معارضون للظلم من أحضان الظلم
ظاهرة منتشرة هذه الأيام وبكثرة، فترى معارضا للنظام المصري أو السعودي يتكلم من تركيا أو لندن أو أمريكا، وترى معارضا للنظام القطري أو الأردني في أمريكا أو تركيا، وقس عليها الكثير.
والمشكلة ليست في معارضة الظلم بل باتخاذ أرض ذلك الظالم منطلقا للعمل وعدم التعرض لعيوب ذلك الظالم أبدا الذي انطُلِق من عنده، لا بل ومدحه في كثير من الأحيان، وأبرز الأمثلة التي أراها كثيرة هذه الأيام معارضون مثلا للنظام المصري ينطلقون من تركيا، فتراهم يهاجمون النظام المصري وإجرامه، أما النظام التركي وحكمه بالعلمانية وموالاته لأمريكا وخيانته لأهل سوريا فلا يجرؤون على ذكرها حتى يبقى النظام التركي راضيا عنهم، أو حتى لا يمنع أعمالهم إذا حسنت نواياهم، ولكن الأغلبية تراها تمجد النظام التركي.
الحقيقة ان محاسبة الظالمين فريضة ربانية، ولكن مداهنة ظالم من أجل محاسبة ظالم آخر لا تجوز شرعا، حتى صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما ذهبوا للحبشة فرارا من الظلم والقسوة والتعذيب للتخلص من بطش قريش بهم وطُلب منهم الرأي في دين النصرانية أو في سيدتنا مريم وابنها عيسى عليهما السلام اجابوا برأي القران الكريم بشكل واضح مهما كان سيحصل لهم.
ولكن أغلبية من نراهم نرى لهم قنوات فضائية أو سيارات فارهة أو بيوت فخمة وهذا يدلل على شراء ولائهم من قبل النظام التركي.
والأصل في كل معارض للظلم في أي بلد ان يتكلم بالحق وأول الحق المطالب به بيان ظلم النظام الذي يؤويه، لأن الإسلام لا يعترف بالوطنيات والقوميات، فالظلم في تركيا والظلم في مصر أو السعودية أو سوريا واحد وهو ظلم واقع على المسلمين الذين تجمعهم العقيدة الإسلامية ويفرقهم الاستعمار وحدوده الاستعمارية، والانطلاق من مفهوم الوطنية بمحاسبة الظلم المصري فقط هذا مخالف للشرع، ومن انطلق من هذا المنطلق أثم وكان مداهنا للظالمين ولو كان يحاسب ظالمين اخرين في وطنه الذي ولد فيه.
وقس عليها المعارضون للظالمين المنطلقون من امريكا ولندن وأوروبا وغيرها.
ولذلك كثير من أبطال محاسبة الظالمين الذين تراهم على الاعلام وهميون او كاذبون لأنهم موالون للظالمين في البلد الذي يقطنون فيه، وهذا يدلل ان لهم اجندة سياسية في المحاسبة مخالفة للشرع وموالية للنظام الذي يرتعون في أحضانه.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater