منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> الحياد الإعلامي - بقلم "الناقد الاعلامي", مقال يظهر خرافة الحياد والحيادية
الناقد الإعلامي
المشاركة Jan 18 2015, 09:31 AM
مشاركة #1


ناقد إعلامي
*****

المجموعة: Banned
المشاركات: 1,457
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 22



الحياد الإعلامي
عرف الحياد في المعجم الوسيط على أنه عدم الميل إلى أي طرف من أطراف الخصومة، والحياد الإيجابي (في السياسة الدولية) ألا تتحيّز دولة لإحدى الدول المتخاصمة مع مشاركتها لسائر الدول فيما يحفظ السلم العام. والمتداول بين الناس أن الحياد هو الوقوف على مسافة واحدة بين المتخاصمين والمختلفين.
أما الإعلام لغةً: مصدر من أعلم يعلم، أي أخبر يخبر. واصطلاحاً: هو عملية نقل الخبر أو وجهة النظر أو كليهما من طرف إلى طرف آخر. وهذا التعريف يشمل كل صور الإعلام المتداولة في وسائل الإعلام المختلفة.
وفي هذا السياق لا بد من التعرف على مصطلحين هامين في مجال الاعلام، هما: التغطية الإعلامية، وصناعة الخبر. حيث أن تغطية الشيء هي ستره بحيث لا يظهر منه شيئاً وإلا لا يكون قد قام بالتغطية، وفي الإعلام تعني التغطية نقل كل متعلقات الحدث وما له صلة بالحدث، حيث لا تبقى جزئية مهما صغرت خارج قوسي الخبر عند نقله.
أما صناعة الخبر، فإنه من أهم المواضيع التي تبحث وتدرس في علم الاعلام، ولعلي لست أبالغ إن قلت بأن الاعلام اليوم هو صناعة الأخبار. فصناعة الخبر تتلخص في الإجابة على الأسئلة ماذا؟، لماذا؟، اين؟، متى؟، لمن؟، كيف؟ إن لكل وسيلة إعلامية غرفة عمليات خفية عن الجماهير التي تتلقى المواد الإعلامية الموجهة، هذه الغرفة أشبه بغرف العمليات التي تدير الحروب اسمها "غرفة الأخبار". هذه الغرفة هي التي تجيب على الأسئلة السابقة بحسب توجيهات الجهة المالكة أو الراعية أو حتى كبار المعلنين من رجال الأعمال. وهذا ما يفسر التباين الهائل في طريقة تناول الوسائل الإعلامية المختلفة لنفس الخبر.
ولا بد هنا من الإشارة بشكل مختصر لما تدعيه وسائل الإعلام او بعض العاملين في هذا المجال من أخلاقيات المهنة، وهي مُثُل يدعيها كل من يعمل في مجال الاعلام، تشمل هذه المثل الصدق والنزاهة والموضوعية والحياد واحترام الكرامة الإنسانية والعدالة والمسؤولية.
وبعد هذا السرد المختصر لأهم المصطلحات الإعلامية، لنستعرض الأمثلة التالية:
1. في احدى ليالي الحرب على غزة، كان العنوان الرئيسي لصفحة قناة BBC الإنجليزية على الانترنت هو "علاج امرأة وابنتها من حالة هلع أصابتهما جراء قصف حماس لإسرائيل مع صورة لمجموعة من المسعفين والجنود حول امرأة مذعورة". في حين أن تلك الليلة استشهد فيها أكثر من 40 غزاويا وأصيب أكثر من 400 اخرين لم تشر لهم القناة أو موقعها على الانترنت.
2. قناة العربية تضع خبرا عاجلا يقول: الجيش الإسرائيلي: استهداف مدرسة الأونروا كان بسبب تخزين حماس لأسلحتها فيها. في حين تنقل قنوات أخرى احصائيات عن اعداد الشهداء والجرحى في المدرسة نفسها.
3. مع بداية الهجمة على غزة، شمر الإعلام المصري عن لسانه المسموم وأطلق العنان لمرتزقته من الاعلاميين الذين يتقاضون رواتب بالملايين ليحرضوا على غزة بأشد العبارات والاتهامات وتبرير تصرفات يهود خصوصا بعض رفض حماس للمبادرة المصرية، حتى شكك بعض الإعلاميين في أن يكون أهل غزة من العرب أصلا. ثم ما أن لانت حماس قليلا وأبدت استعدادها للقبول بالمبادرة بعد وضع بعض الشروط حتى رأينا بعض المذيعات تنهمر دموعهن عند وصف كم الاجرام الإسرائيلي في غزة.
