أجر الأنصار أجر كبير عند الله تعالى، فهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموه الحكم، سلموا الحكم لرجل لا يعرفهم ولا يعرفونه، جاءهم من منطقة أخرى، وطبعا سلموه الحكم ليس لهدف دنيوي ولا لمنصب ولا لأمر آخر، وسيدهم سعد بن معاذ تنازل عن كرسي الحكم لرجل غريب، لماذا يا ترى هذا الأمر؟ انه لسبب واحد، لان عبارة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" استقرت في قلوبهم وفقهوا معناها بان عليهم كاهل للقوة والمنعة نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه بتمكينه من نشر الإسلام منطلقا من بلادهم وأرضهم، فهم الذين نصروا الإسلام ورسوله بعد أن كان الرسول صلى الله عليه وسلم مطاردا في مكة ومعذبا من أهله والمسلمون ضعفاء، فأعطوا النصرة لرسول الله صلى الله وسلم، فعز الاسم وأهله وانطلقت من بلادهم " المدينة" جيوش التوحيد ناشرة الإسلام بالدعوة والجهاد.
ولذلك ففضل الأنصار عظيم، وسموا بذلك لنصرتهم للإسلام ورسوله، فقد قيل لأنس بن مالك: أرأيت قول الناس لكم: الأنصار, اسم سماكم الله به أم كنتم تدعون به في الجاهلية؟ قال: بل اسم سمانا الله به في القرآن. وأما فضلهم فالكثير من الأدلة تدل عليه، قال تعالى: { والّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: { آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حبّ الأنصار} وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: { إنّ الأنصار عيبتي الّتي أويت إليها فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم فإنّهم قد أدّوا الّذي عليهم وبقي الّذي لهم}
وأما سيدهم فما ورد في وفاته من الكرامات لهذا الصحابي الذي تنازل عن أعظم شهوة، وهي شهوة الحكم لرجل غريب عنه، من اجل نصرة الله ورسوله، ما ورد من كرامات لعظيم، حيث روى الحافظ البيهقي في (الدلائل): عن جابر بن عبد الله، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: { من هذا العبد الصالح الذي مات؟ فتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش؟ قال : فخرج رسول الله فإذا سعد بن معاذ}, وروى الإمام احمد والنسائي عن جابر قال: قال رسول الله لسعد يوم مات وهو يدفن: { سبحان الله لهذا الصالح الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه، ثم فرج الله عنه} وفي رواية أخرى { إن للقبر ضغطة، ولو كان احد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ} رواه احمد. وروى الحافظ البزار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون ألف ملك إلى الأرض لم يهبطوا قبل ذلك} لماذا ذلك؟؟
الكثير ممن فسروا لم يذكروا نصرة هذا الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه ونصرة المستضعفين من المسلمين، ولكن هذا هو السبب الذي يجب أن يكون دافعا اليوم لأهل القوة لنصرة العاملين للخلافة، فينالوا أجرا عظيما عند الملك العزيز الجبار، الذي يؤتي ملكه من يشاء وينزعه ممن يشاء.
أما إن أصر أهل القوة على نصرة الظالمين المجرمين، أو سكتوا عنهم فالعذاب الأليم بانتظارهم يوم القيامة، فقد قال الله تعالى في حق فرعون وهامان وجنودهما : { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} وقال أيضا: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} وهنا السؤال لماذا قرن الجنود بفرعون رأس الكفر ومعاونه هامان المجرم؟؟
لان فرعون وهامان ما كانا يستطيعان الظلم والتجبر وقتل المستضعفين والبغي والفساد في الأرض بدون الجنود، وبدون القوة التي تحمي شرورهم في الأرض، ولذلك ذكروا في الآية، والله تعالى اعلم.
وقال أيضا في حق الأتباع والمتبوعين {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَاب * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}
ولذلك من كان في أهل القوة هذه الأيام ليعلم انه إما أن يكون من الأنصار الجدد لهذا الدين وله من الأجر ما له عند الله تعالى، أو أن يستمر في نصرة الظالمين المجرمين الذين يحاربون الإسلام وأهله، وعندها لا يلومون إلا أنفسهم لما سيصيبهم من الذل والهوان عند الله تعالى، أو أن يتنحوا وفي هذا إثم لأنه عدم استغلال لما بأيديهم من قوة لنصرة الحق، فلم يبق لهم إلا نصرة الحق، من اجل إعلاء كلمة الله لا غير، أي أن يكون عملهم من اجل إعادة تطبيق الإسلام عن طريق دولة الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله.
