مقومات الدولة بين المدينة المنورة وارض الشام
تكلمنا في مقالة سابقة عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في اقامة الدولة ووقفنا على تجربة الدولة الاسلامية في العراق. ان مقومات الدولة ليست حمكا شرعيا وليست امرا ثابتا فهي تتغير بتغير الزمان. وهذه الفكرة لم تتبلورة في ذهن بعض الجماعات فذهبت تقيم دولة الاسلام في محافظة او قرية او حي مدعيةً ان هذا الحي اكبر من المدينة المنورة زمان اقامة النبي صلى الله عليه وسلم للدولة وان التمكين قد تحقق لنا في هذه المنطقة فلماذا لا نطبق الشريعة. ان الدارس لسيرة النبي صلوات الله عليه و المدن حول مكة يجد ان مكة كانت تعتبر دولة والمدينة دولة و الشام و مصر واليمن ولكلً منها عاداتها وحدودها وسيادتها ورئيسها وكثرا ما كانت الحروب سببها اعتداء على حدود احدا المدن او انتهاك سيادتها فمن القياس الفاسد قياس المدينة (الدولة) على محافظة مثل الانبار او حلب او الرقة ،ثم نسأل اين اين التمكين وهناك بعض المناطق التي يسيطر عليها القائلين بالدولة ولا يستطيعون اقامة الشرع فيها واين التمكين وهم لا يستطيعون الدفاع عن مايملكون ثم ان التمكين الذي حصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو القدرة على تطبيق النظام الاسلامي على الكل والقدرة على حماية الدولة وخوض الحروب ضد من يمس سيادتها وهذا لا ينطبق على اهل الدولة في زماننا لانهم مازالوا يقاتلون من اجل التمكين . ايها الاحبة اقامة الدولة ليست لعبة كل يوم نلعبها امام بيت احد الاصدقاء فالدولة التي اقامها النبي هي دولة بمعنى الكلمة مثال: الان حررت محافظة الرقة ولكن الراي العام لم يعتبر النظام سقط لمجرد سقوط الرقة ولكن لو سقطت دمشق والتي تشكل الثقل و مركز الرئاسة فالرأي العام ممكن يعتبر ان الدولة سقطت لسقوط العاصمة فالمدينة المنورة كانت دولة فلما دخلها النبي سقط النظام الموجود فيها وقام نظام جديد وسقط الرئيس الموجود وقام رئيس جديد . فالذي يقيس المدينة المنورة على المناطق التي اعلنها دولة اسلامية يقيس بالمقياس الخاطئ. ايها المجاهدون: لقد خبرناكم اسوداً في القتال ولكل شخص اختصاصه فهناك اناس نذروا انفسهم للعمل السياسي لبناء الدولة فهم اخبر منكم بطريقتها فما عليكم الا البحث الجاد في هذه المسألة والوصول الى الحق ثم العمل به.
|