حركة حماس تصف نفسها بأنها حركة إسلامية ... وهكذا يتم التعامل معها إعلاميا، فهل أعمالها السياسية وتصريحات قادتها لها صلة بالإسلام؟ الخبر:
ذكر موقع حركة المقاومة حماس أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتصل هاتفياً مع نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وذكر الموقع المذكور أن مشعل قام بشرح تفاصيل الاعتداءات والانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال والمستوطنون الصهاينة بحق شعبنا من قتلٍ وإعدامٍ بدمٍ بارد للأطفال والنساء، مؤكداً أن هذا هو ما فجّر غضب الشعب الفلسطيني وانتفاضته ومقاومته للاحتلال خاصة بعد تصاعد مخطط الاحتلال لفرض التقسيم على المسجد الأقصى والإمعان في تهويد مدينة القدس، وطالب مشعل أن تمارس روسيا جهودها بحكم وزنها الدولي من أجل الضغط على قيادة كيان يهود لوقف انتهاكاتها وممارستها العدوانية بحق شعبنا ومقدساتنا، وقد عبّر بوغدانوف عن انزعاجه مما يجري واعداً بأن تبذل روسيا جهودها في هذا الموضوع.
التعليق:
حقاً إنها لإحدى الكُبَر!!
إن المرء ليعجب من تصرفات بعض الحركات الإسلامية وقادتها، حتى يُخَيّلُ إليه أنهم يجهلون أو يتجاهلون بدهيات الإسلام، فمن بدهيات الإسلام التي لا يجوز أن يجهلها مسلمٌ فضلاً عن الحركات الإسلامية وقادتها أن المسلمين أمةٌ واحدةٌ من دون الناس، لا تفرقهم حدودٌ ولا سدودٌ، وأنهم يدٌ على من سواهم، وأنهم في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وأن المؤمن أخ المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، وأن حرب المسلمين واحدةٌ وسلمهم واحدةٌ، فهل يجهل مشعل أن روسيا التي تذبح المسلمين في الشام صباح مساء وتدك طائراتها المساجد والمستشفيات هي عدوةٌ لجميع المسلمين وليس لأهل الشام فقط؟ وهل يجهل مشعل أن روسيا تنسق مع كيان يهود في حربها الغاشمة على أهل الشام للقضاء على المخلصين الذين هم الرقم الصعب في ثورة الشام وللإبقاء على عميل أمريكا بشار حامي حمى دولة يهود؟ فقد نقلت قناة الجزيرة قول وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية لروسيا وكيان يهود أطلقت تدريباتٍ بهدف توفير الأمن لطيران كلا البلدين في الأجواء السورية، وأوضحت أن الهدف من ذلك التنسيق بين البلدين هو تجنب وقوع صدامٍ بين طائرات البلدين في الأجواء السورية وهو ما يشير إلى اختراق طيران كيان يهود للأجواء السورية، فهل يجهل مشعل مثل هذه الأخبار؟ فإن كانت روسيا تنسق مع كيان يهود في الشام لتدمير الشام وللقضاء على ثورته التي أقضت مضاجع دول الكفر قاطبة وعملاءهم فكيف ستساعدك في فلسطين يا مشعل؟ أم إن مسلمي فلسطين أغلى وأعز على قلب حكام روسيا المجرمين من مسلمي الشام؟ كلا والله، فهؤلاء الروس قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، ولن يرفّ لهم جفنٌ ولو أبيد مسلمو فلسطين كلهم عن بكرة أبيهم، فما لكم كيف تحكمون؟
إن طريق تحرير فلسطين يا مشعل معروفٌ جيداً للقاصي والداني، وهو طريقٌ واحدٌ لا ثاني له، بعيدٌ كل البعد عن استجداء الدول الكافرة وأروقة المخابرات، وأنتم ولا شك تعرفونه حق المعرفة، ألا وهو تحريك جيوش المسلمين الرابضة في ثكناتها لاقتلاع هذا السرطان بشكل نهائي وللأبد، وما عدا ذلك فهو عبثٌ ولهوٌ وإطالةٌ في عمر الاحتلال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام - أوروبا
19 من محرم 1437
الموافق 2015/11/01م