بيان صحفي
بعد مرور أربعة أيام فقط على توليه منصبه، قام السفير الأمريكي بزيارة إلى وزير الدفاع الماليزي، فما هي الرسالة من ذلك؟-----------------
إن وزير الدفاع الجديد من حزب نيجارا (أمانة) محمد سابو، الذي تولى هذه الوزارة المهمة للغاية منذ أربعة أيام، قد استقبل زيارة مجاملة من سفير أمريكا لدى ماليزيا سعادة كامالا شيرين لخضر. وقد عُقد الاجتماع في مكتبه في ويسما بيرتهانان بحضور عدد من كبار المسؤولين من كلا الجانبين. شوهد محمد سابو وهو يبتسم وهو يصافح كمالا في لفتة ودية للغاية خلال الزيارة. وفي وقت سابق زار السفير الأمريكي رئيس وزراء ماليزيا الدكتور تون مهاتير بن محمد واجتمع معه لمدة ساعة في 21/05/2018. ومع ذلك كانت هناك تغطية ضئيلة جدًا حول الاجتماع. خلال فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء اشتهر مهاتير بانتقاده العم سام. كما اشتهر محمد سابو بأنه متظاهر متشدد أمام السفارة الأمريكية، يهاجم ويدين كل أنواع التدخل الأمريكي وجرائم أمريكا في العالم الإسلامي.
من المؤكد أن زيارة سفير أمريكا إلى وزير الدفاع ليست مسألة صغيرة وتافهة. إنه في الواقع مليء بالرسائل الصريحة والضمنية. تشتهر أمريكا بسياسات التدخل في شؤون الدول الأخرى، وخاصة في البلاد الإسلامية. ولن تسمح لأي دولة بالهروب من قبضتها، خاصة إذا كانت تلك البلاد في جدول اهتماماتها. بعد الاجتماع الأول مع رئيس الوزراء، عقد الاجتماع الثاني الذي كان بين السفير الأمريكي مع وزير الدفاع، وليس مع الوزراء الآخرين. هذه الحقيقة بحد ذاتها إشارة واضحة لأولئك الذين لديهم وعي سياسي. إن زيارة سفير الدولة الإرهابية الرئيسية في العالم، لوزير الدفاع ولا سيما بعد أربعة أيام من توليه منصبه، تعطي بلا شك رسالة واضحة ليس لماليزيا فحسب، بل للعالم كله أن أمريكا تراقب ماليزيا عن كثب. وفي الوقت نفسه، فإن قبول وزير الدفاع المعين حديثًا بزيارة ممثل دولة عدوة لله يدل على موقف ماليزيا من أمريكا والعلاقات المستقبلية بين البلدين.
وفي هذا الصدد، يرغب حزب التحرير/ ماليزيا التأكيد على ما يلي:
1- من الواضح أن أمريكا بلد في حالة حرب مع الأمة (دولة كافرة محاربة فعلا). لا تزال الحروب وعمليات القتل التي تقوم بها أمريكا ضد المسلمين، خاصة في العراق وأفغانستان مستمرة. ناهيك عن الدور المهم الذي تلعبه أمريكا في الحرب في سوريا واليمن وغيرها، ودعم أمريكا الثابت لكيان يهود، مما يمكّن الدولة الملعونة المذكورة من قتل المسلمين في الأرض المباركة فلسطين دون تمييز. إنه سر مكشوف بأن أمريكا تدعم وتعاون بشكل كامل الطغاة في العالم الإسلامي، وأن أمريكا هي التي تعيّن وتحافظ على عملائها في العديد من البلدان الإسلامية. هذه الأعمال والجرائم الأمريكية ضد المسلمين تجعلها عدواً واضحاً للإسلام، وبالتالي يجب معاملتها كعدو. يجب إغلاق السفارة الأمريكية وطرد سفيرها من البلاد. هذا ما يجب على الحكومة الماليزية القيام به وليس قبولها بدورها كصديق أو ضيف!
