يقول د. نزار نبيل أبو منشار تحت مقال له الإعلامي ليس عدوك
أثارني في أحد الأيام مشهد عملي من صحافي أعرفه، فهو يحمل كاميرا ثمينة جداًّ، وله ماضٍ معروف، ويعمل لحساب وكالة دولية مشهورة، شاهدته يوماً يجري بسرعة غير معقولة، يصطدم بهذا، ويقفز فوق القاعد ويقتحم الصفوف بسرعة، ثم يلقي بنفسه على الأرض عند نعال الناس وأقدامهم ليقوم بتصوير لقطة واحدة لحرق العلم الأمريكي يومها ثم يقوم ليغادر.
وبعد أن همّ بالرحيل مع الطاقم، استوقفته لأسأله عن السبب فقال: إن كل الأحداث يؤخذ منها للتقرير الرسمي جزء من الثانية، أما هذا المشهد فهو مطلوب للقناة، ونقوم عادة ببثه كله مع ذكر اسم المراسل الذي التقط صوره، وهذا تقدير ورفعة مهنية له يسعى إليها ويطمح كل صحفي أن ينالها لما لها من أثر على ديمومة عمل الصحافي وثباته مراسلاً لهذه الوكالة أو تلك، إن لم يكن تطوره فيها إلى مراتب إعلامية متقدمة.
وبفضول واضح سألته، هل الشهرة وحدها هي السبب، فكان رده صريحاً ومباشراً حين قال: إن هذه اللقطة التي لم تستمر سوى ثانيتين أو ثلاثة أنال عليها من المحطة التي أراسلها قرابة (5000) دولار، لاسيما إذا اعتمدت وتم بثها دولياًّ وتوزيعها على وكالات الأنباء، وهذا مبلغ ضخم يعادل راتب سنة لموظف متوسط الحال.
|