فاز الباجي قائد السبسي برئاسة البلاد في تونس الثورة بحسب ما صرحت به اللجنة العليا "المستقلة" للانتخابات ،و هذا لم يكن مستغربا حيث ان الكثير من مناطق البلاد قابلته بالكلمة الابتكار التونسي *ديقاج* و اغلب الحشود التي كانت تحضر اجتماعاته كانت مفتعلة و مصطنعة و كان للمال السياسي الكلمة الفصل في مناطق اجحفها الفقر و الحاجة ، بينما استطاع منافسه ان يحشد الانصار بشكل غفير لا لانه يحمل مشروع يعبر عن مطامح الناس و انما و بالاساس لانه يمثل الضد لمنظومة القمع و الاستبداد التي حكمت البلاد لاكثر من 60سنة و رغم ان الفائز قد ثبتت في حقها العديد من جرائم الحكم و التي منها جرائم التزوير و التي اكد وجودها باعترافه المباشر في اكثر من مناسبة ، و رغم ثبوت الجريمة ذاتها في حقه و حق الهياة المنظمة و ذلك من خلال المشاركة المكثفة للاموات في العملية الانتخابية اضافة لمشاركات لشخصيات وهمية ببطاقات تعريف لا وجود لها اصلا فضلا عن المماراسات البالية للتوجيه بالضغط و الاغراء للناخبين ، رغم هذا و غيره يعتبر الباجي نفسه اليوم رئيسا شرعيا منتخبا جماهيريا ، و هذا يؤكد ان الديمقراطية التي يتغنون بها و التي سحرت الكثير من البسطاء بمساحيقها ما هي الا اكذوبة و خدعة للتسلط و اغتصاب ارادة الناس ،كما انكشف عبر المواقف الداعية للاعتراف بصدقية الانتخابات و شرعية نتائجها ان الوسط السياسي جميعه باستثناء المخلصين و على راسهم حزب التحرير قد تامروا على الشعب بما فيهم منافس الباجي الذي اراد ان يبرز في ثوب الثوري و المناضل بقوله ان لدينا ادلة ضافية لوجود خروقات و تزوير للانتخابات و انه سيطلع عليها الراي العام و الهياة و لكنه لن يطعن قضائيا في نتيجة الانتخابات بتعلة مصلحة البلاد . لمن اراد ان يعتبر من المسلمين فان مسرحية تونس الانتخابية تكفيه ليعلن الكفر الصراح بديمقراطيتهم و يرجم ثورهم البائس ،فالكافر المستعمر يريد اذلال الامة و شل عزيمتها في الان نفسه يمارس الخديعة المفضوحة ،فاما آن للامة ان تستفيق من سكرتها و تعلنها مدوية للعالم كما اعلنها اهلنا في الشام هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه ، و الامة تريد خلافة من جديد ، لتشرق نوار الفجر القادم من وراء الغيوم التي طالما خيمت على سماء الامة.
|