة لا يدرك أن إنهاء عدوان يهود لا يكون بالإدانات الجوفاء أو بمناشدة المجتمع الدولي الذي كان من وراء إنشاء تلك الدولة المسخ؟ هل قضية فلسطين مجهولة وحلها بحاجة إلى احتكام لاستفتاء شعبي؟ أليس هذا الذل والهوان وعدم تحرك الجيوش من ثكناتها هو مبعث الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة؟
أيها المسلمون: إن الجند هم أبناؤكم وإخوانكم، وجيرانكم وأصحابكم، ويعيشون بينكم، ولكم تأثير عليهم... فكيف يقعدون عن نصرة الأرض المباركة؟ كيف يقعدون عن نصرة مسرى رسول الله ﷺ؟ إن بأيدي الجند أن يزيلوا خزي الدنيا وعذاب الآخرة عنكم وعنهم وذلك الفوز العظيم... فمُروهم أن يسارعوا لنصرة إخوانهم في فلسطين فيرضوا ربهم ويعيدوا عزهم... وليتوجوا نصرهم بإزالة طواغيت الحكام وإقامة حكم الإسلام، الخلافة الراشدة التي تعيد للأمة خيريتها كما قال الله سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ومن ثم لا يكون أعداء الله أمامنا إلا أذلة صاغرين، ليس يهود فحسب فهم قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، بل كذلك كل طواغيت الأرض الذين يسعون في الأرض الفساد، فيعز الإسلام والمسلمون وينتشر الخير في بقاع الأرض، وإنه لكائن بإذن الله. أخرج أحمد في مسنده عن سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا».
في التاسع والعشرين من رمضان 1442هـ حزب التحرير
11/05/2021م