الرويبضات وتأسيس الدول! خيارات

[أم المعتصم]

الرويبضات وتأسيس الدول!

واهم كل الوهم من يظن أن تأسيس الدول يكون بمعزل عن الفكر والتشريع.

فالأساس الذي ترتكز إليه الدولة الحقيقية هو مجتمع يحمل وجهة نظر معينة في الحياة، ونخبة يتبلور لديها المشروع السياسي والتشريعي الذي ينبثق من وجهة النظر هذه، فتقوم على تطبيقه.
فما لم يوجد الرأي العام المنبثق من الوعي العام على الفكرة، وما لم يوجد الفريق السياسي الذي يجسّد الفكرة مشروعًا سياسيًا تتشكل به الدولة فلا قيام لأية دولة حقيقية.

والدولة في الإسلام تقوم على العقيدة الإسلامية، ووجهة نظرها هي وجهة الإسلام، ونظامها هو الشرع الإسلامي، به ترعى شؤون الناس، ورسالتها إلى العالم هي الإسلام نفسه.

قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.

لذا فإن كل كلام على قيام دولة حيادية تقف على مسافة واحدة من كل العقائد ويقتصر عملها على رعاية شؤون الناس وحفظ العدل والأمن والرخاء… بعيدا عن ثقافة المجتمع وعن وجهة نظره في الحياة وعن التشريع المنبثق منها، هو إما كلام الخبثاء من المستعمرين وأدواتهم وإما كلام السذّج الذين يحسبون أنهم على شيء، بينما هم في حقيقتهم لا يعرفون أبسط معاني المجتمع والدولة.

أ. أحمد القصص

أحمد القصص -الصفحة الرسمية