إن وفاة أحد الطلاب وإصابة ثلاثين آخرين بجراح خطيرة في جامعة ستراثمور في العاصمة نيروبي أثناء تدريب فاشل على مواجهة الإرهاب هو أمر مخيب للآمال ويجب على أي شخص يسعى للحفاظ على الأمن والأمان أن يدينه وينتقده بشدة. فقد أفادت تقارير لوسائل الإعلام في البلاد أن الإدارة العليا للجامعة قامت بالاتفاق مع كبار ضباط الشرطة على إجراء هذا التدريب دون إبلاغ الطلاب.
إن الإذن الممنوح لهذا العمل الإرهابي الجبان ليؤكد أن الأجهزة الأمنية تتلاعب بأمن الناس وأمانهم بل وتهدده. ولماذا يتم التغاضي عن مثل هذه الإجراءات التي تتسبب بخسائر في الأرواح وإصابات في صفوف الناس بحجة الاستعداد لمواجهة الهجمات الإرهابية! كيف يمكن استيعاب أن فريقًا يزعم أنه يحارب الإرهاب بينما يقوم فريق آخر بارتكاب أفعال إرهابية تؤدي إلى إصابات ووقوع خسائر في الأرواح؟ إن الحادث هذا لا يمكن أن يلقى أي ترحيب مطلقًا بالنظر إلى أن قضية أمن الناس هي قضية في غاية الأهمية وتقع مسؤولية الحفاظ عليه على الحكومة ومؤسساتها. لقد صدمنا هؤلاء العلماء المزعومون الذين هم أيضًا مسئولون في الجامعة كونهم يتساهلون تجاه حياة الناس التي سيكرمها ويتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها حتى من كان في غاية الحمق.
إننا ما زلنا نرى كيف أن كينيا تواصل تواطؤها مع الدول الغربية وخصوصًا أمريكا في مؤامراتها من أجل ربط الإسلام عمدًا بالأعمال الإرهابية. وإن هذه الدول تضحي برعاياها لتقنعهم بدعمها في قتلها البشع للمسلمين. وأمريكا منذ 14 عامًا وحتى هذه اللحظة ما زالت تشن حربًا ضد الإسلام تحت شعارها المضلل الحرب ضد الإرهاب. وإننا نعلم أن الغرض من هذا العمل هو تضليل أفكار غير المسلمين ليواصلوا كرههم للمسلمين ومن أجل أن يعتبروهم تهديدًا لأمن جميع الناس بما في ذلك الطلاب.
لقد أوجب الإسلام حفظ الأمن بكل مسؤولية وحزم، ولهذا السبب فقد ألزم الدولة الإسلامية؛ الخلافة، بالحفاظ على أمن الناس، يقول الله تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32]
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا
23 من صفر 1437
الموافق: 2015/12/05م