الخبر:
تحدثت وسائل الإعلام منذ السبت 12 أيلول/سبتمبر 2015م، عن قبول استقالة الحكومة المصرية على أثر قضايا فساد، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة وزير البترول في حكومة محلب.
التعليق:
قبل أيام من استقالة محلب وحكومته بدأت تحقيقات واسعة في قضايا فساد يقال أنها قد تشمل وزراء في حكومة محلب على رأسهم وزير الزراعة الموقوف رهن التحقيقات، وبحث التحقيقات وملابساتها ومواضيعها وقضاياها ليس مجال بحثنا وإن كان خاصا بأموال الأمة المنهوبة، إلا أن مجال بحثنا الأهم هو في الأمر الذي هيأ لهم أجواء فاسدة لا يستطيع صالح أن يعيش فيها، إن الذي هيأ الأجواء الفاسدة هو الرأسمالية النفعية التي يحكم بها عسكر مصر عملاء أمريكا منذ عهد عبد الناصر والتي أذاقت أهل مصر الويلات، فالرأسمالية وبنسختها التي يتفضل بها الغرب علينا تجعل الحكم في بلادنا حكرا على عملائه ومن ينصبهم هو فقط لا من ترتضيهم الأمة، وتطلق يده في بلادنا بطشا وقهرا ونهبا وسلبا وسرقة لأموالنا وخيراتنا فضلا عن تمكينه للغرب من نهب ثرواتنا المدفونة والتحكم فيها وفي غذائنا وأقواتنا، وأعطتهم السلطة والمال الغطرسة التي صنعت منهم فراعنة جدداً، يسنون من القوانين ما يشرعنون به نهبهم للثروات وقهر الأمة ومنعها من المطالبة ولو بنزر يسير من حقوقها، فمن سيضع يده في يد هؤلاء؟! أليس رجلا على شاكلتهم؟! فكما يقولون الطيور على أشكالها تقع، بخلاف أن النظام الرأسمالي نفسه هو نظام بشري ناقص قائم على النفعية المطلقة وغير قادر على علاج مشكلات الناس بل هو سبب شقائهم والغرب نفسه أصبح يضج من الرأسمالية ويبحث عما فوقها وعما يقيه شرها ونارها وإن لم يعترف بذلك، إلا أن الرأسمالية الآن وفي العالم كله قد أوشكت على الغرق ولا سبيل إلى نجاتها، فأصل الداء هنا لا يكمن أبدا في فساد الأشخاص حتى نغيرهم وإنما في فساد النظام الذي أوجدهم وسمح لهم بالوصول إلى هذه المناصب، ولهذا إذا أردنا العلاج أولا فعلينا قلع هذه الرأسمالية قلعا كاملا من الجذور وتطبيق الإسلام تطبيقا انقلابيا شاملا من خلال خلافة على منهاج النبوة، تضع لنا معايير صحيحة أتت من وحي الله عز وجل لبيان كيفية اختيار من سيقومون على شئون البلاد والعباد ومن يتصرفون في حقوق الرعية ويقومون برعايتها فهي ليست معايير بشرية قابلة للخطأ والصواب وإنما مقاييس شرعية كلها صواب.
وإن أهل الكنانة الشرفاء لن تنطلي عليهم حيل هؤلاء وغيرهم وسيكون منتهى مطافهم وثمرة ثورتهم التي لم ولن تنتهي قريبا، وسنراهم يطالبون بالخلافة على منهاج النبوة تقضي على الفساد وأسبابه وجذوره وتعيد الأموال المنهوبة والمغتصبة من الأمة، وسنرى راية العقاب ترفرف في ميادين مصر يلوح بها شبابها وشيبها وهم يحتضنون حملة دعوتها المخلصين الذين هم من جنسها ويحملون همها إلى أن يستجيب لهم أهل القوة، فيتسلم حملة الدعوة مقاليد الأمر ويهيئون الأجواء التي أخبر الله عنها قائلا: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
04 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/18م