4. اختلاف التغطية للثورة المصرية بين العربية والجزيرة، مثل ما نقلت قناة الجزيرة صور قتلى التظاهرات من غرف طوارئ المستشفيات، مظهرة الدماء التي غطّت صورة المشهد، بطريقة تُهيّج المشاعر ضد رجال الأمن والنظام المصري، وفي نفس الوقت واللحظة نقلت قناة العربية مشاهد المركبات المحترقة والمحلات المحطمة والمنهوبة في مشهد آخر يهيج المشاعر ضد الفوضويين الذين يقومون بالتظاهرات.
وبينما نقلت الجزيرة على الهواء مشاهد ميدان مكتظ بالناس في وقت حظر التجوال ليلاً، لتقول إن الناس لم يلتزموا بهذا الحظر، نقلت العربية المشهد في ذات الوقت وعلى الهواء أيضاً من شارع قصر النيل تقف فيه دبابتان وقد خلا من المارة لتقول إن الناس قد التزموا بحظر التجوال.
وحتى الأقوال والتصريحات كذلك استخدمت في سياقات مختلفة، فقد جاء على لسان مسئول في الجيش بعد حظر التجوال في اليوم الثالث للأحداث انه سيتم التعامل "بشدة وقوة" مع كل من يخرق الحظر، واختارت قناة الجزيرة في شريطها الإخباري الدّوار في أسفل الشاشة لفظة «قوة» فقط، لتقول: صرّح فلان انه سيتم التعامل بقوة مع من يخرق الحظر. وقد اختارت العربية اللفظة الأخرى الأخف وطأة، فقالت إن فلانًا صرّح بأنه سيتم التعامل "بشدة" مع من يخرق الحظر، والواقع أن الرجل قال الكلمتين كليهما حيث قال "بشدة وقوة"!
أن كلمة الحياد أو الموضوعية تعني التجرد من أي موقف أو إبداء رأي أو تدخل في كل حدث عند نقله، سواء أكان هذا الحدث متوافقاً مع الفكر الذي تحمله وسيلة الإعلام أم غير متوافق، ونقل كل معلومة تصل إلى وسيلة الإعلام عن الحدث دون بتر أو اجتزاء أو زيادة أو توقع لقادم، صغرت أو كبرت. فإذا ما حاكمنا الأمثلة السابقة لهذا التعريف لرأينا أن الاعلام لا يلتزم بما يدعيه من أخلاقيات. أو في أحسن تقدير –إذا ما افترضنا جدلا انه يلتزم بأخلاقيات-فإن لكل وسيلة إعلامية تفسيرها الخاص لأخلاقيات المهنة. وهذا ما يجعل وضع قوانين لتنظيم وضبط سوق الأعلام من شبه المستحيلات.
لذلك لا بد من العلم بأن الحياد في الإعلام وفي غير الإعلام لا يمكن تحققه أصلا، فالإنسان يعقل الأمور حسب وجهة نظره في الحياة، ولا يتأتى أن يكون حيادياً لا رأي له ولا كيان، فإبداء الرأي في مسألة أو حدث يكون حسب ما يحمل الإنسان من فكر ومفاهيم، ويعكس صورة واضحة عن معتقداته، فالمسلم يستخدم ميزان العقيدة في قياس الأفكار والأحداث، ويبني رأياً متوافقاً مع ما يعتقد، ويضرب عرض الحائط بكل ما يناقض عقيدته، ويُظهر ذلك على الملأ دون خوف أو توجس. وكذلك من يحمل العلمانية، أو معاداة الدين، لا يمكن إلا أن يظهر هذا في تغطيته لأخبار تتعلق بمسلمين أو مفاهيم أو احداث ذات طابع إسلامي.
إن طرح جزء من حقيقة حدث ما، وتغطية زاوية واحدة من زوايا رؤية الحدث، واجتزاء الصور أو التلاعب بها، أو تضخيم حدث أو التعتيم عليه، أو التكرار أو الإثارة، أو لفت الأنظار أو إثارة الخوف، أو الكذب (وافتراض حدوث الحدث) كلها أساليب في التضليل الإعلامي الذي يخدم أجندات الوسيلة الإعلامية، وهي كلها تبرمج سلفا في غرفة الأخبار من خلال تحرير الأخبار. وما رفع بعض الوسائل الإعلامية لشعارات الحيادية وأخلاقيات المهنة وغيرها من المصطلحات الا غطاء تتستر به تلك القنوات لتمرير مخططات واجندات مشبوهة توضع لهم لتحقيق أهداف الأعداء بلسان عربي أُبدع في تجميله وأنفقت عليه الملايين ليكسب ثقة الناس ويُسهل خداعهم.
