منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> الهندسة المبدئية
الخلافة خلاصنا
المشاركة Apr 29 2017, 02:40 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الهندسة المبدئية


عندما لا يميز الشخص بين المصطلحات ويتم توليته معالجة مشاكل الناس المتعلقة بهذه المصطلحات فعلى الناس السلام، فمن يتصدر العمل للتغيير يجب أن يفرق بين معنى فرد مسلم ومجتمع مسلم ودولة إسلامية، ويجب أن يفرق بين عملية إصلاح الفرد وبين عملية إصلاح المجتمع، ويجب أن يميز بين عملية بناء الدول وعملية بناء الأفراد، ويجب أن يعلم كيف تبنى الدول وكيف تهدم، فإذا لم يعرف هذه الأمور فهذا يعني أنه سيدمر المسلمين في تجارب فاشلة تكون دماء المسلمين وأبناؤهم وحياتهم ومقدراتهم حقل تجارب لهذا الشخص "الفاشل سلفا" في أي أمر يقدم عليه وذلك لعدم معرفته لأسس التغيير ومقومات كل من الفرد والمجتمع والدولة.

يقال للشخص البارع في أمور البناء وتصميمه وإنشاءه ويجري دراسات لكيفية إنشاء البناء بأنه مهندس معماري أو مهندس مدني، ويقال لمن يبرع في أمور الكهرباء وتمديداتها بأنه مهندس كهربائي، وأيضا من يريد أن يلج باب العمل السياسي فعليه أن يكون مهندس مبدئي، أي مهندس يدرك مبدئه الإسلامي ويدرك تعريفات كل الأمور ويدرك كيفية الإصلاح والبناء والإنشاء والفرق بينهم، ويدرك الفروق بين الفرد والدولة والمجتمع، وإلا فإنه سيدمر كل من يسير خلفه.

وأبسط مثال على ذلك ما قام وتقوم به حركة الإخوان المسلمين من تجارب لتغيير وضع الناس، فشعارهم العام الفضفاض الإسلام هو الحل، وتراهم يهتمون بإصلاح الفرد في نواح معينة ويهملون أخرى، وتراهم لا يميزون بين الفرد والدولة والمجتمع وبين دستور إسلامي ودستور غير إسلامي، وكل الأبنية التي بنوها سقطت على رؤوس من سار معهم وعلى رؤوس المسلمين، وخسر المسلمون من تجاربهم الكثير، وما زالوا يسعون للتغير على هذه الجهالة في علوم الهندسة المبدئية.

حتى هيكلية وأسس الحزب عندهم غير صحيحة وغير واضحة، فالأسس لأي حزب كي يكون له صبغة معينة وكي يستطيع الاستمرار في عمله هي:
فكرة كلية، وطريقة شرعية مستمدة من المبدأ الذي يؤمنون به، وثقافة حزبية مستمدة من القرآن والسنة تعطيهم اللون الذي يعملون له وتكون شرطا للانضمام لهذا الحزب، وأن تكون طريقة الربط في حزبهم هي العقيدة والثقافة الحزبية، وعند النظر في تركيبتهم، تجد أنهم لا فكرة تجمعهم سوى شعارات عامة غامضة مبهمة مثل شعار الإسلام هو الحل والذي لا تلمس له أثرا في سلوكياتهم كتكتل، ولا طريقة لهم مستمدة من القران والسنة، فمرة مقاتلين ومرة سياسيين ومرة علمانيين ومرة معتدلين ومرة وسطيين، وطريقة الانضمام إلى حزبهم غير مفهومة نهائيا، حتى أنهم أدخلوا النصارى في حزبهم، والذي يجمعهم بطاقة عضوية وانتساب لا هضم الفكرة الحزبية الغير موجودة أصلا.

ومن كان هذا حالهم فإن بالتأكيد لا يعرفون معنى أن يكونوا مهندسين مبدئيين يعملون لسيادة مبدئهم، فتراهم في كل مرة في شكل ولون مختلفين حسب الظروف والأحوال، وإذا أرادوا الخوض في معترك الحياة فيأخذون دستورا علمانيا ونظاما جمهوريا وخطابا مشاعريا حماسيا إسلاميا، وسياسة ميكيافلية، وفي السر لا مانع من الاجتماعات في جحور الأفاعي، وهكذا فلا تعرف كيف تصفهم إلا بوصف واحد هو التلون والتشكل حسب الظروف والأحوال.

