"وحوش فكرية" زرع بذرتها الإعلام الفاسد :
يخلق الإنسان لنفسه وهو صغير وحوشا تسكن عقله وتفكيره.. هي أفكار سوداء تقبع في ذكرياته ويكبر وتكبر معه هذه المخاوف وربما دفعته وبدون أن ينتبه ليسلك سلوكا خاطئا بناء على هذه الأفكار المغلوطة. ويحصل ذلك لأنه يستمد المعلومات السابقة من محيطه التي تركز عنده هذه المخاوف بشكل خاطيء... والناس يختلفون منهم الحساس ومنهم القوي ومنهم سريع الغضب ومنهم الجبان ومنهم سريع التأثر ومنهم قاسي القلب .. ولا بأس في ذلك فلقد خلق الله تعالى البشر في تفاوت كلا بحسب نشأته وظروف عيشه متأثر..
من هذه "الوحوش الفكرية" أن الرزق والآجل بيد البشر .. أن من خاف سلم... أن المتدين لا يتحدث في السياسة ... أن المرأة ناقصة عقل ودين وأكثر اهل النار ... إن إتخاذ القرار وحسم المواقف الجريئة في الحق تهور ...
وللإعلام دور كبير في زرع بذرات هذه الأفكار السوداوية، هذه "الوحوش" الضارية، التي تتقاذف عقل الإنسان يمين ويسار وتأخذ به في طريق غير واضح طريق بين الحق وبين الباطل، وتجعل من شخصيته شخصية مهزوزة سمتها الخوف والسلبية.
من يريد مواجهة هذه المخاوف عليه بان لا يضخم ما هو قزم وأن لا يقزم ما هو عملاق ولا سبيل لمعرفة ذلك إلا بجعل العقيدة الإسلامية المرجع الأساسي له والمقياس الراسخ لتحديد أيها الأفكار حقيقية وأيها سوداوية حتى يرسم شخصية إسلامية سوية متوازنة لنفسه.. مستفيدا من الكم الهائل الذي يتعرض له من معلومات وأفكار ومشاعر.
|