٢- من المؤسف للغاية أن وزير الدفاع، الذي كان يعرف فيما مضى باسم "مقاتل إسلامي"، قد قبل زيارة مجاملة للسفير اﻷمريكي إلى مكتبه، حتى إنه رحب به بسرور. أمريكا هي دولة إرهابية ومما لا شك فيه أنها الإرهابي الأول في العالم الذي قتل عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من المسلمين. وبالتالي لا ينبغي أن يكون وزير الدفاع قد قبل الزيارة وكان ينبغي أن يعبر عن اعتراضه بوضوح. هذه هي "الرسالة" التي يجب أن ننقلها إلى الحكومة الأمريكية، بأننا (المسلمين) لن نقبل أبدًا أي نوع من الصداقة والتعاون مع أمريكا الإرهابية طالما أنها "لا تتوقف" عن كل جرائمها ضد الأمة الإسلامية والبلاد الإسلامية.
3- للأسف الشديد، استقبل كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع زيارة السفير الأمريكي في الوقت الذي نقلت فيه أمريكا سفارتها من تل أبيب إلى بيت المقدس، وهي خطوة توجه ضربة عظيمة للعالم الإسلامي. وهي إهانة واضحة من قبل أمريكا للمسلمين في جميع أنحاء العالم. تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 50 فلسطينيا وإصابة الآلاف بجروح جراء المجزرة التي قام بها جيش كيان يهود خلال احتجاج أهل فلسطين على حدود قطاع غزة. في هذه اللحظة، قام وزير الدفاع الماليزي بقبول زيارة مجاملة من السفير الأمريكي بابتسامة عريضة!
4- هذه خطوة مبكرة في كيفية "ترويض" أي حكومة في العالم من خلال زيارة ودية وإبداء نوايا وجود علاقة جيدة وتعاون مع زعيم الدولة. في الواقع، نحن نعرف أن أعمال وطبيعة أعداء الله سبحانه وتعالى هي أنهم لن يكونوا راضين عن الأمة الإسلامية وأننا يجب ألا نتبع طريقة حياتهم واتجاههم. إنهم مليئون بالنفاق ولن يرضوا أبداً حتى يؤذى المسلمون. وجوههم مفعمة بالابتسامة، ولكن من خلفنا يعدون السم الذي يقتل المسلمين. إنهم سعداء جداً بزعماء المسلمين الذين يتبعونهم وسوف يتخلصون منهم بسعادة عندما لا يعودون بحاجة إليهم. هذه هي أمريكا!
يا رئيس الوزراء ووزير الدفاع! نحن هنا نذكرك بأن تضع في اعتبارك الأجندة الأمريكية، والنفاق والخداع، حتى من مجرد زيارة! يجب أن تكون قاسياً ضد الكفار الذين هم أعداء الله سبحانه وتعالى، أعداء الرسول e وأعداء المؤمنين، وأن تكونوا رحيمين بالمؤمنين حسب قوله سبحانه ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29]
يا وزير الدفاع! إذا استمريت بالترحيب بأمريكا بيد مفتوحة واستمريت في سياسة ودية مع الدولة الإرهابية المذكورة، فإن أفعالك لا تختلف أبداً عن النظام السابق الذي "أطحت به" بسبب غضبك منه وكراهيتك له. عليك أن تخاف الله في حكم البلاد. اجعل أعداء الله سبحانه وتعالى هم أعداءك واجعل حملة دعوة الله سبحانه وتعالى كمساعدين لك. إن "كفاحكم للإسلام" لعقود سيكون عقيمًا، بل يتسبب بغضب الله إذا ما استمريتم في ما فعله النظام السابق. يحتاج المسلمون في أجزاء كثيرة من العالم إلى مساعدة من جيوش المسلمين لتحريرهم من فظائع الكفار. الآن أصحاب القوة في ماليزيا في يدك.
يمكنك الاستمرار في الاحتفاظ بها في الثكنات أو نشرها أينما تريد. إن الله سبحانه وتعالى يختبر ويراقب ما إذا كنت ستقوم بنقل هذه الجيوش إلى مسارها أم أنك ستستمر في حصرها وجعلها تنحني لأعدائه. كن مطيعا لله في القرارات التي تتخذها، حتى بمجرد قبول زيارة واحدة!
عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير في #ماليزيا