لو أن من مثُل أمام محكمة ما هو أحد رجالات الحكم أو أي من الرجال البارزين العاملين في مؤسسات المنظمات غير الحكومية، أو أحد المفكرين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، أو أحد رجال الأعمال الرأسماليين وحتى لو كان سارقا وناهبا للدولة وثرواتها، أو كان أحد الفنانين الفاسدين، لرأينا وسائل الإعلام تتسابق إلى متابعة الحدث وإبرازه ونشره وعمل التقارير تلو التقارير للدفاع عنه واستعطاف الجماهير عليه، لكن أن يكون من يمثل أمام المحكمة أحد حملة الدعوة المخلصين العاملين لإنقاذ الأمة وتخليصها من الحكم الجبري ومصائبه، فهذا لن تفكر أية وسيلة إعلامية بالاستنصار له بل وحتى مجرد نشر أخباره.
لم هذا التحيز؟ لأنه إعلام تابع خانع لأسياده وحكوماته وما يحملونه من بغض للإسلام وأهله وحملته، وهذا شرف لحملة الدعوة أنهم لا يعتمدون إلا على الله الحامي الناصر، وهم لا يخافون أحدا إلا الله وكل رجائهم أن يتقبل أعمالهم وصبرهم.
مثل اليوم الاثنين 26 تشرين الأول/أكتوبر الأستاذ رضا بالحاج، الناطق الرسمي لحزب التحرير في تونس، مثل أمام محكمة ناحية سوسة "بتهمة" الإمامة بدون تكليف! بجامع التواب سيدي عبد الحميد سوسة وهو الذي تولى الإمامة فيه مدّة أربع سنوات، وقد تأجلت المحكمة لغاية 16 من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بطلب من المكلف بالنزاعات العامة لتحضير ملف يدل على "الضرر" المادي والمعنوي الذي لحق بالدولة، حيث استجاب القاضي وأجل القضية.
يقول الحق سبحانه وتعالى ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، وعليه فإن تقديم أحد الناطقين الرسميين للحزب الذي يعمل لنهضة الأمة الإسلامية من خلال العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في تونس وفي مختلف بلدان العالم الإسلامي، إن تقديمه للمحاكمة هو إعلان للحرب على هذه الأمة التي انتفضت وثارت على الأنظمة العلمانية التي فصلت الدين عن حياتها، وأذاقتها البأساء والضراء، لقد اختطف المتآمرون على هذه الأمة ثورتها فأعادوا النظام العلماني كما كان عليه إبان الفارّ بن علي، وها هو النظام يعود لسياسة قمع المصلين والأئمة المخلصين وخصوصا الداعين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة من أمثال ناطق الخير الأستاذ رضا بالحاج.
يجب على المسلمين في أرض عقبة بن نافع أن يدركوا أن ثورتهم قد سرقت من قبل العلمانيين الذين يفصلون الدين عن حياتهم، ويجب عليهم أيضا إدراك أن تغيير الحكومات والمنفذين لسياسات الغرب الصليبي في البلاد لن يغير من حالهم شيئا، ولذلك عليهم مواصلة ثورتهم باتجاه اكتمال فصولها، وذلك بقلع النظام العلماني القائم في البلاد، ويجب عليهم المطالبة بإقامة نظام الخلافة على منهاج النبوة في تونس، وليعلموا أن بين ظهرانيهم رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه من شباب حزب التحرير، فهم الرائد الذي لا يكذب أهله، وقد أعدوا كل ما يلزم من فكر وفقه وسياسة للحكم بما أنزل الله في ظل دولة العدل المتمثلة بدولة الخلافة على منهاج النبوة، وهم من الأمة ولها، فهلم أيها المسلمون في تونس، وجهاء ومفكرين وأهل قوة ومنعة لإعطاء النصرة لحزب التحرير حتى يكنس الاستعمار وعملاءه من هذا البلد الطاهر ويحكم بالكتاب والسنة وحدهما.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في تونس
14 من محرم 1437
الموافق: 2015/10/27م