طلب النصرة شريعة وواقع
طلب النصرة هو حكم شرعي ينبغي لكل من يتلبس بالعمل للتغيير أن يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عمل للتغيير لإقامة دولة الإسلام طلب النصرة من القبائل، وانه بدون نصرة لم يكن ليصل للحكم في المدينة، فطلب النصرة جزء رئيس من عملية التغيير؛ بل هو أحد أركان عملية التغيير، وأن المقولات التي تطرح أنه لا أمل في الجيوش لذلك يجب الإقلاع عن هذا الحكم هو طرح باطل بل طرح يرضي الكفار ولا يخدم الإسلام.
من ناحية شرعيةطلب النصرة من ناحية شرعية ثابت بنص القران والسنة والشواهد على ذلك كثيرة:
• وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحكم عن طريق طلب النصرة يدل على أن هذا وحي وليس مجرد أسلوب كما يحلو للبعض تسميته، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.
• تكرار طلب الرسول عليه الصلاة والسلام النصرة يدل على فرضيتها رغم التعذيب والتكذيب والصد.
• عدد القبائل التي عرض عليها الرسول النصرة كثيرة تزيد عن 15 طلب كما ورد في السيرة.
• الألفاظ التي وردت في النصوص تدل على طلب الحكم (الأمر لنا) أي الحكم، (تمنعوني) (وتحموني) أي طلب الحماية والأمن منهم وهذا لا يكون لمن لا يملك القوة، (على نهكة الأموال والأولاد والأشراف) وهذه لا يصيبها بلاء إلا إذا أعطوه الحكم وجابههم الناس على هذا الأمر.
• وهناك نصوص تبين أن طلب النصرة جاء بأمر من الله بلفظ صريح، اخرج الحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال : {لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على القبائل خرج وأنا معه وأبو بكر} –فتح الباري-، وعرض نفسه بمعنى طلب النصرة.
• تسمية الأنصار بهذا الاسم كانت قبل الجهاد وسببها إعطاء النصرة للرسول صلى الله عليه وسلم أي الحكم.
من ناحية الواقعطبعا لا أريد التركيز على الأدلة الشرعية بقدر بحث المسألة من ناحية واقعية، مع أن الأدلة الشرعية وحدها كافية إن سار المسلم بالطريق الصحيح للاستدلال على صحة الأفعال، وهذه الطريقة هي "الحكم الشرعي"، وأيضا فالأبحاث الشرعية سبقني بها الكثير لمن أراد الحق، ومسلم لا يكتفي بقال الله وقال الرسول فلا يأمنن أن يخسف الله به الأرض، ولكن لعل العقول لم تستوعب فنبحث في الواقع لمزيد إيضاح.
أما من الواقع فانه لا يمكن لأحد الوصول إلى الحكم إلا عن طريق الجيش أو أهل القوة والمنعة الذي يمتلك القوة الفاعلة في الدولة، وهو الحامي للبلد من أي اعتداء خارجي، ومن الاعتداء الداخلي إن عجز الأمن الداخلي على حماية امن البلد، وهو الذي يثبت الحاكم على الكرسي كما انه هو الذي يخلعه إن أراد بانقلاب عسكري، أما إن وقف الجيش إلى جانب الحاكم فان الحاكم يستطيع البقاء ولو على دماء شعبه، إذ أن الشعب لو ثار لا يمكنه خلع الحاكم، إلا أن يحصل الخلل في الجيش من قتل الشعب ورؤيتهم للدماء الغزيرة فينفضوا عن الحاكم.
وهناك عدة أطروحات تطرح للوصول إلى الحكم في الدولة منها:
1- القيام بعمليات عسكرية ضد الجيش والدولة.
