بيان صحفي
وعد بلفور إعطاء من لا يملك لمن لا يستحقاعتبر عضو المجلس السياسي الأعلى في العاصمة صنعاء، محمد صالح النعيمي، ذكرى وعد بلفور مناسبة لاستحضار الذاكرة السياسية والتاريخية لما تعرضت له الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، من جرم باحتلال يهود للأراضي الفلسطينية وفقاً لوعد بلفور المشؤوم. جاء ذلك في الفعالية الخطابية التي نظمها مجلس الشورى، بالذكرى الـ105 لوعد بلفور تحت شعار "كي لا ننسى وعد بلفور المشؤوم".
إن وعد بلفور لا يحتاج من الحكام في اليمن ولا في بقية بلاد المسلمين عقد مؤتمرات وخطابات للتذكير بمأساته، بل الواجب على الحكام لو كانوا صادقين، أن يحركوا الجيوش التي تحت إمرتهم، وخلفهم الشعوب المغلوبة على أمرها بسبب هؤلاء الحكام، تلك الشعوب التي تتوق لقتال يهود واقتلاعه من جذوره لو فتح لهم المجال لذلك.
إن تلك الجريمة البريطانية التي أعطت من لا يملك لمن لا يستحق لم تنفصل عن جريمتها في هدم دولة الخلافة، لذلك يجب أن يعرف المسلمون وحكامهم أن الخلافة وفلسطين توأمان، وأن بريطانيا قضت على الأولى حتى تتمكن من الثانية، ولا يُتوقع أن تتحرك الجيوش لاستعادة الثانية، بدون عودة الأولى، ولهذا يعتبر الغرب أن بقاء فلسطين تحت الاحتلال، هو نقطة مفصلية في خطتهم لمنع الخلافة، ومحاربتها حال قيامها. ولذلك فإن الواجب على الأمة الإسلامية وهي تستذكر جريمة وعد بلفور، أن تستذكر أيضا الجريمة المصاحبة لذلك الوعد وهي القضاء على دولة الخلافة، كما أن قضية فلسطين ليست قضية أهل فلسطين أو العرب وحدهم، بل هي في واقعها قضية إسلامية. إنها ببساطة قضية أرض إسلامية وقضية مقدسات إسلامية اغتصبها يهود بمؤازرة من دول الكفر الكبرى، بريطانيا وأمريكا، وبتعاون من عملائهم حكام المسلمين. وإن القضاء على كيان يهود، وإعادة كل شبر من أرض الإسلام، هو في مكنة الأمة، ومفتاح ذلك هو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة الكفيلة بإزاحة أمريكا وبريطانيا من المسرح الدولي، والقضاء على تحكم أمريكا بالموقف الدولي، وإنقاذ العالم من شرورها، والقضاء على كيان يهود، وإعادة فلسطين كاملة إلى حياض المسلمين، وكل ذلك بمقدور الأمة، وسبحان الله القائل: ﴿وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
إن الرد المبدئي على جرائم بريطانيا - ومعها فرنسا وأمريكا - بحق فلسطين والأمة، هو إسقاط هؤلاء الحكام بالالتفاف حول قيادة مخلصة وواعية ومبايعة حاكم يحكمهم بما أنزل الله، وليس فقط بالفعاليات الخطابية والشعارات الجوفاء التي ليس لها جانب عملي على الواقع! فكيان يهود هو بمثابة الظل لهؤلاء الحكام المجرمين في بلاد المسلمين، فإذا زال الشيء زال ظله، فبإسقاطهم تتمكن الأمة من استعادة إرادتها العسكرية فتخلع الهيمنة الاستعمارية، وتخلع معها كيان يهود الذي زرعته خنجراً في صدر الأمة، فتعود فلسطين كل فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية اليمن