مفهوم مضلل "الخلافة تأتي آخر الزمان بدون عمل" "الخلافة تأتي على يد الإمام المهدي ولا تحتاج عملا"
إن هذا المفهوم قد اقعد الكثيرين عن العمل لفرض إقامة الخلافة، فأوقع الكثير في الإثم، وخدم هدف الكافرين في تأخير إقامة الخلافة، فنقول وبالله التوفيق: 1- الخلافة فرض بإجماع الكثير من أهل العلم، وبالأدلة القطعية، والفرض لا بد له من طريقة عمل نص عليها الشرع وإلا كان الإنسان آثما، فالفرض في الشرع ليس كالرزق ننتظر حصوله. 2- طريقة الفرض تكون من الشرع، فأداء الزكاة مثلا يعني إخراج 2.5 % من المال بعد مرور الحول عليه وعدم وجود الدين، وإقامة الصلاة هي الكيفية التي نقيم فيها الصلاة، والجهاد هو قتال الأعداء لإعلاء كلمة الله وليس مصالحتهم، وفرض إقامة الخلافة طريقته مبينة في الشرع وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم. 3- هذا الفرض لا يقام بطريق غير طريقته الشرعية فمن صلى وصام وحج وأدى الزكاة فقد اسقط هذه الفروض من عنقه، أما هذا الفرض فلا، فكما لا يغني إخراج الزكاة عن الصلاة، فأيضًا لا يغني أداء جميع الفروض عن إقامة الخلافة إلا أن تقام بطريقتها الشرعية، وأيضا كما أن الجهاد لا يغني عن الصلاة فالجهاد أيضا لا يغني عن إقامة الخلافة. 4- الطريقة الشرعية للخلافة هي طريقة الرسول في العهد المكي ومن ملك دليلا غير هذه الطريقة للعمل لا للتنظير والهجوم فليأتي بها، على شرط أن تكون من الكتاب والسنة وليس على أهواء الشخص، ومن قال الخلافة فرض فقد لزمته الحجة بالعمل لها. 5- الخلافة عندما تقوم ستقوم في قطر واحد ثم تبدأ بالتوسع ولن تقوم مرة واحدة في جميع الأقطار، وهذا يعني انه قد تحصل حروب لضم باقي الأقطار إلى الخلافة. 6- عندما تأتي الخلافة في آخر الزمان على حسب ادعاء من يقول ذلك على يد شخص معين، فلن تنزل على أجنحة الملائكة، بل سيوجد أناس يقومون بإقامتها، وهذا يعني العمل للخلافة. 7- الإمام المهدي إن كان هو من يقيم الخلافة، فهو شخص ولن يطبع على جبينه الخلافة، فتنقاد الناس له، فالناس كذبت من هو خير منه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. 8- الفرض لا يعلق بإقامة شخص، كأن نقول أن إقامة فرض الخلافة متعلق بظهور المهدي أما قبل ذلك فهي ليست فرض، لذلك نحن نعمل للفرض حتى نبرئ أنفسنا من الإثم حتى لو كان الإمام المهدي هو من سيقيمها. 9- حتى عندما يأتي المهدي فسيقوم بداية بتأسيس حزب أو جماعة يقنعها برأيه ثم يبدأ بإقناع الناس برأيه، وسيواجه صعوبات وتكذيب من الظالمين، وبعد فترة عندما يقتنع احد الجيوش بان هذا الرجل هو المهدي سيسلمه الحكم ويقيم الخلافة، فهذا تسلسل واقعي لا يتم هذا الأمر بدونه، وهذا ما يعمله حزب التحرير. 10- هناك أحاديث عن الرسول الكريم تبين أن المهدي سيأتي بعد موت خليفة وهذا يعني أن الخلافة تكون قائمة قبل المهدي وانه لن يقيمها، فقد روت أم سَلَمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ يكون اختلافٌ عند موتِ خليفة، فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناسُ من بيته وهو كاره، فيبايعونه بين الرُّكن والمقام، فيُجَهَّز إليه جيشٌ من الشام حتى إذا كانوا بالبيداءِ خُسِف بهم، فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام، وينشأ رجلٌ بالشام وأخواله كَلبٌ، فيُجهَّز إليه جيشٌ فيهزمهم الله فتكون الدائرة عليهم، فذلك يوم كَلْب الخائبُ مَن خاب من غنيمة كلب فيستفتح الكنوز ويَقْسم الأموال، ويُلقي الإسلامُ بجِرانِه إلى الأرض، فيعيش بذلك سبع سنين، أو قال تسع سنين “. رواه الطبراني في الأوسط، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال (رجاله رجال الصحيح) وهذا الحديث يتفق رواةُ الحديث وشُرَّاحُه على أن الخليفة المذكور في هذا الحديث هو المهدي. ففي أول الحديث يقول اختلاف عند موت خليفة، وهذا يعني أن الخلافة قائمة قبل ظهور الإمام المهدي. 11- هناك الكثير من الأدلة التي تتكلم عن الطائفة الظاهرة في آخر الزمان وأنها فئة عاملة وليست جالسة، وكيف أن الله يهيئ النصر على أيديهم، ولم يذكر فيهم الإمام المهدي. 12- الانتظار يؤخر ظهور الخلافة ويعطي آلاف الفرص للظالمين والكافرين للنيل من الإسلام وأهله، ولذلك يدعم الكفار والمنافقون والظالمون فكرة أن الخلافة لا عمل لها، لذلك من جلس عن العمل لهذا الفرض فهو يحقق للكفار من حيث علم أم لم يعلم خدمة جليلة.
لذلك إلى الذي لا يعمل لإقامة الخلافة بطريقة شرعية فهو آثم آثم وان صلى وصام لأنه مقصر في تاج الفروض كما قال العلماء، ولا عذر له بالجلوس إلا الجهل المطبق لذلك الأمر، أما بعد العلم، ومن قرأ المقال فقد علم، والأمر منتشر أكثر من أن يجهل، فقد لزمته الحجة. فإلى هذا الفرض ادعوكم إخوتي قال تعالى: { يا أيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}
|