2- الاستعانة بدول أخرى للوصول إلى الحكم
3- الانتخابات
4- الإصلاح الفردي
5- الانقلاب العسكري من الجيش على الحكام الموجودين وإعطاء النصرة لأهل الحقأما
الحالة الأولى وهي القيام بعمليات عسكرية ضد الدولة فهذه الطريقة صعبة وشاقة إن لم تكن مستحيلة، فالدولة في أيامنا الحاضرة تمتلك الأسلحة الثقيلة من طائرات ودبابات وسفن حربية وقذائف وصواريخ، وهذه حازتها الدولة بالتصنيع العسكري، أو بشرائها بملايين الدولارات، ولم تنزل هذه الأسلحة من السماء، هذا من ناحية، والناحية الثانية هي التدريب العسكري للجنود على هذه الأسلحة وعلى فنون القتال، وأيضا هناك الأمن الداخلي الذي عادة يتولى الأمن في الداخل ويقوم عن طريق عيونه بالبحث عن كل ما من شانه تهديد النظام، هذا هو الوضع العام في دول اليوم.
فمن أراد التغيير بالقوة العسكرية فهناك عدة عقبات أمامه إن أراد استخدام القوة ضد الدولة، ومن هذه العقبات: الأمن الداخلي واستخباراته، الأفراد وتنظيمهم، المال اللازم لشراء الأسلحة، الدول التي تبيع السلاح، تصنيع السلاح، الجيش.
• أما الأمن الداخلي فلن يسكت على أي مجموعة تعمل على تنظيم نفسها لتحارب الدولة وعن طريق عيونه المنتشرة فسيصل خبرها إلى الدولة وبالذات بعد توسعها أفرادا وتنظيما وتسليحا، وعندها يصطدم هذا المشروع بأجهزة الأمن، التي ستحاربه بقوة وبقوة تنظيمها وبما تملك من دعم من النظام والجيش والمال والتجهيز والاستعداد، وهذه عقبة ستحبط محاولات التنظيم العسكري من الانقضاض على الحكم.
• الأفراد وتنظيمهم مشكلة يواجهها التنظيم العسكري، إذ أن ذلك سيفرض عليهم العيش بشكل امني، وسيكون من الصعب عليهم التواصل فيما بينهم بسبب الملاحقة الأمنية المفضية إلى الاعتقال لان الدولة لن تتركهم في حالهم، ولن يُصَبِّرَ أناس في مثل هذا الوضع إلا المبدأ الذي يسيرهم، وبدونه ستتحول حياتهم إلى جحيم.
• وتأتي المشكلة الأخرى لهم وهي المال، هذا إذا علمنا أن الأسلحة تكلف الكثير من المال، وثمنها ليس بالشيء اليسير، فمن أين ستأتي بالمال؟؟ من الأفراد على سبيل المثال؛ هذا مستحيل، لان الأفراد مهما بلغوا من غنى لن يستطيعوا تشكيل جيش بل جماعة مسلحة تملك السلاح الخفيف، حتى هذه الجماعة التي تمتلك السلاح الخفيف لن تستطيع الاستمرار في الدعم إذا نفذت الذخائر، هذا عدا عن الملاحقة لأفراد هذه الجماعة ولمصادر تمويلهم.
• وهناك مشكلة من يبيع السلاح، وبالذات السلاح الثقيل، فدول اليوم كلها تعادي الإسلام، هذا إذا فرضنا أن الحركة تملك المال الكافي لشراء السلاح، لان الجماعة إذا أرادت أن تهزم جيشا فلا بد لها من سلاح يوازي قوة الجيش حتى تستطيع هزيمته، وهذا في غير مقدور الجماعة المسلحة إلا أن ترتبط بدولة معينة وعندها عليها الخضوع لاملاءاتها، لان دول اليوم لا تعرف إلا المصالح.
• أما تصنيع السلاح فهذا مستحيل اللهم إلا بعض المتفجرات التي لا تهز كيانا ولا تزيله، أما السلاح الثقيل فهذا يحتاج إلى مال وفير ومصانع لا يمكن إخفاؤها في البيوت، ولذلك فهذا أمر مستحيل.
• ويبقى العائق الأكبر إن استطاعت الحركات المسلحة إرهاق الأمن وهو موضوع الجيش الذي يمتلك عتادا قويا لا يمكن للجماعة المسلحة اجتيازه.
• وتستطيع الدولة الإبادة للناس بمختلف الأسلحة إن حصل لهم ظهور، خاصة إذا رافق ذلك تواطؤ وتعتيم إعلامي مقصود، مثل إبادة أهل الشيشان وأهل أوزبكستان بمجزرة أنديجان، ومذابح المسلمين في الصين، والإبادة التي حصلت للمسلمين أيام الاتحاد السوفييتي، ومجزرة حماة، وغيرها من الأمثلة – الأمثلة هي لقدرة الدولة على الإبادة دون حسيب أو رقيب وليس لان هؤلاء استخدموا السلاح-.
• وأحيانا إذا سارت الحركة زمنا ثم حصلت لها أزمة مالية خانقة فقد تضطر إلى الاستعانة بالمجرمين والمنتفعين من اجل الدعم المالي والتمويل، وإلا الفناء للحركة، وهذا الدعم لن يكون بدون مقابل أو تنازل من الحركة، واقل هذا التنازل عن فكرة السيادة للإسلام والقبول بالأنظمة الوضعية وتحقيق هدف الداعمين، والنفاق لهذه الجهة الداعمة، وهذا سقوط ما بعده سقوط.
• وهناك موضوع آخر وهو أن دولة الباطل وان حصلت غلبة للمقاتلين، فإنها ستتلقى المدد من الكفار خصوصا وأنهم لا يريدون أي ظهور لمن يطبق الإسلام.
ولذلك كان تشكيل الجماعات المسلحة ومقاتلة الدولة غير فعال في الوصول إلى الحكم اللهم إلا القتل والتدمير لا غير، وهذه فيها من الإثم في قتل الناس ما فيها، وان كانوا عونا للظالمين. وهذا الصراع يشغل أفراد الحركة عن الدعوة إلى ناحية القتال والقتل وكيف نخطط ونقتل ونختبئ ونجهز المال والعيش الصعب، ويتم الابتعاد عن الثقافة الإسلامية للأفراد وعن بناء الأشخاص بناء إسلاميا صحيحا لان التركيز يكون على الناحية العسكرية، ومن جانب الناس فسيتم خلق الكثير من السدود والحواجز بين الحركة والناس بسبب قتل الحركة لأبنائهم وأقاربهم إذا كانوا من أجهزة الأمن والجيش، وسيصم الناس آذانهم عن الاستماع لهذه الحركة.
ثانيا: أما الاستعانة بدول أخرى فهذا فيه انتحار سياسي أي رهن قرار الجماعة بالدولة الداعمة، ودول اليوم لا تدعم دون مقابل، فدعمها يكون لتحقيق أهدافها وليس لإقامة خلافة إسلامية أو حكم إسلامي، هذا علاوة عن الدماء التي ستسفك في قتل الناس، وإزهاق أرواحهم، والخيانة لأهل البلد وذلك بالارتباط بالأجنبي.
ثالثا: أما الانتخابات البرلمانية فلن توصل احد إلى الحكم ويستطيع التحكم بمفاصل الدولة إلا أن يسنده الجيش، وبدون دعم الجيش لن ينجح الأمر، فهذه انتخابات الجزائر فشلت لان الجيش لم يوافق عليها، وهذه تركيا قد تم تحييد الجيش ثم استمالته، ولولا انه تبرأ -أي حزب العدالة والتنمية الحاكم- من الإسلام واحترم العلمانية ما استطاع أن يصمد في الحكم نهائيا، هذا علاوة على الدعم الأمريكي له والذي سهل له البقاء في الحكم .
رابعا: أما الإصلاح الفردي، فمن اسمه فان تأثيره يقتصر على الأفراد، ومقومات الفرد هي العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات، فان صلحت، بان كانت عقيدته لا تشوبها شائبة، وعَبَدَ اللهَ بأداء الفرائض والقيام بالنوافل، وكانت أخلاقه القرآن، وسار في معاملاته حسب ما يريده الله ورسوله وكانت هذه-(( على سبيل المثال مع انه مستحيل))- صفة 95% من الناس في المجتمع فان المجتمع سيبقى مليء بالفساد، فمن للشركات المساهمة والبنوك الربوية؟؟، ومن لتحرير فلسطين؟؟، ومن لتعليم أولادنا المنهاج المبني على العقيدة الإسلامية بناء سليما؟؟، ومن لتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة؟؟، ومن لنشر الإسلام وتطبيقه على الكفار؟؟، ومن لتطبيق الأنظمة الإسلامية في الاقتصاد والحكم والعلاقات الخارجية حسب الإسلام؟
الجواب لا احد، لان الفرد الصالح لا يتدخل بهذه الأمور حسب نظرتهم، فان تدخل يبدأ هنا العمل بالأمور السياسية ويحتاج إلى حزب يؤويه، وعندها يخرج من دائرة "أصلح الفرد يصلح المجتمع" إلى الأعمال السياسية في حزب سياسي.
