الإسكندرية: الشؤون الصحية تضبط 10 أطنان من القمح الفاسد خيارات

[أم المعتصم]

الإسكندرية: الشؤون الصحية تضبط 10 أطنان من القمح الفاسد

كشف بيان صادر عن مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، عن نجاحها في ضبط نحو عشرة أطنان من القمح الفاسد، والذى يحتوي على حشرات حية وميتة بأحد المطاحن؛ حيث تم تحرير محضر ضبط رقم 2015/2، ومحضر جنحة تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة.
وفي نفس السياق، أخذت إدارة مراقبة الأغذية بالمحافظة عينات من أحد أنواع السمن البلدي -الذي يتم توزيعه عن طريق البقالين التموينيين والمجمعات ومخازن تجارة الجملة وبالنقط بالبطاقات التموينية- وأكدت العينات أنه مغشوش بزيوت نباتية بنسبة مختلفة تتراوح بين 18% و38%؛ حيث تم ضبط 63 كرتونة سمن مغشوش وتم تحرير محاضر جنح للعرض على النيابة العامة.
وأوضحت المديرية أنه تم إخطار الإدارة العامة لمراقبة الأغذية بوزارة الصحة لعمل نشرة بتلك السلع على مستوى الجمهورية.

التعليق:

لقد تم صياغة الخبر من قبل "رصد" بأسوب يوحي بأن الحكومة تقوم بدورها " بنجاح" في الرقابةُ الصحيةُ وأن النيابة ستقوم بدورها برفع الدعوى إلى القضاء ليقوم بتطبيق القانون ومعاقبة المخالفين.
لقد تجاهل "رصد"، كعادة غالبية وسائل الإعلام، تنبيه القارئ إلى الأسباب التي أوجدت الغش في المقام الأول وجرأت هؤلاء في بيع الأغذية المغشوشة والفاسدة المليئة بالحشرات. فمع فقدان تقوى الله في الأفراد وبالتالي عدم وجود الرقابة الداخلية التي تضبط سلوكياتهم فإن الإهمال وعدم الاكتراث والفشل في تأمين الحاجات الأساسية للأفراد وتفشي الفقر والمرض والجهل، قد ألجـأ الأفراد إلى الغش والمكر والخداع كطريقة لإشباع حاجاتهم. إلا أن الداء والفساد لا يكمن في الأفراد بل إن الفساد يكمن في النظام الرأسمالي الجشع القائم على النفعية، فهو الذي هيأ الأجواء الفاسدة وسمح لأصحاب رؤوس الأموال الجشعين بالاستحواذ على السلع والخدمات وأصبحوا يتحكمون في قوت وغذاء الفقراء ويحتكرون الأسواق ويبيعون ما يشاءون من الأغذية المغشوشة والفاسدة دون خوف من عقاب.

وحدها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي القادرة على منع الغش والفساد وإعادة روح التقوى في سلوكيات الأفراد عن طريق تطبيق النظام الرباني كاملا في جميع شؤون الحياة وتنفيذ تشريعات النظام الاقتصادي الإسلام الذي سيقضي على الفقر والجشع ونهب الثروات. ثم عنْ طريقِ جهازِ الحسبةِ الذي يقوم بمراقبةِ الأمورِ التي تُؤَثِّرُ على صحةِ الجماعةِ فيقوم المحتسب بمراقبة جودةُ الغذاءِ في المطاعمِ والأسواقِ والمصانعِ ومعاقبةِ من يتعمد تقديم الطعامَ الفاسِدَ أوِ المغشوشَ دون تأخير. ويقوم بإغلاقِ المطاعمِ أوْ محلاتِ الطعامِ التي يَتَبَيَّنُ أنها تُقَدِّمُ الطعامَ الفاسِدَ أوِ المغشوشَ، ولا يُعادُ فَتْحُها إلا بعدَ إعادَةِ فحصِ جَوْدَةِ ما تُقَدِّمُهُ للناسِ منْ غذاءٍ.
روى مسلمٌ في صحيحِهِ أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟"، قَالَ: "أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ –أيِ المَطَرُ- يَا رَسُولَ اللَّهِ ". قَالَ: "أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ! مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي"، وفي روايةٍ عندَ الترمذيِّ صَحَّحَها الألبانيُّ: "مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا".