هل يعتبر الناشط الإعلامي الذي يساعد المجاهدين مجاهداً في سبيل الله تعالى ؟
و إن قتل في المعركة هل يكون شهيداً ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
الجهاد لغة : هو بذل الوسع والطاقة .
وفي معناه العام , قال ابن تيمية رحمه الله: ( الجهاد هو بذل الوسع, وهو القدرة فِي حصول محبوب الحق, ودفع ما يكرهه الحق ) مجموع الفتاوى (192/10) .
و أما الجهاد اصطلاحاً : ( هو بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس، والمال، واللسان، أو غير ذلك ) بدائع الصنائع ( 7/97).
فالجهاد أنواع : جهاد بالنفس , و جهاد المال , و جهاد باللسان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ ) رواه النسائي .
فعندما شرع الله سبحانه وتعالى الجهاد لم يقصره على القتال كما يتبادر للذهن عند الإطلاق , قال ابن تيمية رحمه الله : ( الجهاد منه ما هو باليد , ومنه ما هو بالدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة , فيجب بغاية ما يمكنه ) الفتاوى الكبرى (5/537) .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على استخدام الجهاد الإعلامي ضد المشركين ، حين كان يُشجّع حسان بن ثابت رضي الله عنه على القيام بحملات إعلامية شعرية تستهدف النيل من كفار قريش ، و تصحيح الصور المغلوطة والدعاية السيئة التي كان يروجها أعداء الإسلام وقتها ضد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، ودعا له فقال : ( اللهم أيده بروح القدس ) متفق عليه.
وعلى ضوء ذلك فكل من يشارك في الجهاد بنفسه أو ماله أو لسانه أو علمه أو عمله الذي يدعم المجاهدين فهو مجاهد في سبيل الله تعالى وله أجر المجاهد إن شاء الله , ومن أمثلة ذلك تجهيز المجاهد , وخُلفُ المجاهد في أهله , قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) متفق عليه .
فكل من يُقتل في المعركة ممن كان يرافق المجاهدين ويقوم على شؤونهم ويساعدهم في أمور الجهاد فهو مجاهد في سبيل الله تعالى , وإن قُتل فهو شهيد إن شاء الله فيما نحسبه و تجري عليه أحكام الشهادة .
ويدخل في ذلك من رافق المجاهدين بنية الجهاد في سبيل الله وله مهمة إعلامية , سواء كان مُصوّراً أو مُراسلاً أو إعلامياً .
** تنبيه :
يجب على المجاهدين الاهتمام بالجانب الإعلامي ، و ذلك أن معركة اليوم معركة إعلامية ، وأدواتها الكلمة والصورة والصوت المنقول بكافة الأشكال والصيغ ، وهو من القوة التي أمر الله بإعدادها ، قال تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ }.
فبالجهاد الإعلامي نستطيع نشر أخبار المجاهدين والحقائق التي يحاول الإعلام المضلل طمسها، وعن طريقه نوجد حلقة وصل بين المجاهدين والأمة المسلمة ، و به نحرض على الجهاد ، ومن خلاله نقود غزوات إعلامية مضادة للأعداء فنربكهم بحرب نفسية شديدة لكسر معنوياتهم و زيادة إحباطهم .
و الجهاد الإعلامي في عصرنا من أهم أنواع الجهاد ، لأن من يمتلك قوة في الإعلام يستطيع أن يوجه الرأي العام فيؤثر في الأمم والشعوب وبطريقة أسهل وأيسر من أساليب القوة العسكرية .
وكم من صورة نقلها مصور حركت مشاعر المسلمين في العالم لدعم إخوانهم المجاهدين , وكم من كلمة نقلها إعلامي أثرت في عقولهم وقلوبهم , وكم من ناشط إعلامي حرصت العصابة المجرمة على قتله , فتأثير الإعلام في الأعداء يقارب تأثير أدوات الحرب ، فهو أداة فتاكة لا يستهان بها .
ولذا كان واجبا على المسلمين عموماً ، وعلى مجاهدي الشام خصوصاً ، تملك أدوات الجهاد الإعلامي ومعرفة خصائصه والتمكن من وسائله لتسخيره في نصرة الدين ، وإسقاط الظالمين المجرمين .
اللهم ارحم موتانا , وتقبل شهداءنا من المجاهدين والمرابطين والإعلاميين والناشطين , وأسكنهم في أعلى عليين , وانصرنا على طواغيت الشام والرافضة الملاعين بمنك وكرمك يا كريم .
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=481...e=1&theater=============================
سؤال يطرح يظهر أهمية الاعلام في نقل الحقائق بدون تحريف وتضليل ، والاعلام الحالي التابع للأنظمة لا يتصف بهذه الصفات
فهو إعلام مسيس ينقل ويطرح ما فيه دوام لاستمرار بقاء هذه الانظمة الظالمة
وهذا السؤال وهذه الفتوى جاءت في وقتها وهي مهمة لكل اعلامي مسلم ليدرك حقيقة دوره الذي يجب أن يقوم به في نقل الحقائق خاصة ما يحدث في سوريا
فثورة سوريا ثورة اسلامية تسعى لإعادة حكم الله فيها ، والاعلام العربي والغربي يعملون على تحريفها والقول أنها ثورة من أجل الحرية على أساس الديمقراطية.