ولا يعني ذلك إهمال موضوع إصلاح الإفراد، فلا يقبل في الحزب الذي يسعى للتغيير فرد غير صالح.
خامسا: أما الانقلاب العسكري من الجيش وإعطاء النصرة لأهل الحق فهو الوحيد المعول عليه، وغيره من الطرق العقلية لا يمكن أن تنجح، ولا يكون الانقلاب إلا بإقناع قادة الجيش أو من يستطيعون تحريك الجيش إلى السمع والطاعة لمن يريد الانقلاب، وان يكون المقابل لهذا الانقلاب عظيما، لأنهم قد يفقدون حياتهم إن هم أطاعوا من أراد الانقلاب، فان كان المقابل المال فسرعان ما ينفض هؤلاء القوم إذا عرض عليهم مبلغ أكثر من المال، أما إن كان المقابل هو السيادة والمنصب، فالنزاعات والشقاق التي ستطيح بهؤلاء القوم، أما إن كان المقابل المبدأ فهو الانقلاب الصحيح، فالمبدأ جامع للناس وليس مفرق، وهذا ما حصل مع الأنصار الذين كان المقابل لعملهم وهو نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام لإقامة حكم الإسلام هو"الجنة".
حركات المقاومةحركات المقاومة لا تعدو اثنتين، حركة مدعومة من جهة معينة، وهذه تأخذ حكم الجهة الداعمة، فان كانت الدولة الإسلامية (الخلافة) تدعم بعض الفرق المسلحة في منطقة معينة، فعندها ستصبح من قوات الدولة الإسلامية، وليست جماعة مسلحة، أما إن كانت الجهة الداعمة دولة غير الدولة الإسلامية فعندها ستحقق هذه الجماعة أهداف تلك الدولة والتي عادة بل وغالبا لن تخدم الإسلام بل تخدم أهداف لتلك الدولة، كما حصل مع المجاهدين في أفغانستان عندما دعمتهم أمريكا والسعودية وباكستان لأجل طرد الروس، فقد طرد الروس وهذه مصلحة أمريكية، ولم يحققوا لأنفسهم ما يريدون وهو دولة قوية تقف في وجه أمريكا، بل دولة هزيلة سرعان ما انتهت. ومثل الشريف حسين الذي اخذ الدعم من الانجليز ضد الدولة العثمانية مقابل وعود بالحكم فكانت النتيجة انه لم يحصل شيء، بل حقق مصلحة الانجليز بهدم الدولة العثمانية. ومثل المنظمات الفلسطينية التي ادعت تحرير فلسطين وإذا بها تلهث خلف سراب الدولة الفلسطينية المزعومة، ومثل حزب الله الذي لا تتجاوز أهدافه حدود سايكس بيكو.
أما إن كانت تلك الجماعة غير مدعومة فمصيرها الضعف الشديد والحاجة الملحة للمال والسلاح، وهذا سيضعف عملها كثيرا، ولم يثبت أن حركة مسلحة ذاتيا قضت على كيان قوي من داخله، إلا في حالة الدعم الخارجي، أو أن هذه الدولة ليست صاحبة الأرض وقد ملت من قتل جنودها فتخرج وتضع عملاءها، أو انه أصابها في موطنها ضعف أو منافسة على الأرض من دول أخرى، أو أن طارئا أصابها يقتضي الانسحاب، وعادة ما تنسحب الدولة وتضع السلطة في يد عملاء لها، يريحوها عناء الوجود العسكري، كما حصل في بدايات القرن مع الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين، أما إن كان بقاء الجيش مصيريا في تلك المنطقة فستعمل الدولة للقضاء على هذه الحركة المسلحة ولو اضطرت إلى الإبادة.
وتلعب الناحية الإعلامية الدور الكبير في القوة العسكرية، فمثلا غطاء إعلامي، يجعل الدولة تحجم عن أعمال القتل، أما إن استطاعت الدولة التعتيم الإعلامي ورافقها سكوت أو تآمر أو اتفاق، فان الدولة تستطيع عن طريق سلاح الطيران والمدفعية والأسلحة الثقيلة إبادة المئات وتهجيرهم، وهذا لا يمكن رده بالمقاومة، بل بسلاح مواز له في القوة.
وبرز أخيرا موضوع إنشاء دول عميلة للاحتلال، تتولى الدفاع عن الاحتلال، مثل سلطة أوسلو في فلسطين، ومثل حكومة العراق التي تدافع هي الأخرى عن الاحتلال وتعطيه الشرعية، ومثل حكومة كرزاي العميلة في أفغانستان سابقا، وغيرها من الحكومات، وبهذه الفكرة استطاع المحتل إيجاد أناس من أهل البلد يدافعون عنه، بل ويقتتلون على هذه السلطة الهزيلة كما حصل في فلسطين، وتسفك دماء الكثير من أبناء المسلمين وهو ينظر إليهم، ولذلك فالحاجة ماسة إلى قتال الجيوش وإنهاء الاحتلال وميليشياته التي تتسمى زورا وبهتانا "دول".
أما قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسمى جهادا، وليس مقاومة، فرسول الله صلى الله عليهوسلمك لم يرو عنه إلا انه جهز جيشا وقاتل الأعداء وهكذا صحابته الغر الميامين في الخلافة الراشدة، وبقية دهور الخلافة، قتال الجيوش لا قتال العصابات المسلحة والميليشيات والتنظيمات العسكرية، حتى في زمن الضعف زمن صلاح الدين الأيوبي كان القتال البارز هو قتال الجيوش لا قتال الحركات وبالذات في فلسطين المحتلة أيام الصليبيين، حيث لم يعرف المسلمون قتال الحركات بالشكل الموجودة به اليوم إلا بعد هدم دولة الخلافة.
ولذلك فتحرير البلاد المحتلة يحتاج تسيير الجيوش لا قتال الحركات المسلحة، -(وان كان لها اجر القتال في سبيل الله)-، لا القتال الذي يحصل من البعض من اجل خدمة بعض أهداف الدول ولا يكون الهدف منه رضا رب العباد.
ولا يعني هذا قولي عدم قتال العدو إن هو دهم أرضا يريد احتلالها، ليس هذا ما أقول، فالقتال في حالة الاحتلال فرض عين على جميع أهل البلد، إلا أن يتمكن العدو فينتقل الوجوب إلى من يليهم وهكذا, ولكن الحديث عن التنظيمات العسكرية المدعومة من دول إجرامية يبتغون من دعمها تحرير الأرض، حيث الأصل أن تقوم هذه الدول نفسها وبجيشها بتحرير الأرض وليس دعم جماعات مسلحة.
ولذلك وجب التركيز على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لإقامة دولة الإسلام من اجل تطبيق الإسلام وتحرير ما احتل من بلاد.
قوة الدولة أما دول اليوم فليست قوتها فقط نابعة من قوتها العسكرية وان كان للقوة العسكرية الدور الكبير في هذه القوة، فهناك عناصر أخرى تؤثر في قيام الدول، فمن ظن أن قتال الحاكم والقضاء على حكمه ومن ثم الجلوس على كرسي الحكم هو المطلوب يكون هذا الإنسان بسيط التفكير، فعناصر قوة الدول تعتمد على أشياء غير القوة المادية، مثل: المبدأ الذي ستطبقه، العامل الاقتصادي والتكنولوجي، العامل الديموغرافي، العامل الجغرافي، الدبلوماسية، وطبعا لا ننسى القوة العسكرية.
فالمبدأ أو النظام الذي سيطبق لا تعرفه للأسف الكثير من الحركات المسلحة وغير المسلحة، وان كانت تتصور الإسلام في العبادات كما تتصور بعض الحركات الإسلامية، وتشجيع العبادة والأخلاق الإسلامية، وبعضها يرى تطبيق الإسلام في تطبيق بعض الحدود ولبس النساء للباس الشرعي، ولكنهم جميعا يطبقون النظام الديمقراطي في الحكم، أو مبدأ الفصل بين السلطات ولا يدرون أن الإسلام له أنظمة للحياة لا بد من تطبيقها، مثل نظام الحكم والنظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسة الخارجية وسياسة التعليم، ولا بد أن تكون مستقاة من الإسلام فقط، وان شكل نظام الحكم هو الخلافة وليس الديمقراطية أو الدولة المدنية أو دولة المواطنة أو غيره من التسميات التي تدل على جهل بأحكام الإسلام.
