بسم الله الرحمان الرحيم
من على منبر الجمعة الشيخ هداه الله يقول ان عمليتي اغتيال و بعض الاعمال الارهابية في عهد الترويكا كانت سببا كافيا للمنادات باسقاط الحكومة و المطالبة برحيلها ، اما اليوم جريمة باردو الارهابية و تتلوها جريمة سوسة و تعقبها جريمة محمد الخامس و ما تعنيه من ارهاب منظم كان المطلب الالتفاف حول الحكومة و مساعدتها و ايقاف الاحتجاحات و الاضرابات هكذا استنكر و اضاف نسال الله ان يعيد السلطة الى اهل الايمان ؟؟؟ اهل الايمان هؤلاء يا شيخنا هم من وضعوا الدستور الوضعي الوضيع و اعتبروا انفسهم قد انجزوا نصرا مبينا بل ان شيخهم سجد شكرا لله على العصيان و التمرد على شريعة الرحمان بل اعتبره بمثابة صحيفة المدينة التي وضعها سيد الانام صلى الله عليه و سلم. اهل الايمان هؤلاء يا شيخ هم من رفضوا محاسبة المجرمين و المفسدين من ازلام النظام السابق و ابتدعوا قانون العدالة الانتقالية للتمويه و مخادعة الشعب و افلات الفاسدين من المحاسبة و العقاب. اهل الايمان يا شيخ هم من تصدوا ليمنعوا مرور قانون تحصين الثورة و الشيخ يفاخر بذلك لكون هؤلاء المفسدين كفاءات وطنية لا غنى للبلد عنهم و من حقهم المساهمة في الحياة السياسية رغم علمه بانهم سبب الداء و اصل البلاء. اهل الايمان هؤلاء الى اخر لحظة لا يزالون يباركون اعمال الحكومة و يؤيدونها بل هم شركاء في الحكم فعن اي اهل ايمان تتحدث يا شيخ ؟ و ماذا اغنى عنا ايمانهم و هم يقرون دستور الكفر و يباركون حكومات الطاغوت للتذكير ففي غزوة بدر نادى الرسول عليه افضل الصلاة و السلام في اصحابه " ان رجالا من بني هاشم و من غير بني هاشم قد اخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم احدهم فلا يقتله ، من لقي ابا البختري بن هشام فلا يقتله ، و من لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فانما اخرج مستكرها " و قد اسر العباس فيمن اسر من المشركين فطلب منه الرسول صلى الله علي و سلم ان يفدي نفسه و ذويه فرفض العباس قئلا "اني كنت مسلما قبل ذلك ، و انما استكرهوني "فرد صلى الله عليه و سلم "الله اعلم يشانك ان يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك ، و اما ظاهر امرك فقد كان علينا ، فافد نفسك" فرغم علم النبي بحقيقة حسن نية العباس عمه و رغم ما كان له من فضل على الدعوة الا انه اسر وهو في صفوف المشركين . فاهل الايمان ان خوّل لهم ايمانهم موالاة اعداء الدين و خوّل لهم ارتضاء دستور يحاد الله و رسوله فما جدوى هذا الايمان .
|