معارك فرنسا الأفريقية.. ومصير الحرب على التطرف والإرهابالحملات العسكرية الفرنسية ضد جماعات متطرفة او ارهابية وانفصالية في افريقيا تفتح ابوابا مشرعة على تطورات متلاحقة، قد تهدد الامن والاستقرار في فرنسا واوروبا، فيما المساعدة الاميركية لا تزال محدودة للغاية.
«سنضرب فرنسا في الصميم»، قالها احد قادة الاسلاميين في شمال مالي، وهو ينتمي الى «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا».
الضربات ستكون «في كل مكان، في باماكو، وفي افريقيا واوروبا»، حسب قوله، ردا على قرار الرئيس فرنسوا هولاند خوض «حرب ضد الارهاب»، ليس في مالي فحسب، وانما ايضا في الصومال (حيث قام الفرنسيون بعملية فاشلة لتحرير رهائن)، وفي جمهورية افريقيا الوسطى (حيث تم التوصل الى توافق سياسي يقضي احد بنوده بمغادرة القوات الفرنسية وببقاء محدود للافارقة).
هذا القيادي في حركة التوحيد يضرب ايضا على وتر «مصير الرهائن الفرنسيين الثمانية المحتجزين في منطقة الساحل»، فيما موضوع الرهينتين في الصومال يتفاعل.
وذهب بعض المحللين في الصحافة الاوروبية الى حد القول بان استقرار فرنسا وأمنها عادا ليصبحا مرتهنين بمصير هذا او ذاك من بلدان القارة السمراء.
ويرى بعض المراقبين ان اميركا بالذات تعبت من تداعيات الحروب الاسيوية، فكيف ستنجح فرنسا في توغلاتها الافريقية؟!
ولكن، هل هذا يعني التلكؤ في مطاردة الجماعات التي تعيث قتلا واختطافا وقرصنة، وتسيطر على اجزاء من دول افريقية، وتهدد دولا اخرى، فضلا عن تهديد الملاحة البحرية وربما الجوية؟
ان ما يسمى «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» استطاع التغلغل في المنطقة، مستغلا هشاشة الوضع الامني والفقر والتهميش الذي تعيشه بعض المناطق الريفية والصحراوية.. وليس سرا ان هذه التنظيمات تستغل ايضا الارباكات الحدودية والامنية التي اعقبت سقوط نظام القذافي في ليبيا، والتطورات في انحاء من تونس والنيجر.
وكان لافتا ما اوردته «نيويورك تايمز» امس، من ان ضرب فرنسا لمعاقل المتشددين شمال مالي قد أنهى التردد الدولي حيال التدخل العسكري هناك، لا سيما عقب فشل جهود الولايات المتحدة وحلفائها في كبح جماح هؤلاء المتطرفين.
ولاحظت الصحيفة أن فرنسا قررت دخول الحرب بمفردها، حتى عقب التحذيرات الأميركية من احتمال احتشاد الجهاديين في العالم وشنهم هجمات إرهابية في أوروبا، كما اوصى مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية بقتل قيادات جماعتي أنصار الدين والقاعدة ببلاد المغرب.. لكن إدارة أوباما قررت تركيز قدراتها ومواردها في الصراعات الاسيوية، واتبعت استراتيجية تسمح للأفارقة باحتواء التهديدات بأنفسهم.
فهل يكون الافارقة عند مستوى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم، ام ان الازمات المتشعبة، التي يعانونها تحتاج الى حلول لا تقتصر على التصدي للجماعات المتطرفة، بل تشمل اعادة بناء المؤسسات القيادية والامنية والانمائية والاستغلال الصحيح للموارد، ومكافحة الفساد والتهميش اللذين يشكلان الوعاء الامثل للجماعات المخربة والمتآمرة على انواعها؟
د. نبيل حاوي
=========================
التعليق
صحيفة القبس الكويتية وبنشرها الخبر بهذا العنوان ، تؤيد حرب فرنسا على مالي البلد المسلم وتصف من يتصدون لفرنسا الكافرة أنهم إرهابيين متطرفين .
سعى الغرب ومن خلال استغلال الاعلام العربي التابع والمأجور له الى وصم الاسلام والمسلمين بالارهاب والارهابيين
والإعلام العربي مستمر في تشويه صورة المسلمين الذين يتصدون لمكائد ومخططات الغرب الكافر من خلال نعتهم ووصفهم بالارهاب والتطرف،
وذلك من أجل تشكيك المتلقي المسلم بنوايا واهداف هؤلاء المجاهدين المخلصين لدينهم وبلادهم .