وبناء عليه فلا يجوز لهذه الدولة الوليدة إن وجدت أن تطبق النظام الرأسمالي الغربي على المسلمين، وإلا ستبقى تابعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا للغرب يتحكم بها، ولن تحقق النهضة المطلوبة، خاصة وأنها دولة وليدة وتحتاج غيرها من الدول.
والدولة التي يجب قيامها يجب وضع العامل الديموغرافي في الحسبان، فدولة كلبنان مثلا ضعيفة في ميزان دول اليوم وكذلك الكويت، أما دولة كمصر أو تركيا أو باكستان فقوية، وكذلك العامل الجغرافي من مساحة واسعة وتضاريس تعطي الدولة قوة كبيرة، كجبال أفغانستان التي أعطتهم قوة في مواجهة أعدائهم، و لذلك فعلى الجماعة المسلحة التفكير في الدولة قبل إقامتها من مساحة جغرافية وعدد لسكان، وليس مجرد قتال الدولة، والقول أن الجماعة تمثل دولة مصغرة، فتقوم بالقتال للدولة ولا تجني إلا سفك الدماء، لان الدول الكبيرة عادة كمصر وتركيا وباكستان من المستحيل على الجماعات المسلحة النيل منها وتدمير حكومتها ونظامها، وحتى الدول الصغيرة بما لديها من دعم خارجي تستطيع الصمود وبقوة في وجه الجماعات المسلحة.
وأيضا يجب وضع الأسلحة ونوعيتها في الاعتبار، فالدولة التي لا تملك سلاحا يوازي السلاح الذي تمتلكه الدول الأخرى أو سلاحا مضادا له، ستكون في موضع ضعيف، فسلاح الطيران والصواريخ، ما لم تملك الدولة سلاحا مضادا لها أو سلاحا يوازي قوتها أو اقل بقليل، ستبقى هذه الدولة تتعرض للقصف السهل من الأعداء دون أن تفعل شيئا، وهذه دولة من الصعب عليه الصمود.
وهناك الدبلوماسية والوعي السياسي لدى الجماعات المسلحة، فمثلا حركة تحسن الظن بدول الضرار في العالم الإسلامي، أو تقول أنها تريد إمارة إسلامية ولن تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها، أو لا تستطيع إدراك عمالة وتبعية الحكام الموجودين في العالم الإسلامي، أو لا تستطيع إدراك الألاعيب الدولية في السياسة والاقتصاد، من الصعب عليها النجاح فيما ترمي إليه. وخير مثال يمكن الاستشهاد به في هذا الصدد حكومة طالبان في أفغانستان.
هذا كله إذا استطاعت الوصول للحكم عن طريق العمل العسكري الذي غالبا ما يكون بدعم خارجي من دول أو قبائل وليس بجهود الحركة الذاتية.
أجر الأنصار وإثم حراس الظالميناجر أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم كبير عند الله تعالى، فهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموه الحكم، سلموا الحكم لرجل لا يعرفهم ولا يعرفونه، جاءهم من منطقة أخرى، وطبعا سلموه الحكم ليس لهدف دنيوي ولا لمنصب ولا لأمر آخر، وسيدهم سعد بن معاذ تنازل عن كرسي الحكم لرجل غريب، لماذا يا ترى هذا الأمر؟ انه لسبب واحد، لان عبارة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" استقرت في قلوبهم" وفقهوا معناها بأن عليهم كأهل للقوة والمنعة نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه بتمكينه من نشر الإسلام من بلادهم وأرضهم، فهم الذين نصروا الإسلام ورسوله بعد أن كان الرسول صلى الله عليه وسلم مطاردا في مكة ومعذبا من أهله والمسلمون ضعفاء، فأعطوا النصرة لرسول الله صلى الله وسلم، فعز الإسلام وأهله وانطلقت من بلادهم " المدينة" جيوش التوحيد ناشرة الإسلام بالجهاد.