وهذا الكلام غير خاص بالإخوان المسلمين وإنما هو خاص بكل من سار على دربهم وكان مثلهم طالبا كسولا متسلقا لم يدرس الهندسة المبدئية، ويريد أن يأخذ مركزا مرموقا في المجتمعات الحالية، وقس عليهم حملة السلاح الذي يظنون أن تغيير المجتمعات يكون بالقوة العسكرية، وهم أيضا لا يدركون الفروق بين الفرد والدولة والمجتمع، ولا يدركون كيفية الإصلاح، ويرون أن تغيير المجتمعات لا يكون إلا بالقوة العسكرية وضرب المخالفين لهم، فهؤلاء كمن تحمس واخذ يضع الحجارة فوق بعضها البعض ظانا انه بذلك يبني منزلا، حتى إذا علت الحجارة وكثرت انهارت عليه فقتلته وأهلكته وأهلكت كل من كان بجانبه، هذا طبعا إذا لم يؤذ من حوله من الناس.

نعم من يريد البناء فعليه بالمهندس المعماري ومن أراد توصيلات متقنة للكهرباء فعليه بمهندس كهربائي ومن أرد الولوج في عالم السياسية والتغيير فعليه بدراسة الهندسة المبدئية جيدا، وعليه إدراك كيف يكون حزبا قبل أن يعمل لإصلاح الدول والمجتمعات والأفراد، فإذا درس الهندسة المبدئية جيدا يستطيع عندها الولوج إلى عالم السياسة وتغيير الأفراد والمجتمعات والدول.

يكفي المسلمين تجارب فاشلة أضرت بهم ولم تنفعهم أبدا، يكفي المسلمين ما هم فيه، فالمسلمون من كثرة التجارب الفاشلة أصاب الكثير منهم يأس من التغيير ويأس من الحركات الإسلامية بشكل عام، وأصبح الكثير منهم يقول نصبر على ظلم الحكام الخونة أفضل من أن ندخل تجربة أخرى تكلفنا دماء وأشلاء دون فائدة، وإن وزر كل هذه التجارب الفاشلة يقع على من جعل المسلمين وحياتهم ميدانا لتجاربه الفاشلة سلفا لمخالفته المبدأ الإسلامي، والحل واضح وصريح ولا يحتاج تفكيرا كثير لو كان هؤلاء يعقلون، فقد حكم المسلمون بنظام الخلافة ما يقارب الـ 1400 سنة وكانت حياتهم جيدة جدا، وعندما تخلوا عنه وجربوا خلا الـ 100 سنة الفائتة آلاف التجارب غير نظام الخلافة كان مصيرها الفشل تلو الفشل تلو المصائب تنزل على رؤوس المسلمين.

نعم إن النظام الوحيد الذي يصلح أحوال المسلمين هو نظام الخلافة، لذلك يجب أن تكون من أسس دراسة الهندسة المبدئية لأي حركة إسلامية هو العمل على إقامة الخلافة، ومن لم يضع هذا الهدف على رأس أعمال حزبه وعلى رأس دراسته فهو فاشل سلفا وبشكل أكيد، وليتق الله كل من يخضع المسلمين لتجارب فاشلة أخرى على نفس هذا المنوال.

فالأكيد الأكيد وبدون أدنى تفكير أن تجربة أردوغان ستدمر تركيا لأنه يحكم بالعلمانية، والأكيد الأكيد أن عودة مرسي لمصر مثلا يحكم بنفس النظام العلماني ستدمر أهل مصر، والأكيد الأكيد أن أهل سوريا سينزفون كثيرا إذا لم يقيموا الخلافة نظام حياة لهم، والأكيد الأكيد أن المسلمين سيبقى حالهم يرثى له ما دامت الخلافة غائبة، والأمر لا يحتاج تجارب ولا إعطاء فرص ولا تعديل بعض البنود، بل الأمر يحتاج إلى إحلال نظام الخلافة مكان هذه الأنظمة وستبدأ عملية الإصلاح وزوال الفساد بالظهور بشكل واضح، وغير هذا الطرح يعني أن تستمر مأساة المسلمين ما دامت الخلافة غائبة، وما دام الذين يتصدرون قيادة التغيير أناس جهلة لا يفقهون مبدئهم ولا يفقهون كيفية التغيير.

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 18th June 2025 - 12:18 AM