إن احتدام الصراع الإعلامي واختلاف الأجندات جعل كبار الإعلاميين يضطرون للمجاهرة بأن الحياد الإعلامي ما هو إلا كذبة واهية، وان القائلين بوجوده وضعوا شروطا لا يمكن تحقيقها. ومن الأمثلة على ذلك: كتب فيصل القاسم عام 2006 مقال عنونه بــــ "خرافة الحياد الإعلامي" قال مما قال فيه: في الوقت الذي يعاملنا فيه ذلك الآخر، إعلامياً، بعنصرية وعدائية وتحامل وتحيز وتسلط صارخ! لماذا يُطلب من الإعلام العربي أن يلتزم بأقصى درجات الحيادية والاتزان حتى عندما يكون العرب في خضم صراع مرير مع أعدائهم؟ هل يُعقل ذلك؟ لماذا نحاول أن نكون أكثر كاثوليكية من البابا؟" انتهى. ففي حديثه هذا اعترافات تبين حقيقة تسير الإعلام في العالم العربي من جهات غربية، فهو يعتبر أن "ما سماه الآخر" يطالب الاعلام العربي بمطالب طوباوية خيالية غير ممكنة. هذا وهذه اعتراف واضح، وإن كان غير مباشر، بأنه لا يمكن أن يكون حياديا، وما شاعر الرأي والرأي الاخر –مثلا-إلا مجرد شعار طوباوي، وهو أيضا يدلل على هذا بكثرة السياسات المعلنة لتوجيه كبريات المؤسسات الإعلامية المعلنة من الدول الديمقراطية وكبار الصحافيين والمؤثرين إعلاميا إذا ما أرادت تلك الدول من الأعلام مساعدتها في حروبها أو تمرير مخططاتها، أو أن تمنعه من نشر أو تداول أي من القضايا التي يراد لها عدم الأنتشار.
ولعل للتطور التكنولوجي ما ترتب عليه من تطور لدور العاملين في مجال الأعلام سبب آخر في انفضاح اكذوبة الحياد الاعلامي، فالصحفي أو مقدم الأخبار لم يعد ينقل أخبار فحسب، بل تحول ليكون أقرب إلى المحلل السياسي منه لناقل الخبر بسبب تطور تكنولوجيا البث المباشر، جعل من العاملين في مجال الأعلام لا يستطيعون إلا أن يظهروا انحيازهم وتوجهاتهم بشكل فج ودون الخضوع المحكم لغرف تحرير المادة الإعلامية. كما أن التكنولوجيا اوجدت نمطا جديدا من الأعلام وهو الإعلام الاجتماعي، وهو له ما له وعليه ما عليه في هذا السياق، لا مجال للتطرق له في هذه المقالة.
إن ما يمارسه الإعلام ضد حزب التحرير والكثير من المخلصين من أبناء الأمة مَثلٌ يضرب في عدم وجود حياد في الإعلام، فلو أنه وجد، لنُقلت فعالياته ولتم استضافة من يمثلون الحزب للتعليق وإبداء الرأي في كل حدث، كون الحزب يعلق على كل شيء ويخاطب الأمة ليبصرها بما يكاد لها. وكذلك لتمت تغطية الاعتقالات وتنكيل وحتى إعدامات لكثير من شباب الحزب في القارات الخمس. لكن الحاصل أن أجندات الإعلام الحالي تخالف فكر حزب التحرير. وبما أنهم لا يملكون حجة أمام الفكر الإسلامي الصحيح فإنهم يعملون على التعتيم والتشويه وسياسة كم الأفواه. وإن اضطروا لذكر الحزب أو تغطية فعالية من فعالياته أحيانا، فإنهم يشوهونها أو يحرفونها أو يصفوها بغير ما تحتمل، فلو كانت مسيرة في طرابلس لقالوا مسيرة لعدد من المثقفين، أو في فلسطين يقولون حزب التحرير الفلسطيني، ويكون خبراً على الهامش ولمرة واحدة، أو لجاؤوا بمن يعادي الحزب ليبدي رأيه ويقيم الحزب ونشاطاته. فهم يعمدوا إلى تصدير "إسلاميين" يخدمون أجنداتهم إلى منابر قنواتهم، لإظهارهم يمثلون الإسلام وما غيرهم إلا متطرفين أو أناس يعيشون في ظلام العصور الغابرة.