ولذلك ففضل الأنصار عظيم، وسموا بذلك لنصرتهم للإسلام ورسوله فقد قيل لأنس بن مالك: أرأيت قول الناس لكم: الأنصار, اسم سماكم الله به أم كنتم تدعون به في الجاهلية؟ قال: بل اسم سمانا الله به في القرآن. وأما فضلهم فالكثير من الأدلة تدل عليه، قال تعالى: { والّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: { آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حبّ الأنصار} وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: { إنّ الأنصار عيبتي الّتي أويت إليها فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم فإنّهم قد أدّوا الّذي عليهم وبقي الّذي لهم}
وأما سيدهم فما ورد في وفاته من الكرامات لهذا الصحابي الذي تنازل عن أعظم شهوة، وهي شهوة الحكم لرجل غريب عنه، من اجل نصرة الله ورسوله، ما ورد من كرامات لعظيم، حيث روى الحافظ البيهقي في (الدلائل): عن جابر بن عبد الله، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: {من هذا العبد الصالح الذي مات؟ فتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش؟ قال : فخرج رسول الله فإذا سعد بن معاذ}, وروى الإمام احمد والنسائي عن جابر قال: قال رسول الله لسعد يوم مات وهو يدفن: { سبحان الله لهذا الصالح الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه، ثم فرج الله عنه} وفي رواية أخرى { إن للقبر ضغطة، ولو كان احد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ} رواه احمد. وروى الحافظ البزار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون ألف ملك إلى الأرض لم يهبطوا قبل ذلك} لماذا ذلك؟؟
الكثير ممن فسروا لم يذكروا نصرة هذا الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه ونصرة المستضعفين من المسلمين، ولكن هذا هو السبب الذي يجب أن يكون دافعا اليوم لأهل القوة لنصرة العاملين للخلافة، فينالوا أجرا عظيما عند الملك العزيز الجبار، الذي يؤتي ملكه من يشاء وينزعه ممن يشاء.
أما إن أصر أهل القوة على نصرة الظالمين المجرمين، أو سكتوا عنهم فالعذاب الأليم بانتظارهم يوم القيامة، فقد قال الله تعالى في حق فرعون وهامان وجنودهما : { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} وقال أيضا: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} وهنا السؤال لماذا قرن الجنود بفرعون رأس الكفر ومعاونه هامان المجرم؟؟
لان فرعون وهامان ما كانا يستطيعان الظلم والتجبر وقتل المستضعفين والبغي والفساد في الأرض بدون الجنود، وبدون القوة التي تحمي شرورهم في الأرض، ولذلك ذكروا في الآية، والله تعالى اعلم.
وقال أيضا في حق الأتباع والمتبوعين {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَاب * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}
ولذلك من كان في أهل القوة هذه الأيام ليعلم انه إما أن يكون من الأنصار الجدد لهذا الدين وله من الأجر ما له عند الله تعالى، أو أن يستمر في نصرة الظالمين المجرمين الذين يحاربون الإسلام وأهله، وعندها لا يلومون إلا أنفسهم لما سيصيبهم من الذل والهوان عند الله تعالى، أو أن يتنحوا وفي هذا إثم لأنه عدم استغلال لما بأيديهم من قوة لنصرة الحق، فلم يبق لهم إلا نصرة الحق، من اجل إعلاء كلمة الله لا غير، أي أن يكون عملهم من اجل إعادة تطبيق الإسلام عن طريق دولة الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله.
الخلاصةحتى من استقراء الواقع بدون الرجوع إلى الأدلة الشرعية يتبين كيف أن الوصول للحكم لا يتم بدون دعم أهل القوة لمن يريد الوصول إلى الحكم وإلا لا يستطيع الوصول، أو لا يستطيع إلا أن يرضي الجيش.
وحتى عندما تنشق بعض فرق الجيش فهي أيضا ضعيفة ما لم تَحُزْ أسباب القوة والدفاع ومختلف الأسلحة، فانشقاق بعض فرق الجيش في ليبيا أبقاها ضعيفة وعندها ما عندها من أسلحة.
هكذا كانت أمريكا والدول المستعمرة توصل عملاءها إلى سدة الحكم في مناطق العالم الإسلامي بشكل فاعل، كما في انقلاب الضباط الأحرار في مصر لصالح أمريكا، وكما في الانقلابات في أوروبا الشرقية لصالح النفوذ الأمريكي عندما تم تحييد الجيش.
ولذلك القول بان طلب النصرة هو حكم شرعي عليه الكثير من الأدلة الشرعية لمن أراد الحق، وعليه شواهد وأدلة عقلية تدعمه، فعلى الذين يهاجمون هذه الفكرة أو يسفهونها أن يعودوا إلى صوابهم.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}