قصة معتقلة من عمق الثورة . . قصة ختام بنيان
22 يوماً مضى على خروجي من المعتقل … أو ما أسميته بالـجحيم الملتهب
22 يوماً … وأنا في حالة أقرب إلى حالة الهستيريا المطلقة مما حدث !!
أسئلة الناس من حولي لم تتوقف …
” اي بتمرء …. ” ” عادي هو اول كم يوم بتنسي”
لم تمر .. ولم أنسى ما حدث ويحدث ألى الآن وألى هذه اللحظة
لم أنسى ” أم تيم ” أبنة الـ25 ربيعاً
عندما أستدعاها النقيب الى مكتبة الساعه الثانية ليلاً
لتعود لنا في حالة صدمة بعد أغتصابها بوحشية للمرة الثانية على التوالي
لم انسى وجهها .. دموعها .. تضرعها إلى الله
لم أنسى وجه ” منى الوادي ” عندما أخبروها
بأنه سيتم أعدامها في اليوم الثاني عند العاشرة صباحاً
لم أنسى صوت ” ولاء الكيال ” أبنة الـ20 عاماً عندما قالت لي :
” شوفيلي ضهري .. ضربني على ضهري “
لم أنسى آثار الضرب والكدمات على ظهرك يا ولاء
لم أنسى أنتفاض جسدك يا ” آلهام من الموحسن ” عندما جاءتك نوبة الصرع للمرة الأولى
لم انسى عندما أنهال السجان عليك بالشتم :
” متمثلي … قومي وليييه ” ونحن نتوسله أن يأتي لنا بدواءك
لم أنسى أم الآووش ” ثناء سلمان ” ذات الـ45 عاماً
عندما أنقطع عنها التنفس نتيجة ” الجلطة ” …
لم أنسى صراخنا وطرقنا على الباب من أجل أحضار الطبيب لكِ ولاحياة لمن تنادي
دموعك المنهمرة من أجل أطفالك … لم أنساها يا أمي يا أم الآووش
أم تيم .. منى الوادي .. ثناء سلمان .. آلهام ( من الموحسن ) سارة حسين .. سميرة الشاغوري .. عبير خزندار
هؤلاء مازالو يقبعون الى يومنا هذا ضمن الجحيم الملتهب
وجوههم التعبة تحاصرني … آلامهم لم تفارق مسامعي …
أنهم في كل مكان … ينادون .. يصرخون ..
ليس لديهن من يوصل صوتهن إلا من كان معهن وخرج بقدرة الله وفضله
لن ننساهن ..
أنهن آموات آحياء خلف القضبان
كن معهن يا الله …
=============================
التعليق
أثناء قرائتي قصة المعتقلة حنان وما لاقته في معتقلات المجرم بشار على يد شبيحته المجرمين من اعتقال وتعذيب واغتصاب لنساء المسلمين في سوريا
تحركت المشاعر وتعاطفت معها جداً . لكن عندما ندرك أن الاعلام يظهر من القضايا ما يخدم أجنداته وأهدافه التابعة للغرب ولمخططاته نتسائل لماذا الان برزت وانتشرت مثل هذه القصص لمعاناة نساء سوريا و في هذا الوقت بالذات.؟!!
الإعلام يريد الترويج لمبادرة العميل معاذ الخطيب من خلال تحريك مشاعر المتلقي ليقبل بما عرضه على المجرم بشار وهو التحاور معه مقابل إطلاق سراح المعتقلات السوريات .
الاعلام يتجار بدماء المسلمين السوريين وبأعراضهم من أجل تحقيق مصالح شخصية وأهداف تخدم الغرب الكافر.