منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> كما يستحيل تحوّل الربا فائدة فان التجسّس لا يتحوّل ارشادا, مكر الساسة ممن يعبدون الديمقراطية
طارق رافع
المشاركة Mar 18 2015, 11:51 AM
مشاركة #1


ناقد نشط
***

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 94
التسجيل: 2-July 14
رقم العضوية: 2,203




بسم الله الرحمان الرحيم

وجّهت الى حكومة الحبيب الصيد انتقادات و اتهامات لو روعيت لما امكن لها اجتياز امتحان العبور من قبة البرلمان ،حيث اتهم بعض من في التركيبة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني و الولاء لزمرة النظام البائد فضلا عن التورط في قضايا فساد لا يزال البحث جار في شانها ، و رغم ان هذه الجرائم تكاد تكون ثابتة بالقطع الا ان هذه الحكومة استطاعت الحصول على المصادقة من مجلس النواب و تمّت تزكيتها تحت جنح المقايضات و الترضيات الحزبية ، في مشهد فاضح اكذ ان المنصب لم يعد مغرما يفرّ منه المخلصون و يتنزه عنه اولي العفة بل صار مغنما يلهث وراءه الطامعون و يتزلف اليه اولي الخسة.
وزير الداخلية ناجم الغرسلي حاز النصيب الاوفر من الانتقادات باعتباره من بقايا المخلوع و قد لعب ادوار مشبوهة ضد زملائه القضاة الذين لم يتوانوا عن النيل منه معتبرين وجوده في تركيبة الحكومة خيانة للثورة و تكريم لرجالات العهد الغابر، و قد بلغت الحملة اوجها بتقديم جمعية القضاة التونسيين عريضة لمجلس النواب طالبوا فيها بجلسة لتقديم الادلة و المؤيدات التي تثبت ادانة خصمهم و اعتراضهم على شخصه .
استلمت الحكومة مهامها و البلاد تعيش حالة من التململ و الامتعاض و قد برهنت منذ اول الامتحانات عن عجزها و فشلها خاصة و ان مناطق عدة تحركت في أن واحد ( المطوية ، الذهيبة ، بن قردان ، توزر ، قفصة ، جندوبة ... ) جمعها الاهمال و التهميش ، و الفاقة و ضنك العيش ،و قد جاءت الفيضانات الاخيرة في جندوبة لتؤكدّ هذا العجز فتتملص السلطة من كل مسؤولية و تترك الاهالي في مواجهة الكارثة ،و لم يعد الامر خاف عن اهالي الخضراء و ما الحدّة التي قابلوا بها اعضاء الحكومة اين ما حلّوا الا دليلا على استيآسهم من هؤلاء الساسة و اليقين بعجزهم لغياب الجدية و افتقاد الاهلية ، فالاهل قد سئموا الزيارات الباهتة و ملّوا الوعود الزائفة .
و لكن ما عسى ان تقدم هذه الحكومة للناس امام المطالب الملحة و الحاجات الحيوية و هل بامكانها ان تخرج عن نهج اسلافها الذين دأبوا على الالاحل ، تارة وعود وهمية تسويفية و تارة قمع و قبضة امنية ، و لكن ما اثقل الكاهل و زاد البلية تصريحات وزير الداخلية حيث انه بعد ان تلحّف بفزاعة الارهاب وجد الحلول السحرية باعادة تفعيل منظومة المخبرين التي استعملها التعيس الهارب للجوسسة و ترصّد حركات الناس و سكناتهم ، فبدل ان ينشغل بحل مشاكل الناس و تامين معاشهم و حياتهم ارتاى ان يسلّط بعضهم عيونا على البعض الاخر و هذا من اكبر المنكرات التي تفسد العلاقات و تغرس الظنون و الشكوك و الريبة بين الناس بل بين اهل البيت الواحد ، و قد حرّم الله التجسس و قال " ولا تجسّسوا و لا يغتب بعضكم بعض"و قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : " إيّاكم والظّنّ , فإنّ الظّنّ أكذب الحديث , ولا تجسسوا , ولا تحسسوا . ولا تباغضوا , وكونوا عباد الله إخوانا " و قال ايضا " لا يدخل الجنة قتات " و القتات هو النمّام الذي ينقل الحديث و اخبثهم الذي ينقل اخبار الناس و حديثهم الى الحكام .
و المعلوم ان التجسس حرام و ان فاعله آثم و متوعّد بسخط الله و عذابه سواء اكان شرطيا منتدبا ام كان متطوعا لسوء الطوية و خبث النية و قد بيّن المصطفى صلى الله عليه ما يترتب عن هذا الفعل المشين من عواقب و حذّر شديد التحذير منه فقد قال اضافة لما ذكرنا آنفا : "انك اذا ابتغيت عورات الناس افسدتهم او كدت تفسدهم " و يقول : "ان الامير اذا ابتغى الريبة في الناس افسدهم " فبث العيون لتتبع عورات الناس و تحصي عليهم انفاسهم و تعد سكناتهم مفسدة و لا ريب ، فهي فضلا عن كونها توجد العداوات و الاحقاد فانها تفسد طباع الرجال فيستمرؤون المهانة و الدناءة و يستنكفون عن المروءة و الشهامة ، و في حديث لرسول الله ان من فقأ عين من يتجسس من الثقب فلا اثم عليه و لا تبعة و ان من يتجسس بالقاء السمع يصب في اذنيه يوم القيامة الانك وهو الرصاص الذائب المصهور فهل بعد هذا القول الفصل من قول .
ان الشعب التونسي باعتباره جزء من الامة الاسلامية الابية ارفع و اسمى من ان يلبّي دعوة وزير الداخلية التي حاول تنميقها بكلمة الارشاد و المخبرين فان الله قد سماها تجسس و القبيح الخبيث لا يمكن ان يحسّن او يصبح طيبا ، و كان الاولى و الاجدر بهذه السلطة ان تعالج ازمة الفاقة لتضمن للشعب كرامته لا ان تستغل الفقر و العوز الذي صنعته و كرّسته لتدفع بالناس الى ان يتجسس بعضهم على بعض بدراهم زهيدة مقابل الدوس على عزتهم و انفتهم و البوء بسخط الله في الدنيا و عذابه الاليم في الاخرة .


Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 19th June 2025 - 08:29 PM