السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
جزاكم الله خيرا
إقتباس(موسى عبد الشكور @ Apr 4 2012, 05:59 AM)

3ـ إنّ الإقرار بالمادّة الأولى من دستور 1959 تصريح بالإعراض عن كتاب الله وسنّة نبيّه الأكرم صلّى الله عليه وسلّم، ويدلّ دلالة واضحة لا لبس فيها أنّ الحكّام والمتنفّذين في المجلس التأسيسيّ يسيرون على خطا الهالك بورقيبة ومن بعده بن علي في خداع الناس بأن ينصّ على الإسلام بأنّه دين الدّولة في فصل واضح للإسلام عن الحياة والإصرار على إخضاع المسلمين مرّة أخرى لأحكام الكفر وترك بلادهم منفصلة عن باقي بلاد المسلمين سهلة طيّعة بيد الكافر المستعمر.
وفي هذا المقام نتوجّه إلى من أنكر على المسلمين مناداتهم بتحكيم شرع الله مذكّرين وناصحين: أنتم مسلمون فتوبوا إلى الله توبة نصوحا وتبرؤوا من هذا القول الذي يناقض صريح القرآن، وبيّنوا للناس الحقّ بلا مواربة وأعرضوا عن أهوائكم وما توسوس لكم به شياطين الانس والجنّ واعملوا لإرضاء ربّكم بدل اللّهاث وراء غرب كافر لن يتوانى في التبرؤ منكم بعد أن يستخدمكم كما تبرّأ من بن علي، ونتلو عليكم ما أمر ربّنا نبيّه صلّى الله عليه وسلّم أن يتلوه على قومه حيث قال جلّ وعلا:"﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)"﴾
"﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾"
لقد خلى الخطاب الإعلامي في هذا الواقع الفاسد من أي نصيحة للمسلمين ، و خلى من أي ترهيب من النار و تذكير بما ينتظر الناس من حساب ، و خلى من ترغيب في جنة عرضها السموات و الأرض و سعادة في الدنيا و الآخرة بنوال رضوان من الله الخالق الجبّار جل و علا ، وبالذات في عالم السياسة و القضايا السياسية قد فُصل الإسلام تماما عن الدين إعلاميا و في واقع الأنظمة . و ذلك إن تسبب في شيء إنما تسبب في إنفصال الحُكام عن شعوبهم و الإعلام عن قضايا الناس الحقيقية .
فنشكر حزب التحرير على مثل هذا الخطاب الإعلامي الراقي و الذي يحتاج إليه المتلقي لبيان هذه الأحكام الشرعية في الحياة السياسية و الذي بموجب التقيد بها يرضى الله سبحانه عنه و يدخل الجنة ، بدلا عن أن يعيش حياة تبلد في ظل التعمية الإعلامية و التضليل المتعمد .