الإسلام لا يجوز تجزيء تطبيقه
تطبيق الناحية الاقتصادية وحدها من الإسلام لن يصلح الوضع الاقتصادي، وتطبيق النظام النقدي (نظام الذهب والفضة) من الإسلام وحده لن يصلح الأوضاع، وتطبيق النظام الاجتماعي المتعلق بالمرأة والرجل وحده من الإسلام لن يصلح الأوضاع، وتطبيق الحدود الشرعية من الإسلام وحده لن يصلح الأوضاع، وهكذا تطبيق أي جزء من الإسلام لن يصلح الأوضاع, وكذلك الأمر لو تم تطبيق بعض النواحي من الإسلام وترك نواحي أخرى، وهذا طبعا فوق الحرمة في ذلك.
وصورة أوضح ترك أي جزء من الإسلام سوف يخلق الكثير من المشاكل، فتطبيق الإسلام كاملا وترك الناحية الاجتماعية أو الناحية الاقتصادية أو ناحية العقوبات أو ناحية الجهاد، وحدها لن يصلح الأوضاع وسيوجد الكثير من المشاكل، وهذا طبعا فوق حرمة هذا الأمر.
ولذلك تطبيق نظام الإسلام وترك جزء واحد من الإسلام من المعلوم من الدين بالضرورة مع السكوت على هذا الأمر واستساغته، يجعل النظام نظام غير إسلامي، هذا إذا أريد تأسيس النظام الإسلامي (نظام الدولة الإسلامية).
أما إذا كان نظام الإسلام مطبقا (في دولة الخلافة) وتم ترك جزء واحد من الإسلام من المعلوم من الدين بالضرورة، فيجب إعلان الحرب على الحاكم حتى يرجع عن غيه حتى لا يتحول النظام إلى نظام غير إسلامي، ويجب الاجتهاد والجد في قتال الحاكم لخلعه أو يرجع عن غيه.
الخلاصة نظام الإسلام نظام كامل متكامل لا يصلح الأحوال إلا أن يطبق كاملا ، وهذا لا يكون إلا في نظام دولة الخلافة، ويجب الحذر من الدعوات التي تدعو إلى أخذ جزء من الإسلام وترك بقية الأمور مثل من يدعو إلى تطبيق الناحية الاقتصادية من الإسلام في ظل النظام الرأسمالي الكافر وإبقائه على حاله، فإن هذا أولا لا يجوز أن يصدر من مسلم، وثانيا فإنهم إذا فشلوا وهم حتما سيفشلون فإن المجرمين من الكفرة والمنافقين سينسبون هذا الفشل إلى الإسلام. وقس عليه من يعلنون دولة خلافة لغو ويأخذون جزءا من الإسلام ويطبقونه فان نسبة فشلهم هي أيضا حتمية، وسببها هم وليس الإسلام، ولكن أعداء الله سينسبون الفشل إلى الإسلام.
|