منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> اليابان الرأسمالية تصارع معضلتها السكانية: درس للبلاد الإسلامية
أم المعتصم
المشاركة Sep 20 2015, 06:57 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238




الخبر:


في 15 أيلول/سبتمبر، نشرت مجلة "ذا ديبلومات" عن تردد الهجرة في اليابان على الرغم من أزمتها الديموغرافية. فلا تزال اليابان غير مهتمة بتسهيل ضوابط الهجرة لديها على الرغم من أن الأزمة خطيرة جدا. وبحسب إحدى التقديرات الحكومية يتوقع أن يتقلص عدد سكان اليابان من 127 مليون نسمة في الوقت الحاضر إلى 87 مليون نسمة بحلول عام 2060، بنسبة 40 في المئة من السكان تفوق أعمارهم 65 سنة. وقد أثيرت هذه المناقشة منذ شباط/فبراير هذا العام، حين حددت شبكة ايه بي سي نيوز في أستراليا، في ذلك الوقت، المخاطر الوخيمة في هذه اللعبة السكانية من خلال تسليط الضوء على دعوة من رئيس مكتب الهجرة في طوكيو، هيدونوري ساكاناكا، للهجرة على نطاق واسع؛ حيث قال ساكاناكا "نحن بحاجة إلى تغيير جوهري في سياسات الهجرة لاستقبال عشرة ملايين مهاجر على مدى الخمسين سنة القادمة، وإلا فإن الاقتصاد الياباني سوف ينهار. إن الحالة الآن هي "إما نسكن أو نهلك"، وينبغي على اليابان تغيير عقليتها".



إلا أن شعب الجزيرة مع ذلك غير مرتاحين من هذه الدعوة لأسباب عديدة. بتسهيل ضوابط الهجرة ستبقى مسألة شائكة، فالمعروف عن اليابان أنها لا تسمح للأجانب بدخولها لأكثر من 1000 سنة.



التعليق:


إن تراجع اليابان اليوم ينبغي أن يكون درسا مهما بالنسبة لبلدان المستعمرة اليابانية السابقة - وخاصة البلاد الإسلامية مثل إندونيسيا. فاليابان تواجه بوضوح متلازمة شيكاغو - وهو مصطلح ابتدعه الأستاذ الماليزي محمد كمال حسن الذي حدد أعراض الدول الرأسمالية الكبرى في الغرب بـ"وجود تقدم اقتصادي لكنها تعاني من حضارة مضرة". وغالبا ما يترافق التطور السريع في هذه الدول، مع أزمة اجتماعية، وانهيار مؤسسة الأسرة، والإجرام المحلي على نطاق واسع، والعنف ضد النساء والأطفال، وارتفاع معدلات الانتحار، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الولادة التي هي إلى حد كبير بسبب مشاركة أعداد كبيرة من النساء في القوى العاملة. المجتمعات الغربية التي تتميز بثلاثة أمور: العلمانية والبراغماتية والمتعة - كما وصفها العالم الجليل تقي الدين النبهاني (1953) في كتابه، نظام الإسلام، قد نقلت الصفات نفسها إلى اليابان، جنبا إلى جنب مع العواقب الضارة التي امتدت إلى حياة مجتمعهم.


إن ما يسمى بـ"التقدم والحداثة" التي من المفترض أن تقدمها الرأسمالية، هي في الحقيقة ليست سوى وصفة فعالة للتجريد الشامل للبشرية، فقد جعلت الأيديولوجية المجتمعات تقدم المادة والملذات الجسدية بدلا من الرفاهية لمجتمعاتها. هذا هو النموذج السام من النجاح الذي تقدمه العلمانية - سام لأنه على الرغم من وفرة العلوم والتقدم التكنولوجي الهائل، فقد فشلت هذه المجتمعات في تنظيم الحياة الشخصية للأفراد لبناء حضارات سليمة.


لذلك فإن الدرس المهم للبلاد الإسلامية هو عدم تبني الرأسمالية بتاتا أو أي نظام آخر يكون من صنع البشر! لا يوجد مزيد من الأسباب لتذهلنا اليابان أو التكنولوجيا والاقتصاد الغربي المتقدم، لأنهم لا يمكنهم بعد الآن إخفاء حالة اليأس التي تم إنشاؤها في مجتمعاتهم ولا هم قادرين على إخفاء التدهور والضرر في قيمهم العلمانية وطريقة حياتهم.


يا حكام المسلمين، تذكروا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُون﴾. عودوا إلى الإسلام! حيث إن الشريعة الإسلامية كمجموعة أحكام لديها مقاصد خاصة تهدف إلى الحفاظ على خمسة أمور موجودة في الحضارة الإنسانية، وهي: العقيدة، والحياة، والعقل والعرض والمال. هذه الأهداف الإسلامية تضمن أن تحقيق الرخاء الاقتصادي؛ والحداثة والتقدم لا يسبب الانهيار الاجتماعي في المجتمع ولا يحتاج إلى تكلفة اجتماعية. وذلك لأن الإسلام لا يعترف بالفصل بين العلم والإيمان كما في الحضارة الغربية.


وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإسلام قدم أيضا النظام الشامل والوحيد الذي سيوفر مجتمعا سليما قابلا للحياة. هذا النظام ليس سوى الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة. فالخلافة - كرئاسة عامة للمسلمين في العالم - مع رؤيتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة للحضارة الإنسانية - سوف تطبق نظاما يجسد السياسات الاجتماعية والاقتصادية الشاملة التي تجمع الحداثة والازدهار مع القيم الأخلاقية والحضارة النبيلة، وفي الوقت نفسه ترفض الحريات الليبرالية بل إنها ستعزز التقوى داخل المجتمع التي تغذي عقلية المسؤولية الجماعية للحفاظ على أسر ومجتمع سليم. وهكذا سيتحقق المجتمع السليم، وسيتم دائما الحفاظ على استمرارية الجنس البشري وسلالته..






كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

06 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/20م
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th July 2025 - 02:01 PM