السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الثورات ليس ربيع عربي بل هي نهاية فصل بغيض من فصول التأريخ ،،إبتدعت قناة الجزيرة القطرية التي فقدت الكثير من شعبيتها بين العرب و المسلمين في الآونة الأخيرة ، بسبب موالاتها للعدو الصهيوني ، إبتدعت لقب الربيع العربي للإنتفاضات و الثورات التي تحدث في بلاد المسلمين ، فلم تسلم هذه الثورات المباركة والتي جعلت من يوم الجمعة موعدا لها مع حكام السوء و أنظمتهم العلمانية الفاشلة و رفعت الشهادة شعار لها و طالبت بتطبيق الإسلام في تونس و مصر و ليبيا و سوريا و اليمن - إبتدعت هذا اللقب لتجعل من هدف الثورات القومية العربية مرة اخرى متجاهلة تماما أن هذه الثورات تستند على التوكل على الله تعالى و على الصبر و على أن النصر آت لا محالة .. فأي نصر هو ؟ و هل يحقق نصر ساحق ضد هؤلاء الرويبضة رابطة ضعيفة كرابطة القومية العربية ؟ كلا و الله ، بل هناك رابط أقوى يربط بين القائمون على هذه الثورات فألم تكون الجمعة الأخيرة جمعة تضامن بين شامنا و يمننا ؟ فعلى أي أساس غير العقيدة الإسلامية قامت هذه الثورات ؟؟ فهي ليست ربيع عربي بل الثورات نهاية تأريخ بغيض من الحكم الجبري في بلاد المسلمين ، كما جاء في الحديث الشريف -
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ . " رواه أحمد .
فإن كانت هناك ظاهرة لا تفسير لها لقامت وسائل الإذاعة والتلفزيون بإستضافة المنجمين للإفتاء و التنبوء بما لا يعلمون في القضية !! ولكن حديث شريف واضح كعين الشمس يوصف تأريخ البشرية لا يلقون له بالا فهم الأن لا يسمعون و لا يبصرون و خرست ألسنتهم عنه !!
فهذا أول جانب تغافلت عنه قناة الجزيرة و مشت في دربها المعوج هذا القنوات الأخرى ،، فمن يتابع الإعلام يفهم جيدا سبب هذه التسمية الخبيثة التي توحي للمتلقي أن هذه فترة و ستمر و تنتهي و إنها غضبة ستهدأ بعد إنقضاء فصل الربيع ، و هو من الفصول القصيرة و التي تنقضي و تنتهي سريعا ليحل محله الشتاء القارص و الصيف الخانق و الخريف بعواصفه مرة أخرى ........... كأنهم يرسلون رسالة واضحة أن الثورات نفحة جميلة ولكنها لن تدوم !و هذا لأنهم يعلمون جيدا أن هذه الثورات لها نهاية واحدة في بلاد المسلمين ،، عرب و أعاجم ، بل و حتى ثورة أمريكا لها نهاية واحدة , فالمتغيرات السريعة التي تجتاح العالم اليوم تشير إلى أن البشرية قد لفظت الأنظمة القمعية الرأسمالية في كل أنحاء العالم و إنها تبحث عن البديل ، أوا هناك غير الدولة الإسلامية حلا لوضع العالم اليوم ؟ فالأصل في المجتمعات أن تحيا في ظل الأحكام الشرعية و يحكموا بها حتى يحل العدل و يحصل الجميع على حق رعاية الشؤون وفقا لأحكام الغسلام الحنيف و ما ذلك غائب عن ذهن العالم بل هو مغيب عن قصد حتى ينسى العالم هذا العدل و هذه الدولة العادلة التي لم يشهد تأريخ البشرية مثلها من قبل ،، فمن حكم في هذه الحقبة حكام لا مثيل لهم اليوم ،، خلفاء تعاقبوا على دولة واحدة ليس لها حدود و نشروا نور الحق بالجهاد في العالم ،، ليس مثل رويبضة العالم العربي و الإسلامي مثل بشار السفاح و القذافي المغرور و صالح الجشع و مبارك المريض و بن علي التائه و البشير المأفون و أردوغان المدعي و أوباما الكافر و و و و اللائحة تطول ، إلا أن القاسم المشترك الأعظم بينهم القمع و القتل و نهب الثروات وخداع الناس و الإستخفاف بهم و ظلمهم بإقصاء الإسلام عن رعاية شؤونهم ... فالدولة الإسلامية قد طبقت الإسلام على العالم من قبل و تأريخ الإسلام يعلمه الجميع .. إلا أن أمريكا و بلاد الغرب الكافر تجرأوا على الإسلام ، بسبب تقاعص الأمة الإسلامية و ركونها عن المطالبة بتطبيق الشرع مرة أخرى ، فالغرب عمل بكل ما أستطاع و ما يستطيع ليقمع الدولة الإسلامية الثانية من القيام مرة أخرى ، مستخدمة في ذلك وسائل الإعلام و منها القنوات الفضائية بالذات .. فأخذت الثورات الأنظمة كالإعصار الذي لا يبقي و لا يذر !
