هل تهتم وسائل الإعلام لأمر المسلمين ؟ خيارات

[أم سلمة]

هل تهتم وسائل الإعلام لأمر المسلمين؟

من القضايا الإعلامية المغيبة تماماً عن وسائل الإعلام العربية هي قضية تسول المرأة في الشوارع لتحصيل لقمة العيش! ولا يخلو بلد إسلامي من هذا المشهد الذي يندى له الجبين ..

فتغضب عندما ترى المتسولات تجبن الشوارع، وهن كثيرات العدد، لا يعلمن حقوقهن في الإسلام، وكيف كرمهن، وتجد في أعينهن نظرة ذل وانكسار.. بينما لم يعرف رموز النظام جوعا ولا تشردا .. لكنهم بارعون برمي الناس في الشوارع!

وما يغضب أكثر، أن تجد من يريد حل المشكلة بجمع التبرعات .. متحججين بأن الحكومة رفعت يدها ونحتاج إلى حل فوري.. فيصبح شغل الناس الشاغل جمع المال نيابة عن النساء.. ثم نيابة عن أطفالهن .. ثم نيابة عن أزواجهن .. وبالنهاية المشكلة لا زالت قائمة .. ولم تحل التبرعات غير 1% من المشاكل .. طبعا هذا إن وجدت من يتبرع لهن وغالبا لا تغطي هذه التبرعات حتى ثمن الطعام لخمس أو ست أسر ويظل المئات بلا مأوى..

ذلك لأن المنظمات الخيرية والتبرعات والاستجداءات لن تكن يوما حلا لمشاكل الناس ولم ولن تكون بديلا عن المؤسسات الحكومية، وأجهزة الدولة المعتبرة وحدها القادرة على حل مشاكل الشعب ورعاية شؤون حياة الناس..

أضف إلى ذلك فإن وجود هذه المنظمات يطيل عمر المشاكل ويعقدها .. لأنها تقوم بدور الحكومة التي تعتمد عليها فتترك مسؤوليتها الشرعية تجاه الناس، وتستمر في نهب ثروات البلاد ..

وأخيرا لن تجد أي دولة الحلول الناجعة لمشاكل شعوبها إلا في كتاب الله عز وجل وشريعته السمحاء وأحكامه الشرعية التي تصبح القوانين التي تسير عليها الدولة ويسير عليها المجتمع والأفراد ... وهكذا فقط .. يعطى كل ذي حق حقه. هذه الشريعة التي جاءت لتنظم ولتعالج شؤون البشر جميعا بمختلف معتقداتهم وجنسياتهم.

إذا ليس المطلوب العمل لجمع التبرعات والاستجداء بل المطلوب استرجاع الحقوق المسلوبة والثروات المنهوبة ومحاسبة كل من فرط في رعاية شؤون الناس لأنه لم يحكم بما أنزل الله .. فكان ظالما للمسلم وغير المسلم سواء. هذا الحاكم الظالم ليس من الله في شيء ... وكان لزاما أن نبدل الفاسدين بالمخلصين الأتقياء الأنقياء ليكونوا خلفاء الله في أرضه فعلا ..

وما قضية تسول المرأة وإبراز الحل الخاطئ متمثلاً في جمع التبرعات والتعتيم على الحل الجذري والصحيح إلا مثالاً واحداً من قضايا إعلامية أخرى كثيرة ..

الخلافة نظام الحكم الشرعي في الإسلام ولا يوجد نظام غيره..

وإن كانت وسائل الإعلام فعلاً تهتم لأمر المسلمين لرفعت أصوات المطالبين بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من جديد.