في الرثاء
إلى أخي عادل الرماحي
نهشتـكَ في جوفِ الظلامِ ذئـاب***و بكـاكَ في فلقِ الصبـاحِ صحابُ
و خَبـا شُـعاع كُنْتَ تضرم جذْوه***نـورٌ يُنيـرُ و بلسـمٌ و شـهابُ
ظـنَّ الذئاب إذا نُهِشْـتَ تنَمّروا***فقضيتَ ليثـاً والذئـاب ذئـابُ
مـن عـاشَ ميتـاً فالمذلةُ حجره***و دِثـارهُ عارٌ جنى و سُـبابُ
رايُ الحميـةِ جـاهلي قادهـا***نحـوَ السـعيرِ فحثّـهم فأجابـوا
شـيخُ الطريقةِ علقمـيّ نهجـهُ***أفـتى فلبّـى نـاعق و غـرابُ
ابليـس أيقظ فتنة فاســتيقظوا***فتنٌ هُمُ إن حـوقلوا أو تابـوا
رفعوا الشعار بأن – بوش– حليفنا***فاسـتقدموهُ و ناصـروهُ و عابوا
و بنـوا من الجثثِ البريئةِ معلماً***فيها تَسـاوى الرسمُ و الألقابُ
عادَ التتارُ و أي حـالٍ حالنـا***في كـلّ بيـتٍ مأتم و مُصـابُ
بيبرس غـابَ و للحضارةِ جذرها***بغـداد صبـراً فالشبابُ شبابُ
فالقادسـية قلعة سـعد بـها***سـيفٌ تلألأ مـا حواهُ جرابُ
يا حالمينَ بأن – بوش – صـديقكم***أفـلا قـرأتم للأميـرِ كتـابُ
دولٌ تدور فأمسُ كانَ لغيـركم***كانوا فصاروا غُيّبوا أو غابـوا
و الحاكـمُ العربي أفق قاصـرٌ***الدرعُ حجر ضيّقٌ و ضبــابُ
قفصُ الرئاسةِ إن خلا من حـاكم***ارثٌ يـورّثُ مــوئلٌ و مـآبُ
الغدرُ في نهـجِ العدوِ سـياســة***إن قال صــدقاً صـدقه كذّابُ
لا تأمنـوا الدجـال فهـو مخـادع***في كـلّ أمـرٍ حالـهُ استخـرابُ
لا تـأمنوه فـإن فعلتـم حالكم***حُمـقٌ و بــؤسٌ دائـمٌ و عِقابُ
يا لاهثيـنَ وراءَ وهــم حضـارة***فيهـا بريـقٌ زائـفٌ و حِرابُ
واحـرّ قلبـي فتيـة مـن غارةٍ***أشـلاؤهم يبكـي لها الأغـرابُ
واحـرّ قلبي من وجوهٍ شُــوِّهت***في سـجنها قـد مزقتها كـلابُ
يا غافلينَ اسـتيقظوا من وهمكم***الحقُّ نهجٌ و السـرابُ سـرابُ
الحقُّ في ظـلِ الخلافـةِ وحـدها***سـبب لغزٍٍ إن بـدت أسـبابُ
و الذّلُ مُـذْ غـابت نذوق مـرارهُ***في كــلّ يومٍ علقـم أو صـابُ
قانـون شـرع الغـاب ظلم عدله***اقـرأ تفّكــر أيـها المرتـابُ
سُـبل السـلامِ طريقنـا و منارنـا***وعـدُ الاله و أُسـوةٌ و صِحـابُ
فإذا قُتلنـا أو تَشـتت شـملنا***هـذا قضـاء لا نقـولُ عـذابُ
و لسـوفَ نلقى الله نشخب بالدما***الوعـدُ حـقٌّ و الجنان رِحـابُ
الميتُ حيٌّ و الشـهادةُ دربنـا***و اللـه حـق ناصـر وهّــابُ
أ إذا قُتلنـا لا عـزاءَ بمســلمٍ***هُنّـا كأنـا هِسْهِـسٌ و ذبـابُ
يـا ربّ لطفك قد جـرى بدمائنا***بـول العلـوج و حلفهُ الكـذّابُ
يا ربّ عفـوكَ قـد تَشـتت شملنا***في كـلّ ناحيـةٍ أذىً و خـرابُ
يـا ربّ وعـدكَ قـد غدت أيامنا***ظلـمٌ و نَـوْحٌ ظُلمـه و ضبـابُ
تشـكوا الأرامل و الثكالى حُـرقةً***و لغيـرِ بابـكَ لا تُـذل رِقـابُ
يـا ربّ إنـا ثابتونَ على الهُـدى***فاغضـب لدينكَ أن تُـزال قبـابُ
جواد عبد المحسن الهشلمون
3 / 5 / 2006