نصف خونة لا ينفع
في الآونة الأخيرة من حياة الأمة الإسلامية رأينا الغرب الكافر يعمل جاهدا على استعمال خونة من الطراز الأول، أما نصف خونة (منافقين متسترين) فذلك من وجهة نظره لا ينفع.
فمثلا في الثورة المصرية وبعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم واستعدادهم للسير على الديمقراطية الغربية والدساتير الكفرية، واستعداهم للتعاون مع المجتمع الدولي إلا أن أمريكا فضلت المجرم السيسي بخيانة واضحة ورفضت الخيانة المتسترة من الإخوان المسلمين، ولذلك أوعزت للسيسي بإقصائهم والقضاء عليهم والتنكيل بهم.
ومثلا في تركيا رأينا أردوغان يجعجع كثيرا ويظهر بطولاته للناس كثيرا مع انه خادم مطيع لأمريكا، إلا أن أمريكا استخدمته في أعمال كثيرة تظهره خائنا من الطراز الأول ولم يتردد عدو الله اردوغان في الطاعة، فترك أهل سوريا يقتلون، وأرسل قواته إلى شمال سوريا لمقاتلة تنظيم الدولة تحت مسمى الحرب على الإرهاب وذلك طبعا تنفيذا للمخططات الأمريكية، وصرح أن لا مشكلة لتركيا مع نظام الأسد، وعقد المصالحة الرسمية مع يهود، وأصبح أعداء تركيا بشكل عام وهم الحركات الكردية المدعومة غربيا حركات يجب عليه التعاون معها بأوامر أمريكية، وتعاون مع روسيا عدوة المسلمين علنا في قتل المسلمين في شمال سوريا، ويبدو انه فهم الدرس الأمريكي بضرورة أن يكون خائنا بشكل صريح!!!!
وبالنسبة لثوار سوريا ومن تم دعمهم من حكام السعودية وتركيا الخونة العاملين بالأوامر الأمريكية، رأيناهم يجعجعون كثيرا، فمرة لا نملك السلاح الكافي لقتال الأسد، ومرة يسكتون على القصف بجانبهم، ومرة لن نفاوض إلا بوقف كامل لإطلاق النار، وها نحن نرى الغرب يضغط عليهم حتى أبدوا استعدادهم لقتال الحركات التي يسميها الغرب إرهابية، وابدوا استعدادهم للتفاوض مع الأسد، واستمروا بالتفاوض رغم أن الأسد ما زال يقتل في أهل سوريا، ولا تستغرب أن يقصفهم غدا بشار الأسد وروسيا ويستمروا بالتفاوض، وهكذا تم صناعة خونة من الطراز الرفيع وسط هؤلاء المجرمين المفاوضين.
فيبدو أن هؤلاء الخونة لم يدركوا بعد السياسية الأمريكية اتجاه عبيدها، فالسياسة الأمريكية الحالية والغربية بشكل عام لا تقبل خائنا يتستر بالدين والبطولات والعنتريات، أي نصف خائن، فهي تريد خونة ينفذون كل الأوامر الغربية بدون تردد، وتريد إعلان الحرب على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب، وتريد عبودية كاملة لهذه الدول الصليبية.
ولذلك فمن قرر أن يتذاكى مع الدول الغربية أو يتذاكى بخداع أبناء المسلمين، نقول لهم: أن هذا الزمن قد انتهى ومنذ زمن بعيد لو كنتم تعقلون، نعم انتهى وأصبح من يريد أن يضع يده في يد الكفار فعليه أن يدرك أنهم سيحولنه إلى خائن من الطراز الأول، ولا مجال لهم لخداع الناس، اللهم إلا الجهلاء الذين لا يفقهون قولا ولا يدركون حال المسلمين، فهؤلاء ربما يصفقون لكم اليوم، ولكن تصفيقهم لن ينفعكم يوم القيامة، وسيكون مصيركم أسودا في الدنيا والآخرة.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater