المفرخة وإنتاج الرؤوس خيارات

[الخلافة خلاصنا]

المفرخة وإنتاج الرؤوس

إن هلاك شخوص الحكام الخونة المجرمين أمر مفرح للمسلمين، ولكن يجب أن يعلم أن شخوص الحكام ليست هي النظام، بل هي المديرة للنظام ليس إلا، وإذا خلا منصب المدير جيء بمدير غيره، ولذلك يجب التفريق بين إزالة شخص الرئيس وبين تغيير النظام.

فالنظام يتكون من الدستور والقوانين والأعراف المسيرة للبلد، ويحمي هذا النظام مراكز القوى في الدولة، ويروج له وينشر فكره الإعلام وبعض المشايخ والكتّاب والمفكرون، ولذلك إذا أردنا تغيير النظام فيجب تغيير الدستور من الجذور، ويجب إقصاء أو السيطرة على كل مراكز القوى في البلد مثل قادة الجيش وبعض شيوخ القبائل في بعض الدول وقد تكون مراكز القوى في وزراء أو مسئولين ذي وزن في البلد، فهؤلاء عند تغيير النظام يجب السيطرة عليهم، ويجب إيقاف كل من يبث الروح في النظام الذي نريد إزالته مثل الإعلام والمشايخ والكتاب والمفكرين، عندها ينتهي النظام القديم.

وعند إزالة نظام يجب أن يكون هناك بديل جاهز، فيجب أن يكون هناك دستور جاهز، وفي حالتنا كمسلمين يجب أن يكون هناك دستور لدولة الخلافة، لأنه النظام الذي أمرنا الله بتطبيقه، ولا يجوز إزالة نظام رأسمالي والإتيان بآخر رأسمالي، لأننا لن نعالج الخلل في البلد، فيجب أن يكون النظام الجديد هو نظام الخلافة، وعند السيطرة على مراكز القوى يجب التأكد أن مراكز القوى الجديدة أو المراكز المتبقية أو الموجودة مؤيدة للنظام الجديد، ويجب أن يسيطر على الإعلام ويتم بث كل ما يدب الحياة في النظام الجديد وإقصاء كل شخص يفكر أو ينشر أفكار النظام القديم ويجب إبراز كل من يروج للنظام الجديد.

هكذا فقط نغير النظام، أما تغيير شخص الرئيس فهو تغيير لن يغير وضع البلد، فالنظام القديم كالمفرخة تفرخ المجرمين، فان أزلت مجرما فان النظام القديم سيفرخ لك رئيسا آخر فورا، ولكن إن تم تدمير المفرخة القديمة نهائيا، فعندها لن يتم إنتاج رؤوس مجرمة جديدة، فيجب إيجاد نظام إسلامي نظام الخلافة والذي لن ينتج لنا إلا الخلفاء والمجاهدين والعلماء الأفذاذ، وسيغير وجه التاريخ، فان ذهب خليفة جاء خليفة آخر، أما الأنظمة الحالية فان زال طاغية جاء طاغية آخر.

فمثلا ذهب بن علي وتم تفريخ السبسي، وذهب مبارك وتم تفريخ السيسي، وذهب القذافي وجاء عملاء يتقاتلون على السلطة لصالح الغرب الكافر، وقد ذهب صالح أخيرا وبقي المجرمين العملاء يديرون البلد ويتقاتلون فيما بينهم، وها هو الغرب يروج أن مشكلة سوريا هي شخص بشار ليصرف أنظار الناس عن النظام السوري الذي أنتج بشار وأباه وسينتج الكثير من المجرمين إن قبل أهل سوريا ببقائه؟

حتى لو جاء شخص من غير طينة النظام وحاول أن يغير النظام فان النظام سيدمره لأنه ألقى نفسه وسط نيران النظام القديم ويريد الخروج سالما، ولكن رأينا أشخاصا مثل مرسي جاء وحاول مسايرة النظام القديم، ولكن يبدو أن المفرخة المصرية لا تقبل إلا بمجرمين كالسيسي، ولا تقبل اشخص متلونين يسايرون الغرب من اجل مصالحهم ومصالح أحزابهم.

نعم إن قتل علي صالح من قبل الحوثيين هو عميلة قتل ظالم لظالم وعميل لعميل آخر، وإن بقيت المفرخة اليمنية ستنتج مجرمين آخرين كما هي المفرخة المصرية والتونسية والليبية موجودة لليوم وتنتج مجرمين آخرين، ويعمل الغرب جاهدا لليوم على المحافظة على المفرخة السورية ومستعد ان يضحي بشخص بشار، فبشار آخر منصب يمكن أن يتولاه أن يكون كلب ذليل عميل وضيع للغرب، ولا مانع من التخلص منه إن بقيت المفرخة السورية تنتج مجرمين يعملون لصالح الغرب الكافر.

أما موضوع اعتبار الطغاة من بعضهم وعملهم للتغيير، فان الله قد طمس على قلوبهم، فكل شخص يقول سأكون اشد ذكاء من غيري وسأحافظ على نفسي، وحتى لو استيقظ احدهم وعاد للصواب فان التخلص منه سهل ميسور ما دام النظام القديم يرتع في البلد.

ولذلك فالحل الصحيح أيها المسلمون هو العمل الجاد والدؤوب لتغيير الأنظمة من الجذور وتدمير تلك المفرخة الرأسمالية في كل بلاد المسلمين، ويجب إيجاد نظام الخلافة مكانها جميعا، لان المفرخة الرأسمالية إن بقيت فلن نرى إلا إنتاجا للمجرمين.

https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater