فأنت بخير ما دام المسلمون بخير ولن يكونوا بخير إلا إذا ...
إن القضايا الإعلامية المهمة هي التي تمس حياة الناس بشكل ملموس وتأثر فيهم وفي سير حياتهم اليومية كأفراد أو كجزء من المجتمع أو كأناس يعيشون بقوانين يطبقها عليهم النظام الحاكم، وحياة المسلمين اليوم قد إنحرفت عن الحياة الإسلامية الصحيحة فإبتعدوا عن الإسلام فعاشوا حياة إنعدمت فيها العدل والأمن والأمان ورعاية الشؤون وأصبح هم الإنسان فقط أن يمر على يومه بدون مشاكل ولكنه لا يفكر ولا يهتم بقضايا المسلمين حول العالم وفي هذا مخالفة شرعية غفل عنها الكثيرون وزاد هذا التغافل عند الناس إذا يلهيهم الإعلام بشتى الوسائل عن الاهتمام بالقضايا المصيرية للأمة الإسلامية ويسلط الضوء على الحاجة للسعي لتحصيل لقمة العيش بشكل يومي بينما تزاد المشاكل من حوله وما حوله وضع لا يطمئن يزاداد إنحطاطاً ولا يركز الإعلام على إبراز الحلول الشاملة.
هذه قضية إعلامية لن يتحدث عنها الإعلام الفاسد لأن للمسألة بُعد سياسي فيريد النظام الحاكم إلهاء الناس بأعمالهم اليومية - التي أصبحت أعمال شاقة - حتى لا يلتفت المسلم إلى محاسبته على تقصيره في تطبيق الإسلام تطبيقاً كاملاً!!
نعم يمر اليوم وينتهي وتقوم بكل أعمالك كما ينبغي أو لا تقوم بها .... إنشغالك بالدنيا ومتطلباتها أمر طبيعي وعليك أن تعيشها وفق أحكام الله الشرعية لكن تذكر ....... أثناء يومك الذي مر بسلام الحمدلله قتل آلاف المسلمين حول العالم أكثر من 25% تقريبا منهم أطفال وفي هذه الساعات القليلة نهبت مليارات المليارات من ثروات المسلمين وزادت الفواحش وخسرنا آلاف المسلمين للعهر والسكر والمخدرات وكم من قلب أم يبكي دما على شهيد وكم أب تشرد وعائلته وكم مسجد هدم ومدرسة ومستشفى فجرت........ وكم وكم وكم ! نعم كل هذا يحصل أثناء قضاءك لبعض المشاوير وفي أثناء هذه الساعات ترى بأم عينيك بلادك تتدهور ..... الناس كالأحياء الأموات يتخبطون من شدة الأحوال الفاسدة عليهم......... إن كنت تحمد الله تعالى 100 مرة في اليوم الواحد أحمده ألف مرة على نعمة المسكن والملبس والطعام والعمل و و و و ........! فهي نعم أصبحت بغياب الإسلام ليست في متناول الجميع.
هل تعلم لماذا؟
وهل تعلم أن عليك مسؤولية شرعية فيما يحصل للمسلمين حول العالم؟!
وهل تعلم ما يجب عليك القيام به؟
إذا كنت على دين محمد عليك أن تعلم أن سبب هذه المصائب الكثيرة التي تداعت على الأمة الإسلامية هو تقصير المسلمين في محاسبة الرويبضات والسكوت على فسوقهم وظلمهم كما قصر المسلمون في القيام بفرض العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة! فمن وأنت في بيتك يرعى شؤونك وشؤون المسلمين في العالم؟ ومن عليه حماية المستضعفين من المسلمين في بلاد أخرى؟ أين نحن من فروض الجماعة في الإسلام؟
عليك أن تعلم أن هذه النعمة التي أنت فيها يعمل الحكام على سلبها منك إن كنت في أمن وأمان فهذا نسبي فاليوم الأمن والأمان لم يعد كما كان منذ سنة مضت مثلا! ولا الأسعار ولا الفساد..... هناك إنحدار وإنحدار سريع أيضا.
كما تعمل في يومك لرعاية شؤون بيتك عليك شرعا أن تعمل لإيجاد الخليفة راعي الأمة والذي سيحميك ويحمي أولادك ويحمي الأمة وثرواتها والأنفس والأعراض والدين.......حتى تبرأ الذمة!
فأنت بخير ما دام المسلمون بخير ولن يكونوا بخير إلا إذا عاشوا في ظل الإمام الجُنة الذي يطبق الإسلام عليهم في ظل الدولة الإسلامية ويرعى شؤونهم كما أراد الله تعالى وعلى منهاج النبوة، في دولة العدل والرحمة.
|