فإذا كان هذا هو واقع الحال، وأن الحياد مجرد شعار يتاجر به تصدير الوهم والخداع، فهل سيكون الإعلام في الإسلام على الحياد؟
إن دولة الإسلام دولة مبدئية، تتسم بصفات خاصة مميزة لها عن باقي الدول، وإعلامها ليس لمجرد نقل الأخبار، ولن يكون إعلاماً ترفيهياً أو على شاكلة إعلام اليوم، بل سيكون له دور في بناء الدولة وحمل الدعوة، وله كبير الشأن في الجهاد وإرهاب العدو، فالرسالة الإعلامية لدولة الإسلام نابعة من مبدئه، منسجمة مع مصالح الدولة والرعية، فيها ثقافة الإسلام، والقائمون على وسائل الإعلام في دولة الإسلام خبراء متخصصون يدرسون واقع الأمة، وما تحتاجه من برامج إعلامية، سواء برامج سياسية أو اجتماعية، و برامج اقتصادية لتوعية الأمة على الأحكام المتعلقة بهذا الأمر، من بيع وشراء وغيره من متعلقات النظام الاقتصادي في الإسلام، و برامج عن دولة الإسلام وعودتها، و برامج عن تاريخ المسلمين وعزهم، وبرامج عن مساهمة المسلمين الحضارية في التقدم العلمي الحالي في العالم، وغير ذلك من البرامج التي قد تحتاجها الأمة، وكذلك البرامج المتعلقة بالترغيب والترهيب ويكون الترغيب في نيل رضوان الله ورحمته وجزيل ثوابه في الآخرة. والترهيب من مخالفة أمره، وفي الترهيب جانب إرهاب الأعداء، وبث الرعب في نفوسهم.
أي أن الاعلام عندنا ترسم سياساته الأحكام الشرعية، ولا مجال لأعلام في ظل دولة الإسلام لا يقوم على أساس الإسلام واحكامه التفصيلية.
لذلك، فلا يقبل من وسائل الإعلام في دولة الإسلام او وسائل الإعلام الحالية أن تقف على الحياد، ومن باب أولى فأنه يحذر عليها أن تتآمر مع المتآمرين واعداء الأمة لتمرير أجنداتهم أو النيل من المسلمين وثقافتهم وأمنهم واعراضهم وأموالهم.
وأخيرا، إن للمسلمين غاية، وهي رضوان الله تعالى، وتطبيق شرع الله في كل أمر، وعلى المسلم ألا يغيب عن باله أنه جندياً خادماً للإسلام والمسلمين داعياً إلى الله تعالى " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً". فلا يجوز له أن يقف موقف المتفرج على ما يدور حوله، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك " وقال تعالى " الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل"ُ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم الناقد الاعلامي
Go to the top of the page
 
+Quote Post
ام عاصم
المشاركة Jan 18 2015, 12:27 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,094
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 27



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
شكراً لك اخي الكريم
مقال يصف بوضوح واقع الاعلام اليوم
وأنه إعلام غير محايد بل يسعى لتحقيق اهداف واجندات الغرب
وبقاء المتلقي غائباً تماما عما يحاك ضد البلاد والعباد .
عندي سؤال لو تكرمت
ما معنى طوباوي ؟
إقتباس
يطالب الاعلام العربي بمطالب طوباوية خيالية غير ممكنة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
الناقد الإعلامي
المشاركة Jan 18 2015, 12:41 PM
مشاركة #3


ناقد إعلامي
*****

المجموعة: Banned
المشاركات: 1,457
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 22




بارك الله فيك اختاه

يقال رجل طوباوي : أي هو من يحلق بعيداً وينشيء مثلاً ويسعى الى تحقيقها وهي بعيدة عن الواقع
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 11th August 2025 - 11:11 PM