فلذلك قناة الجزيرة تريد أن تلبس ثورة سوريا المباركة ثوب القومية فسمتها الربيع العربي ! ثورة سوريا التي يستشهد فيها الشباب و الفتيات و الأطفال بالعشرات يوميا و يرفع الثوار فيها شعار " لا إله إلا الله محمد رسول الله " و يصرخون بأعلى صوتهم " إرحل إرحل يا بشار " في كلمة حق إلى سلطان جائر ،،،، تريد الجزيرة أن تجعلها ثورة الربيع العربي ... و لماذا لا تسميها بثورة الصحوة الإسلامية ضد الأنظمة العلمانية؟
و هي أرادت أن توحي للمسلمين أن هذه الثورات في مصر و التي إجتاح الثوار فيها السفارة الإسرائيلية و أرادوا أكل اليهود أكلا وطردهم من مصر و تحرير فلسطين ! أرادت ان تلصق بالثوار " تهمة " أنهم يريدون ثورة للعرب - ثورة عربية ! بينما تجاهلت اليمن و ليبيا و الشعارات الصريحة بأن " الشعب يريد الخلافة الإسلامية !" و لم تتوقف هذه الصرخات في حدود البلاد الإسلامية العربية ، بل إمتدت لتركيا و الباكستان و قام المسلمين في كل بلاد العالم - كندا - امريكا - بريطانيا لنصرة هذه الثورات المباركة ضد الظلم .. وهل هناك ظلم أكثر من إقصاء شرع الخالق عز وجل ؟ حتى الغرب الكافر في بريطانيا و أمريكا و إيطاليا ثار ضد الأنظمة العلمانية فعن أي نظام يبحثون ؟ و بصراحة وضعهم أسواء من وضع المسلمين فهم قوم لا يعلمون ...
فبدلا عن توجيه القنوات الفضائية للثورات في الطريق المستقيم ، هي تريد حرف المسار فإبتدعت أيضا مصطلح الدولة المدنية كما رأينا من قناة الجزيرة مباشر - مصر . مصطلح بائت قديم تخرج علينا به القنوات و تستضيف على برامجها من يتكلم به و يلمعه و يوحي للمتلقي إنه مطلب الشعوب ... فإلى أي مدى يستغبى الإعلام المتلقي ؟
هذا المتلقي الذي يرى الدماء الطاهرة تراق و ما كانت التغطية الإعلامية إلا لصرخات الناس في شوارع سوريا .. كل يوم نفس أسلوب النقل ،، مظاهرات و شعارات و قتل و إبادة ! هل هذا كل ما يجري في الثورات ، أم هذا لإحباط المتلقي و لترسيخ الإنهزام في ذهنه ؟ أفلا تستطيع هذه القنوات الفضائية أن تطلق على الثورات مصطلح يوصف واقعها الحقيقي ؟ فالثورات هي نهاية الحكم الجبري و بزوغ فجر الخلافة الراشدة الثانية .. فهل يستطيع ان ينكر أحد أن الثورات فاصل بين حقبة تأريخية وأخرى ؟
ألا يستطيع القائمون على وسائل الإعلام - و نخص به هنا الإذاعات و التلفزيون - أن يستنهضوا جيوش الأمة الرابضة في ثكناتها ؟ ألا تستطيع أن تقلب الموازين و أن تجعل من الجيش السوري ينشق عن بشار الكافر مثلا ؟
بلى تستطيع فالكلمة أقوى من حد السيف ، إندلعت بها حروب و إستمرت بها أخرى و نُيمت بها أمم و مُيعت بها قضايا مصيرية و أُبرزت بها قضايا تافهة !
أفلا تستطيع القنوات الفضائية إستضافة أمهات الشهداء ليخاطبوا الجيوش مباشرة ليستنصرونهم و ليذكروهم بدماء الشهداء و فظائع الجرائم التي إرتكبها من يطلقون عليهم الشبيحة و البلطجية ؟
ألا تستطيع القنوات الفضائية إستضافة علماء المسلمين المخلصين و الذين جاهروا بمطلب الخلافة الراشدة وبينوا إنها و عد الله الحق ؟ كما حدث في مصر و في اليمن و في سوريا ؟
فما الفرق الأن بين شبيحة الإعلام و بلطجيته و بين المرتزقة الذي إستأجرهم القذافي و بشار و الطالح لقتل شعوبهم !!
فلطالما أخذت وسائل الإعلام هذه المواقف المخذية إلى جانب الباطل بحجة الحيادية ! لذلك تنقل أحداث الثورات نقل متكرر باهت و ممل لا جديد فيه و ذلك بسبب تهميشهم لتوجيه الأحداث في طريق التغيير الصحيح ، بل و الوحيد ، التغيير الجذري بإقامة الخلافة الراشدة .. فهل عجزت القنوات عن إدانة الحكام على الأقل ؟؟ بل صمتت صمت القبور عن تشويه هؤلاء الحكام بما يستحقون و عن فضح سيرة حياتهم و تأريخهم الأسود في قمع شعوبهم و عمالتهم للأعداء ضد الأمة الإسلامية .. أم تنتظر سقوط الطاغية ثم تخرج له كل فضائحه ؟ هذا وقت التأجيج ضد هؤلاء الحكام وليس بعد سقوطهم ! فمالهم كيف يحكمون ؟ بلى ! يستطيعون ! ولكنهم أبوا إلا أن يتغافلوا عن تلك الحقائق التي يمر بها العالم والأمة الإسلامية اليوم ........
|